لا تقاس عهود الحكام والزعماء في العالم بسنوات حكمهم وأدارتهم لدفة البلدان فحسب انما تقاس بمدى قدرتهم على الانجاز اولا ومن ثم الالهام ثانيا.

جاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية ورئيس وزراءها وحاكم دبي حقيقة من زمن توقف فيه الجميع امام فترة تحول وانتقال في طبيعة مهام ودور الحاكم والزعيم.

وصل بين قرنين مختلفين في الطبيعة والحياة والطموحات فلم يتوقف محمد بن راشد على الجسر الرابط بينهما ففي حين توقف اخرون على الجسر محتارين فيما سبح غيرهم وغرقوا قبل ان يصلوا الى الضفة الثانية تمكن محمد بن راشد من خلال امتلاكه رؤية عصرية غير منقطعة عن الماضي لكن بأراده تحديثية فقرر عبور الجسر مشيا على اقدام العلم والتخطيط والارادة السياسية من دون هدم الجسر ولا عبور النهر سباحة فلم يستهلك وقته في التنظيرات السياسية فأتجه مباشرة نحو التخطيط والعمل وتحويل المشاريع والأفكار الى حقائق معاشه على الأرض يتلمسها الناس.. أليس أن العمران كما اوضح ذلك العلامة ابن خلدون هو غاية السلطان والحكم.

أدرك الشيخ محمد بن راشد مبكرا ان الطرق التقليدية والأساليب القديمة لا تقدم شيئا مختلفا فأراد احداث فرق في طرق التفكير واساليب الانجاز فابتعد عن ماكينة الدعاية والترويج لخطط ومشاريع تظل حبيسة الأدراج فاتخذ منهجا متفردا كما صرح سموه مراراً (دعوا الأفعال تتكلم) وانجز مشروعه التحديثي في سنوات ما لم تقدر على انجازه دول بإمكانات مالية وثروات خيالية.. وظيف العلم والابتكار في أرساء أسس عصره بأقل من عقدين بينما فشلت دول كبيرة في نصف قرن في ان تبني شيئا مميزا ودعي الى استئناف النهضة العربية وهنا فهو القائد الأول في منطقتنا العربية الذي تطرق في أحاديثه الى ضرورة استئناف النهضة العربية واستلهام منجزات الحضارة العربية الزاهية بروح تجديدية مبتكرة تتوائم وروح العصر وسرعة ايقاعه .

لا احد لا يطرب لسماع ما قدمه العرب للحضارة الإنسانية في حقول العلم والطب والرياضيات والجبر والبناء والهندسة والحضارة ولهذا فأن الشيخ محمد بن راشد اخذ زمام المبادرة بأن قدم دبي حقيقة ماثلة كنموذج للبناء والاقتدار وشعاع أمل للأجيال الصاعدة التي تبحث عن النموذج والقدوة والملهم .

محمد بن راشد بقياسات الزمن غير التقليدي مثل عصرا جديدا في نمط القيادة والابتكار والجرأة والأقدام واعتمد الخطط المتدرجة في رسم مستقبل واعد لشعبه وللعالم العربي والإنسانية جمعاء ،، انه بحق يستحق لقب القائد الاستثنائي القادم الينا من المستقبل المضيء ليعبر بنا نحو افاق رحبة الى الفضاء والعلم وامتلاك المعرفة انه يعد اليوم بأجماع الكتاب والمراقبين والعالم قائد الابتكار وملهم الاجيال لقرن قادم رسم لهم خطوطه وحدد اتجاه بوصلته واستطاع بعقله النير ان يشخص مكامن الخلل ومعيقات التنمية في البلدان العربية ليضع العربة على سكة المستقبل وجعل من دبي مصدر ابداع وامل عربي يرشد الأجيال نحو الغد المشرق .

فمبارك عليك سيدي يوم ميلادك فهو فجر للشموخ والتحدي والعطاء وعاشت الأصلاب التي حملتك املا وفخرا لأمة عربية كاملة ليس لها سوى دبي ان تفخر وتفاخر بها الدنيا وسيذكر زمن محمد بن راشد باعتزاز ومنجزاته ورؤاه بانه حقا عصر محمد بن راشد.

* أمين عام هيئة المرأة العربية

[email protected]