تقريبا كتبت فى كل أو جل شئون الحياة سياسه وفنون واجتماع واقتصاد وحتى الفلسفه، لكن ظلت الكتابه عصيه فى هذا التابوه المبهم لاسباب كثر نعلمها نحن سكان هذه البقعه من الجغرافيا، فالموضوع شائك فبمجرد الخوض فيه سرعان ما تتداعى مشاعر الخجل والخوف والتردد وكأننأ فى حقل ألغام رغم أنها الغريزه الساميه التى خلق بها الكون ولا زالت الوحيدة المسئوله عن اعماره واستمراره بشرا وحيوانا وطيرا.

نعم ظل الخوض فى هذه الجدليه الانسانية عصيا لكن العقود السبعه التى نحملها على كاهلنا شجعتنا ، فقد ضمرت الغدد وانعدم أو كاد تدفق تلك المركبات السحريه التى تثير مراكز الاشتهاء ،وأصبح النظر للموضوع وبحثه من منطلق الوصف والبحث والتأمل والاستقصاء المحايد فقط لاغير.

فعندما يحين موعد ضخ الغدد للمركب السحرى فى الشرايين الغضه وتتحدد الهويات وتتبدل الاصوات وتنمو شوارب الصبيان وتتشكل تضاريس أجساد الصبايا ،ومن ثم تبدأ رحلة الصراع الازلى المرير بين الغريزه التى بدونها ينقرض الجنس البشرى وبين منظومة الانضباط الاخلاقى التى بدونها تتحول المجتمعات الى غابه .

وفى رحله الحياه واطوارها الحتميه تركت هذه الصنعة الالهيه بصمة فى كل مرحله من مراحل حياتى ففى طفولتى ترك مشهد تحلق الاطفال فى قريتنا حول مشهد ذكر وانثى كلب فى حالة تزاوج أقول ترك هذا المشهد أثرا عميقا وربما عنيفا فى ذاكرتى الساذجة ايامها واعتقد انه لازال حتى بعد كبرت وعرفت تفسيره البيولوجي،وفى أولى خطوات الولوج الى سنى المراهقه الأولى تركت تجارب الأندفاع الفطرى والغريزى الحاد اثرا عميقا وتركت ندوبا فى النفس والذاكره ولازال طعم ورائحة ونكهة التجارب الأولى ملتصقا فى سقوف الحلوق والجماجم ، وتظل لذة التجربة الاولى متحوصلة فى الذاكرة لاتمحوها مؤثرات السنين مهما طالت ​حتى لو كانت مجرد اختلاس نظرة أو لمسه أو لحظات مسروقه اكتشفنا فيها ذواتنا الفطريه التى لم نكن نعلم عنها شيئا.

ويرتبط الجنس بالحب كتوأم ملتصق فلا جنس طبيعى بين رجل وامرأه دون رغبه أى دون حب حتى لو كانت لحظة عابرة لكنها ضرورية لاتمام علاقه تنتج كائن حى ،وهى العلاقة الازليه الطبيعيه بين رجل وامرأه هذه العلاقه التى يعتقد البعض أن وظيفتها التناسل فقط وهى كذلك فالحيوان نعم،لكن فى الانسان لها وظائف أخرى والا بماذا نفسر استمرار الرغبه الانثويه حتى بعد انقطاع الحيض بعقود وكذا تظل الرغبه كامنه فالرجل حتى بعد أن لا تستطيع غدده انتاج حيوان منوى واحد ،فهى علاقه بيولوجيه معقده ومهمه للانسان لصحته ونفسيته والمباحث كثيرة لا حصر لها فى هذا المضمار.

وفى مجتمعاتنا يتأرجح تقييمها بين الدنس والقدسيه بين النجاسة والطهر بين العفة والعهر، وهذه التصنيفات أوالتوصيفات هى تعابير جغرافيه بحته مرتبطة بمحل الواقعه وثقافة المجتمعات حيث تتراوح بين الحريه والرضا وبين الزنا والاغتصاب بين من منكم بلا خطيئه فليرمها بأول حجر وبين الذبح على عتبات الشرف المهدور.

ويظل الجنس فى ثقافاتنا مرتبط بالنجاسه والدنس والخطيئة والذنب والائم وكل الموبقات انه الجنس انه الحب انه العشق انه الغرام انه منشئ الكون انه الحافز الاول لاستمرار الحياه والسعى فيها انه الحافز الاول كى يمشط رجل سبعينى شعره أمام مرآه وتضع المرأه مساحيق التجميل وتكحل العيون انه الجنس سر الحياه .

​​​​