منذ ولادة الكتابة في الصحف الورقية والزحام على الزوايا لايحصيه أحد على الرغم من أن الكلمات المنشورة ينقصها اوكسجين الحرية إلا أن السباق على الزوايا الصحفية يكاد لا ينتهي فعلى الرغم من نقص أكسجين الحرية إلا أن لها رائحة عند القراء في كل صباح ولعل عبارة ( قورنار) لم تأتي من فراغ.

الكاتب في يومه الموعود تنزف افكاره في كل اسبوع يستعرض مايحضر عقله مُداعباً مشاعر القاريء أو مُستحضراً غضبه بالتأييد أو المعارضة هناك أمور وقضايا اجتماعية يخجل الكاتب من استعراضها أو تقف سياسة بعض الصحف ضد نشرها فكل جريدة لها قراء ادمنوا مطالعتها كل يوم ووضعوا لها سقف من دون أن يشعروا بذلك.

الصحف الورقية بدأت تنجرف خلف التيار الرقمي فعندما تكون الصحيفة تطبيق محمول على الهاتف فمن السهل تصفح وقراءة كل ماهو مطروح ،فمايهم الناس من مطالعة ومعرفة الأخبار أصبحت في عصر الطائر الازرق سهله وسريعة فالطائر الأزرق كالحمام الزاجل يأتيك بكل ما هو جديد، بعض الصحف عمدت إلى فتح نوافذ عبر السوشل ميديا لتكون في المقدمة من حيث نقل الأخبار وطرح مالديها من جديد والهدف في النهاية الحفاظ على جمهورها الذي عاصر العهد الورقي منذ بدايته.

اليوم تعد الصحف الإلكترونية أكثر متابعة بعدما توقع عثمان العمير الصحافي الكبير ورائد الصحافة بان الصحف الورقية سوف تتلاشى وتكون المنصة الرئيسية هي الأولى وفعلاً نظرته كانت ثاقبة فقد مضى عشرون عاماً على مقولته وبدأت الصحف الورقية في الاحتضار وتحاول أن يكون لها موطأ قدم في فضاء التكنولوجيا.

للصحف الإلكترونية مزايا من ضمنها عدم تقييد الكتّاب بأحرف حين ينوي نثر رأيه في زاويته الأسبوعية فمن حق الكاتب أن يكتب وهذه مساحته وفضاءه يجول برأيه الذي يمثله و لا يمثل اسرة الصحيفة نفسها.

أكثر مايؤلم الكاتب هو تقيد قلمه وتمزيق ملامح افكاره فالكاتب النبيل المدافع عن وطنه المتبني لقضية معينة من حقه أن يكتب دون أن يُحجب مقاله ، بعكس صاحب القلم المتطرف الذي لايخدم سوى الانحطاط والفكر المتزمت فهناك كتّاب كتاباتهم مفخفخة تلوث العقل وتعيدنا إلى الوراء.

أحيانا رأي واحد قد يعيد الحياة إلى الوراء فيموت القاريء وتموت القراءة.
القراءة هي الحياة والرأي والرأي الاخر يعجبني بشرط أن لايمس ديني ومليكي ووطني!

وماغير ذلك لايحق لأي كائن أن يرفع المقص ويمزق حروفي وحروف كل قلمِ شريف.