لأن التعامل معهم بقي على أساس أنهم: "طفل الدولة الأردنية المدلل" وأنَّ ما يحق لهم لا يحق لغيرهم فإنّ الإخوان المسلمين قد تمادوا كثيراً وتجاوزوا حدودهم وهكذا فقد كان لا بد من وضع حدٍّ لهم وليس إشعارهم وفقط لا بل إفهامهم بأن "تطاولهم" لا يمكن السماح بإستمراره وأنه لا يحق لهم "التفرد" بالنقابات لتواصل فعل ما تمادت في فعله وأن خطوة "الحل" التي إتخذتها الجهات المسؤولة سوف تعقبها خطوات كثيرة إن هم أي "الإخوان" بقوا يتصرفون على أساس أنهم فوق القوانين وأنهم أكبر من الدولة!!.

ربما أن كثيرين وبعضهم في مواقع المسؤولية لا يعرفون أن الإخوان المسلمين أصبحوا حزب الدولة الأردنية المدلل الذي يحق له ما لا يحق لغيره لإنحيازهم ضد المقاومة الفلسطينية وضد الأحزاب اليسارية والقومية في عام 1970 مما جعل بعض "شيوخهم" وأيضاً وبعض شبابهم "الصاعدين" يتصرفون على أساس أنهم أكبر من الدولة لا بل أنهم هم الدولة وهذا بالطبع ما كان يمكن السكوت عليه وبخاصة وأن هناك مستجدات أردنية كثيرة بعد عام 1989 عنوانها "المرحلة الديموقراطية" التي تساوت خلالها ومنذ ذلك الحين وحتى الآن الأحزاب كلها وحتى بما في ذلك التي لها إرتباطات تنظيمية مع بعض الدول العربية.
لقد تصرف الإخوان المسلمون، بعد بدايات المرحلة الديموقراطية وحتى الآن، وحتى لحظة حل بعض النقابات التي كان "الإخوان" يعتبرونها، ويتعاملون حتى مع الدولة على هذا الأساس، على أنها مؤسسة إخوانية وأن قرارها إخواني وإنه لا يحق للمؤسسات الرسمية المعنية الإعتراض على هذا .. على الإطلاق.

ثم وإن المعروف هو أنّ "الإخوان" قد أستغلوا فترة سيطرتهم على وزارة التربية والتعليم وعلى بعض مؤسسات الدولة وحولوا معظم المنح الدراسية الداخلية والخارجية إلى "أنصارهم" وإلى طلبتهم "الإخوانيين" وهكذا ومع الوقت وطول الزمن فإنهم أصبحوا يسيطرون على الجهاز التعليمي كله وعلى المؤسسات التربوية بمعظمها وأحتل بعض كبار رموزهم العديد من مواقع القرارات في الدولة الأردنية.
والمشكلة في هذا المجال أنّ "المستجدات الإخوانية" على الصعيد العربي.. والعالمي أيضاً بعدما أصبح رجب طيب أردوغان مرشداً عاماً للإخوان المسلمين وبعدما أصبح هناك هذا التحالف "الإخواني" مع قطر ومع إيران وبالطبع مع تركيا الأردوغانية..

ومع بعض الأنظمة الآسيوية الإسلامية قد جعلت "إخوان الأردن" ينظرون إلى الدولة الأردنية وإلى الأردنيين أيضاً من فوق "أرنبات" أنوفهم وعلى إعتبار أن الحكم في المملكة الأردنية الهاشمية يجب أن يكون حكمهم وعلى غرار ما حدث في قطاع غزة بسيطرة حماس "الإخوانية" على كل شيء فيه وأصبح إسماعيل هنية وخالد مشعل رمزين كبيرين في التنظيم العالمي الإخواني الذي بات منتفخاً بالأموال القطرية.
إن هذه هي مشكلة الإخوان المسلمين الأردنيين!! مع الدولة الأردنية وحيث أن هؤلاء باتوا يشعرون أنهم أكبر منها وأنه لا أمن لها بدونهم.. ولذلك فقد كان لا بد مما ليس منه بدٌّ ولا بد أن يحدث كل هذا الذي حدث والذي سيحدث لاحقاً وعلى أصعدة كثيرة.