خلال الأيام القليلة القادمة يحتفل الحزب الديموقراطي الكوردستاني بالذكرى الخامسة والسبعون لتأسيسه، مدافعا امينا عن الشعب الكوردستاني وقضيته العادلة، وارتبطت كل إنجازات حركة التحرر الوطني الكوردستاني بجهود ونضالات هذا الحزب اعتبارا من دستور ثورة تموز 1958 الذي نص في مادته الثالثة على شراكة العرب والكورد في الوطن مرورا ببيان 29/حزيران/1966 لحكومة المرحوم عبدالرحمن البزاز وببيان الحادي عشر من اذار 1970 الذي اقر الحكم الذاتي لكوردستان وانتهاء بالنظام الفيدرالي الحالي في العراق وإقليم كوردستان
الحزب الديموقراطي الكوردستاني منذ تأسيسه رفع شعار (على صخرة التأخي العربي الكوردي تتحطم مؤامرات الاستعمار) وكرس الكثير من طاقاته وجهوده لتعزيز هذا التآخي الوطني مؤيدا وداعما لكل المطالب المشروعة والمصيرية للامة العربية وباعتباره أكبر الأحزاب الكوردستانية وأقدمها اطلاقا ويتمتع بشعبية واسعة داخل المجتمع الكوردستاني فقد أرسى دعائم واسس وتقاليد نضالية قوية داخل تنظيماته وبين جماهيره على التمسك بالتآخي العربي الكوردي وتعزيز العلاقات الوطنية والنضال المشترك.

المؤسف والمحزن هو الموقف العربي الشعبي والرسمي والحزبي، اذ عدا الأحزاب اليسارية والحزب الشيوعي العراقي والى حد ما الحركة العربية الاشتراكية التي وقفت الى جانب الكفاح الوطني الكوردستاني العادل فلا القوى القومية العربية (التي من المفروض فيها ان تستوعب المشروع الكوردستاني) ولا القوى الإسلامية العربية المؤمنة بقوله تعالى ( انا خلقناكم من ذكر وانثى شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم – هذه التقوى التي عرف به الشعب الكوردستاني) وقفت الى جانب الشعب الكوردستاني ومطالبه المشروعة وحقوقه المغتصبة وارضه المحتلة، لا بالأمس القريب ولا اليوم، لا في العراق ولا في سوريا ولعل ابلغ دليل هو مواقف الأحزاب الشيعية العربية في العراق بعد ان وصلت الى السلطة.

حتى الدول العربية التي عادة ما تبدي تعاطفها مع الأحزاب والوفود الكوردستانية لم يتعد هذا التعاطف يوما الى تقديم العون والتأييد او الدفاع عن قضية الشعب الكوردستاني العادلة وبقية العلاقات تدور داخل إطار العلاقات الرمزية والمجاملات الدبلوماسية رغم ان الكثير من المصالح العربية الاستراتيجية والوقائع التي تفرضها الجغرافية السياسية تتطلب وتقتضي وجود علاقات مصيرية وقوية مع شعب كوردستان واللبيب تكفيه الإشارة.

ما سبق يدعوا للتساؤل اين هم الاشقاء العرب؟ وهل حقا انهم مهتمين بالتآخي والعلاقات الإنسانية والمصير المشترك؟ ام ان الوقت قد حان ليراجع الكورد طبيعة علاقاتهم مع الشعب العربي بملايينه العديدة وقدراته الكبيرة خاصة وان الجروح التي خلفتها اتفاقية الجزائر المشينة عام 1975 لا تزال تنزف.

هل الامة العربية هي مجرد حكام عنصريون وطائفيون في بغداد ودمشق يرسمون لهذه الامة موقفها من الشعب الكوردستاني ام انها أكبر من ذلك وإذا كانت أكبر فاين هم السعوديون والكويتيون والمصريون والاردنيون والخليجيون والمغاربة ......الخ والقوى الإقليمية تمرح وتسرح في كوردستان الجنوبية والغربية وتزرع الموت والدمار والخراب أينما حلت......حقا اين هم الاشقاء العرب؟
[email protected]