خلافاً لتأكيدات كبار المسؤولين في دولتي الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين على أنّ إتفاقيتي السلام مع إسرائيل ستحافظان على الحق الفلسطيني في ما إحتلته إسرائيل في عام 1967 ومن ضمنه القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وبالطبع وأيضاً كنيسة القيامة فإنّ بعض كبار المسؤولين الإسرائيليين ومن بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتقدون لا بل ويصرون على أنّ الحل المنشود سيكون على أساس "صفقة القرن" التي كان أعلنها دونالد ترمب ولا يزال يتمسك بها وهذا يعني أن العلاقات المفترضة مع إسرائيل "سترتطم" بإشكالات متعددة وكثيرة!!.

والمعروف أن الفلسطينيين والإسرائيليين كانوا بعد مفاوضات "ماراثونية" كان قادها من الجانب الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) قد توصلوا إلى إتفاقيات "أوسلو" التي تم تجديدها في واشنطن عام 1995 وشارك فيها على الجانب الإسرائيلي كلّ من إسحق رابين وشمعون بيريز وعلى الجانب الفلسطيني ياسر عرفات (أبوعمار) والرئيس الحالي محمود عباس (أبومازن) لكن المشكلة التي عطلت العملية السلمية منذ ذلك الحين وحتى الآن هي أن المتطرفين الإسرائيليين قد إغتالوا رابين خلال مسيرات شعبية إسرائيلية فأصبح اليمين الإسرائيلي الذي على رأسه بنيامين نتنياهو هو الذي يتحكم بالعملية السلمية التي بقيت "عملياًّ" معطلة منذ ذلك الحين وحتى الآن.

والواضح، وخلافاً لما يؤكد عليه الأشقاء "الإماراتيون" و"البحرانيون"، أنّ الإسرائيليين بقيادة وزعامة بنيامين نتنياهو ومعه آخرين على شاكلته لا يفكر بما هو أكثر من: "صفقة القرن" التي لا يعني أصحابها لا من قريب ولا من بعيد إقامة دولة فلسطينية على أساس إتفاقيات "أوسلو" التي جرى تجديدها في لقاء واشنطن الآنف الذكر في عام 1995 والتي دفع إسحق رابين حياته ثمناً لها برصاص قاتل كان قد دفعه إلى تلك الجريمة اليمين الإسرائيلي الذي يقوده الآن بنيامين نتنياهو.

وهكذا فإنّ أي حديث عن إقامة الدولة الفلسطينية المنشودة مادام أن معادلة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي هي هذه المعادلة، التي عنوانها: "صفقة القرن"، غير وارد على الإطلاق اللهم إلاّ إذا خسر دونالد ترمب المعركة الإنتخابية وخسر بنيامين نتنياهو الذي تطارده تهم كثيرة موقعه الحالي وحل محل حزبه إتجاه إسرائيلي يعرف أنه لا نهاية لهذا الصراع التاريخي إلاّ بالعودة إلى إتفاقية أوسلو وواشنطن وقيام دولة فلسطينية على حدود يونيو (حزيران) عام 1967.. وبالطبع مع تعديلات طفيفة إذا كان لا بد من بعض التعديلات إن في هذا الإتجاه أو في ذاك.
ثم يجب الأخذ بعين الإعتبار منذ الآن أنّ "المعسكر" الإيراني، الذي ألحق به رجب طيب أردوغان تركيا، كان قد حقق إختراقات فعلية في أربع دول عربية هي: لبنان وسوريا والعراق.. واليمن وأنه سيحاول تحقيق إختراقات أمنية أكثر خطورة من الإختراقات السابقة في الدول التي إختارت الحلول السلمية مع إسرائيل وهذا إنْ سابقاً وإنْ لاحقاً.. مما يعني أنّ المرحلة المقبلة ستكون مرحلة خطيرة بالفعل وإنّ دول "السلام" مع الإسرائيليين ستواجه تحديات فعلية داخلية وخارجية عنوانها المفتعل: "حقوق الشعب الفلسطيني" مما يعني أنه لا بد من الإستعداد لتحديات هذه المرحلة التي باتت قريبة ومؤكدة وإنه لا بد من إيقاف إستهداف بعض "المتفرجين" للشعب الفلسطيني بالشتائم.. وبالإتهامات .. هذا الشعب الذي بقي متمترساً في الخنادق الأمامية وعلى نحو قرن بأكمله دفاعاً عن حقوقه الوطنية وأيضاً دفاعاً عن أمته العربية.