أغلب الظن لا بل المؤكد أنّ ما يهدد به حسن نصرالله الإسرائيليين الذين دأبوا على إستهداف أجزاء ومناطق كثيرة في سوريا التي يصر بقايا البعثيين السوريين على وصفها بأنها: "القطر العربي السوري"، لن يكون أكثر من مسرحية "شبعا" الأخيرة وأيضاً المسرحيات التي سبقتها فـ "العدو الصهيوني" يسرح ويمرح في سماء المناطق السورية وسماء المناطق اللبنانية أيضاً بينما جنرال ضاحية بيروت الجنوبية يكتفي بعرض عضلاته ضد "المستضعفين" اللبنانيين ورفع قبضته عالياً ضد من كانوا ذات يوم أصبح بعيداً الرقم الرئيسي في المعادلة اللبنانية وأيضاً في معادلة هذه المنطقة كلها.

إن المعروف وهذا كان قاله حسن نصرالله أنّ حزب الله (اللبناني) يشكل سرية في فيلق الولي الفقيه وأنه، أي جنرال ضاحية بيروت الجنوبية، قد بكي قاسم سليماني أكثر مما بكاه أتباعه من الإيرانيين مما يعني إن ما يهمه هو تعزيز التواجد الإيراني في هذه المنطقة العربية كلها وحيث يتواجد "الحوثيون" في اليمن الشمالي وما يسيطر عليه الإيرانيون في العراق وفي سوريا وأيضاً في لبنان.. ولكن بعيداً عن مناطق التماس مع "العدو الصهيوني" في المناطق اللبنانية الجنوبية.

وإن ما تجدر الإشارة إليه هو أن القصف الإسرائيلي للمناطق التي يتواجد فيها حزب الله في سوريا أصبح متواصلاً وأيضاً للمناطق المتاخمة للحدود العراقية ولبعض المناطق التي تسيطر عليها قوات رجب طيب أردوغان ومع ذلك فإن حسن نصر الله عندما يرفع قبضته عاليا فإن هدفه هو المعادلة اللبنانية الداخلية وإقناع من يهمه إقناعهم بأن حزبه يشكل الرقم الرئيسي في مواجهة: "العدو الصهيوني" وبالطبع فإنه يلجأ إلى إستعراضات شكلية وكما جرى في "شبعا" ومناطق أخرى من الجنوب اللبناني.

وبالطبع فإن "حليفه" بشار الأسد يجد عذراً للسكوت على كل هذه الضربات الموجعة، التي يتنقل بها الإسرائيليون في الجغرافيا السورية كلها من الـ "بوكمال" على الحدود العراقية وحتى مشارف اللاذقية والقنيطرة وكل مناطق إدلب، بحجة ضرورة إفشال إستدراجهم له لمعركة قبل أوانها أما هو، أي حسن نصر الله، فإن عليه بدل أنْ يرسل سرايا حزبه إلى العراق وإلى أقاصي شرقي سوريا.. وإلى "الحوثيين" في اليمن فإن المفترض أن يرسلهم لمواجهة الإسرائيليين إن ليس إلى مناطق التماس الجنوبية فإلى جبهة الجولان التي بقيت صامتة صمت سكان المقابر وعلى مدى كل هذه السنوات الطويلة.

وهكذا فإن المفترض أن حسن نصرالله يعرف بحكم عوامل كثيرة، أن المعادلات اللبنانية ومعادلات هذه المنطقة دائمة "التغيُّر" وبإستمرار وأنه لا يمكن أن تبقى ضاحية بيروت الجنوبية تسيطر على القرار اللبناني وأن هناك مثلاً لبنانياً يقول: "يوم عليك ويوم لك" والواضح لا بل المؤكد أن زوال هذه المعادلة اللبنانية بات قريباً وإن تخلص حتى الشيعة اللبنانيين من هذا العبء الجاثم على صدورهم بات قريباً.. "وإنّ غداً لناظره قريب".