الانتخابات الأميركية ليست انتخابات خاصة بالولايات المتحدة فحسب، بل تعتبر انتخابات لها تأثير كبير في كل أنحاء العالم، من الصين إلى أميركا اللاتينية، إلى أوربا، إلى الشرق الأوسط، وإلى روسيا كذلك.

لقد ظل الشرق الأوسط لسنوات طويلة منطقة تأثير قوية وساحة للولايات المتحدة نتيجة للكثير من الأوضاع التي يلعب فيها الشرق الأوسط ويؤثر فيها عبر ملفات عالمية معروفة ، هي : ملف النفط، وملف الإرهاب، وملف اسرائيل.

ولقد ظلت هذه الملفات الثلاثة ضمن أجندات الانتخابات الأميركية في ما يخص الملفات الخارجية لبرنامجي كل من الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي الأمريكيين. بعد العام 2011 طرأ في المنطقة ما يسمى بالربيع العربي، وأفرز مشكلات جديدة لعبت دوراً في تغيير قواعد كثيرة، وتسبب الربيع العربي في الكشف عن هشاشة المنطقة العربية في الشرق الأوسط الذي يضم إلى جانب العرب كل من تركيا وإيران.

تاريخيا، في الانتخابات الأميركية، يهتم الجمهوريون بفاعلية أكثر في الملفات الخارجية وما يتصل بها في الشرق الأوسط. وان كان الديمقراطيون أيضاً قد ساهموا في بعض الملفات الخارجية في الشرق الأوسط، كاتفاقية (كامب ديفيد) التي رعاها الديمقراطيون في نهاية السبعينات أيام الرئيس جيمي كارتر بين كل من مصر وإسرائيل. لكن يمكن القول أن الجمهوريين هم الأكثر تأثيراً في ملفات الشرق الأوسط في السياسات الخارجية للولايات المتحدة.
ففي مجال النفط يعتبر الجمهوريون هم الأكثر قدرة على الاهتمام بملفاته السياسية والأكثر انتباها إلى الحساسية بمدى تأثيره.

ربما لا يمكننا أن نتصور كيف كانت تسير الأمور لو حدث غزو النظام العراقي لدولة الكويت الشقيقة قبل ثلاثين سنة في العام إذا كان الديمقراطيون هم على رأس الإدارة السياسية للولايات المتحدة والبيت الأبيض؟

تأتي الانتخابات الأميركية التي يتابعها العالم أجمع كما يتابع كل حدث عالمي كبير، في ظل استقطاب حاد وواضح بين الجمهوريين والديمقراطيين. ورغم الفوارق التي تعكسها مراكز الاستطلاع بالولايات المتحدة في نقاط كل من المرشحين؛ المرشح الجمهوري الرئيس دونالد ترامب، والمرشح الديمقراطي جو بايدن، إلا أن التكهنات بالنتيجة الحاسمة يوم 3 نوفمبر القادم يبدو صعباً، لاسيما في ظل المفاجأة التي عكستها نتائج انتخابات العام 2016 التي جاءت بالرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب إلى السلطة، بعد أن توقع غالبية الأمريكيين فوز هيلاري كلينتون.
لقد لاحظنا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال أنه في حال فوزه لولاية ثانية سيقوم بعقد اتفاق مع إيران، في سياق يعكس أهمية ملف الشرق الأوسط في في سباق الانتخابات الأميركية.

إن أحداث منطقة الشرق الأوسط بما هي أحداث ساخنة باستمرار ستكون بالضرورة في دائرة الاهتمام الأمريكي سواءً عبر ملف الانتخابات الأميركية، أو عبر السياسات الخارجية.

وفيما تظل التكهنات مستمرة في النتائج القادمة للانتخابات الأميركية بعد شهرين سيكون العالم في خلال شهري سبتمبر وأكتوبر أشبه في حالة انتظار وتظل ملفات كثيرة في ترقب لطبيعة التحولات التي ستطرأ على البيت البيضاوي الذي يؤثر قراره السياسي في العالم أجمع.
السخونة في الشرق الأوسط خلال العقد الأخير مرشحة للكثير من السياسات المعقدة في المنطقة واللاعب الأكبر في إدارة هذه الملفات هو الولايات المتحدة، والمؤشر الأكبر لمعرفة قائد اللعب المنتظر هو نتيجة الانتخابات الأميركية في نوفمبر القادم؛ لننتظر!