قد نختلف مع النظام المصري حول ملف أو أثنين أو أكثر ولكن عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي المصري وبمستقبل بلادنا فنحن مع النظام المصري ظالما أو مظلوما.

أن كنت تسمي ذلك تطبيلا فليكن, لكني لن أخون الرجل الذي أرتدي خوذته وربط رباط بيادته وبندقيته علي كتفه واضعا روحه فداءا لبلاده ومستعد أن يموت من أجلنا جميعا.

وأن كنت تسميه وعيا وأنتماءا فليكن وأن كنت أراه واجبا وحتما وشرفا لكل مصري يدعم بلده في ملف سد النهضة والحرب في ليبيا.

بعض المصريين الذين تخلوا عن إنتمائهم وباعوا بلادهم من أجل دينارات قطر وتركيا, ليس لدي إعلامهم موضوع سوي لماذا تذهب مصر للحرب في ليبيا ولماذا تترك مشكلة سد النهضة.

ساعدهم علي ذلك غطرسة وغرور الجانب الأثيوبي وإقدامه علي ملء سد النهضة بتصرف منفرد ناهيك عن تصريحات وزير خارجية أثيوبيا الذي قال أن ما كان يسمي بنهر النيل أصبح بحيرة وان بلادة إستحوذت علي كل مياه النهر.

ولهؤلاء الذين لا يستحقون تسميتهم نرد عليهم لماذا مصر مهتمة بالمشكلة الليبية في الوقت الذي تشهد فيه مياه النيل تهديدا.

أولا: مصر بلد كبيرة وكبيرة جدا مصر تستطيع معالجة مشكلة سد النهضة ومشكلة ليبيا وتحارب وباء كورونا لدرجة تشهد بجهودها منظمة الصحة العالمية, وتحارب الإرهاب في سيناء وتلعب دورها الرائد علي المستوي الإقليمي والأفريقي والدولي فلا تقلقوا علي مصر فلديها قائد يحب بلاده ومخلص وأمين عليها وعلي مصالحها ومستقبلها
ثانيا: الجيش المصري يستطيع التواجد علي اكثر من جبهة فمصر كما قال السيسي لديها أقوي جيش في المنطقة وأفريقيا ولديها جندي يحارب بعقيدة مصرية وطنية.

هل سمعتم في العالم عن جندي يحتضن شخص مفخخ ويبعد به عن زملاءة وهو يعرف أنه مفخخ سينفجر ويموت هو معه ليفدي باقي زملاءه هذه ظاهرة تحدث فقط في مصر.

ثالثا: مصر قالت كلمتها علي فم الرئيس السيسي ” سرت الجفرة خط أحمر” أربع كلمات قلبت موازين القوي في ليبيا من يوم إطلاقهم وكانت هذه الكلمات كافية ببث الرعب في قلب أردوغان وأعوانه لم يستطيع بعدها الإقتراب وفي توقعي الشخصي لن يستطيع بنسبة بنسبة تسعون فى المائة.

وإذا حدث وأقترب من الخط الذي حددته مصر سيدخل الجيش المصري ولن يتوقف إلا علي حدود تونس
فمصر تقول ما تفعل وتفعل ما تقول
رابعا: لا يهمنا غطرسة أثيوبيا ولا الخطب النارية ولا التصريحات العنترية فنحن الذين إخترعنا تلك الخطب وتلك التصريحات ووجدنا أنه عفي عليها الزمن.

وهناك طرق جديدة تكتسب بها قضايانا الدولية غير الخطب والعنتريات وهو ما تفعله القيادة المصرية والدبلوماسية المصرية.

خامسا: في قضية ليبيا العالم يتفهم جيدا ويقدر الموقف المصري فأمريكا التي حاربت الإرهاب في أفغانستان علي بعد ألاف الأميال من أراضيها والدول الغربية التي شاركت في حروب خارج أراضيها ضد الإرهاب
لن تستطيع أن تلوم مصر علي حربها ضد الإرهابيين في ليبيا ومرتزقة أردوغان وبقايا داعش
بل هناك من يتمني دخول الجيش المصري للتخلص من عناصر داعش في ليبيا.

ولن أتكلم عن تركيا التي دخلت سوريا والعراق دفاعا كما تقول عن أمنها القومي لأنني غير مهتم بها
سادسا: مشكلة سد النهضة ستحل آجلا أو عاجلا لدينا كل مفاتيح القضية ونعلم جيدا متي نستخدم كل ورقة من ورق القضية.

فقد نضحي بمليار متر مكعب من المياة لنحصل علي 55 مليار متر مكعب بل وقد نحصل مقابل المليارعلي مليارين فوق ال 55 مليار متر مكعب
لدينا جيش يستطيع الدفاع عن مستقبل بلاده في أثيوبيا وفي أبعد من أثيوبيا.

سابعا: مصر الرائدة قدم رئيسها نفسه في الأمم المتحدة في العام الماضي كزعيم إقليمي قادر علي حل مشاكل أفريقيا مصر لا تتهور ولا تتغطرس أبدا ، مصر تصبر وتتحمل وفي الوقت المناسب لديها القدرة علي صيانة حقوقها وحفظ حقها التاريخي في مياه النيل وردع أي معتدي وكسر أنف وكبرياء أي عدو.

ثامنا: مصر كسبت إحترام العالم في قضيتي ليبيا وسد النهضة. وتريد أن يكون العالم كله شاهدا علي ما يجري حتي متي لزم الأمر التحرك بطريقة منفردة ستتحرك وعندها لن يلومها أحد وتبقي لها ريادتها وقيادتها للمنطقة وأفريقيا وتحافظ علي إحترام وتأييد المجتمع الدولي لها.

عرفتم لماذا تهتم مصر بليبيا في الوقت الذي تشهد فيه تهديدا في حقها التاريخي في مياه نهر النيل؟؟
لأنها مصر وتحيا مصر ألف مرة.