بلا شك القهوة مزاج اعتاد العرب على شربها ويقال إن منشأها عربي فهي نبته عربية اباً عن جد، بدأ تناول القهوة في اليمن وولد أول مقهى في التاريخ بمكة قبل الف وخمسائة عام والفتوى الأولى التي حُرمت فيه المقاهي وتناول القهوة بفتوى دينية بحجة انها توثر على الوعي البشري وان المقاهي تبعد المسلمين عن المساجد والصلاة وتحض على الرذيلة نعلم منشأها فالفكر البدوي لا يعترف بالحضارة وإن تعاطاها مكروهاً لا بطل، ظهور أي شيء جديد يتلقفه المتشددون بالتحريم فالتيارات الدينية المتشددة تحرم أي شيء لأنها لا تُعمل العقل ولا تفكر بعقلانية فجنت على الناس وجنت على نفسها.

لنعد إلى القهوة فهي الرشفة التي تُسبق الفطور الصباحي هي مزاج اعتاد عليه معظم الناس لبدء حياتهم بنشاط وحيوية وهناك من يشربها متعةً وهناك من جعلها في اشعاره وروايته أصبحت المعشوقة السوداء للقراء والكُتاب ولكل من يعمل فهل هي خدعتنا أم سحرتنا أم نحن مجانين قهوة؟!

يُضرب بها الكرم والغزل والكلام الجميل وخواطر المغرمين تُقدم للضيوف مثلما يُقدم الشاعر لمحبوبته قصيده ، اصل القهوة يعود إلى شبة الجزيرة العربية في القرن 15 ميلادي وتحديداً في اليمن ثم اتجهت إلى مكة ثم القاهرة ثم القسطنطينية إلى ان وصلت إلى أوروبا ومدن لندن وباريس وتفننت البشرية في تقديمها بطرق مختلفة.

القهوة العربية مزاج العرب شعراً ونثراً وضيافة فالشعراء في ابياتهم قالوا مثل ماقال القائل "شرب من الدله ولو كلها سم ... ما أهز فنجالك ولا قـول كافـي "، بعد دخول العثمانين لمصر حرفوا اسم القهوة العربية من " كافية تحريف لكلمة " قهوة " بالعربي " إلى قهوة تركية وتسلطوا على طريقة تحضيرها إلى ان أصبحت القهوة من الأشياء الأساسية عند الاتراك العثمانيين وأصبحت القهوة الثانية بعد القهوة التركية القهوة العربية الأصيلة فحتى ذلك الاستعمار كان له اثر على مسمى القهوة .! إلى أن وصلت إلى اروربا ووصلت إليهم طريقة إعداد القهوة المحروقة طعماً واعداداً في تحضيرها والتي وبلا شك ليست مثل إعداد قهوة العربية الاصيلة.

بن القهوة ينمو في أكثر من 70 بل يعتبر ثروة كالبترول لتلك الدول، أنواع القهوة مختلفة والأجود في طريقة تحميصها حتى لو اشتهرت كل دولة في زراعة هذا البن الأكثر شعبية في شربه ثم الشاي، القهوة مزاج وتعتبر منبه لعقل الانسان لذا مازال ينبش البعض لتقديم أجود مذاق للقهوة بكل أنواعها .

في السعودية تستخرج القهوة وتزرع بجودة عالية وتحديداً في جازان التي بدأت تشق طريقها نحو زراعة البن لتكون مستقبلاً رقماً صعباً في عالم القهوة، في الأيام الماضية أحد المشاهير شكك في جودة القهوة المستوردة التي اعتاد عليها المجتمع السعودي منذ 30 سنة ذلك التشكيك لا تدعمه أدلة مخبرية ومع ذلك نقول له ولغيره مخك المغشوش وليست القهوة المستوردة بعناية فائقة لايوجد قهوة مغشوشة بل هناك درجات في عالم القهوة و لكل عاشق مزاج فعلى مزاجه تكن معشوقته السوداء.