للتأكيد على أن رجب طيب أردوغان، إنْ هو واصل هذا الذي يفعله وفي الإتجاهات كلها والواضح أنه سيواصله وأكثر منه فإنه سيأخذ تركيا إلى الإنهيار وحقيقة أن كثيرين ليس من قادة المعارضة وفقط لا بل وبعض الذين كانوا الأكثر موالاة له يتحدثون عن هذا الأمر بأصوات مرتفعة وفي وسائل الإعلام التركية وغير التركية والمعروف أن عدداً من كبار مسؤولي حزبه ومن بينهم الرئيس ورئيس الوزراء السابقين قد تخلوا عنه وأصبحوا أشد قسوة في الهجوم عليه حتى من الذين كانوا يوصفون بأنهم الأكثر عداوة له ولحزبه حزب العدالة والتنمية وذلك قبل أنْ يلقي به تحت أقدام الإخوان المسلمين!!.

وهكذا فإن ما بات متداولاً حتى في العديد من الدوائر التركية الضيقة والواسعة هو أنّ أردوغان، بعدما تخلىّ عن كثيرٍ من مساعديه ومن كبار قادة حزبه وركب موجة "الإخوان المسلمين" الذين بإستثناء "قطر" قد لفظتهم المنطقة العربية و طردتهم مصر التي كانوا قد إنطلقوا منها إلى أربع رياح الكرة الأرضية، قد أصيب بجنون العظمة وبات يتحدث جاداً عن "عثمانية" ليبيا وشرقي البحر الأبيض المتوسط وعن ما توغلت فيها قواته من أجزاء من سورية قلب العروبة النابض ومن العراق الذي أعطى للعرب وللعالم "الإمبراطورية" العباسية التي ليس بفتوحاتها بل بنهضتها الحضارية قد قفزت ببلاد الرافدين وبهذه المنطقة وما وراءها قفزة لم تعرفها أهم الدول الأوروبية إلا بعد سنوات متعددة وطويلة.

كان مصطفى كمال (أتاتورك) قد ورث الإمبراطورية العثمانية بخيرها وشرها لكن ومع ذلك فإن "العنجهية" لم تصل به إلى الحالة التي وصل إليها "غرور" أردوغان وهنا وإذا كان: (أتاتورك) قد تآمر مع "فرنسيي" ما بعد الحرب العالمية الأولى وأنتزع لواء الأسكندرون الذي كان ولا يزال يعتبر جوهرة البحر الأبيض المتوسط فإنّ هذا الرئيس التركي قد وصل به الغرور والتطاول إلى حد أنه قد بادر إلى تقسيم سوريا وإحتلال لبعض أجزائها .. الحسكة ودير الزور وبعض المناطق المتاخمة للحدود العراقية.

والمشكلة مع هذا الـ "أردوغان" أنه بعدما "بايعه" الإخوان المسلمون الذين لم يعد لهم مكاناً يلوذون به ويلجأون إليه إلاّ تركيا الأردوغانية "العثمانية" وأيضاً و"قطر" بات يتصرف على أساس أنه أمير المؤمنين وأنه وريث الخلفاء العثمانيين وأنه إنْ هو وطأ أرضاً فإنها ستصبح عثمانية وهذا يعني فعلاً أن نهايته ونهاية أحلامه الجنونية قد باتت قريبة.

وعليه وفي النهاية فإن الواضح لا بل المؤكد أنّ "غرور" أردوغان، الذي تجاوز الحدود كلها، سيأخذه وقريباً إلى نهايته السيئة وأن كل من بقوا يحيطون به إلى الآن سيتخلون عنه وبدون لا كلمة وداع ولا: "في أمان الله" وعندها فإن من تبقى من "شراذم الإخوان" سيتخلون عنه وسيغادرون إسطنبول والأراضي التركية فراراً كالعصافير المذعورة.. وبالطبع وعندها فإن "الدوحة" ستتخلى عنهم كما تخلت عن أنظمة عربية كان قادتها يظنون أنهم باقون لها وأنها باقية لهم!!.