كم هو أمر مضحك ومثير للسخرية عندما تشاهد وتقرأ تحليلات وتعليقات البعض فيما يتعلق بالانتخابات الأمريكية، وابتهاجهم بفوز بايدن ممثل الحزب الديمُقراطي، معتقدين أن ذلك يعني هزيمة للسعودية وحلفائها وانتصار للمشروع الإيراني والتركي ومن يدور في فلكهم، لكن ما غاب عن هؤلاء الحمقى أن السعودية في وقت الرئيس أوباما ورغم الدعم الذي قدمه لإيران إلا أن السعودية كانت تمضي بخطوات واثقة وجريئة وتمتلك النفس الطويل، فلم تتأثر ولم يطالها أي أذى بشكل أو بآخر، بل على العكس من ذلك استطاعت إحباط مخططات الأعداء وأقدمت على عاصفة الحزم دون الرجوع لأمريكا، وقبل ذلك استطاعت حماية البحرين مِمَّن حاول العبث بها ودخلت بقواتها دون الالتفات للتهديدات الأمريكية.

من لديه اطِّلاع ولو بسيط على منهج السياسة الأمريكية سيعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة مؤسسات بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، بمعنى أن السياسة الأمريكية الخارجية شبه ثابتة ولا تتأثر بمجيء رئيس ديمُقراطي وذهاب رئيس جمهوري، السيناريو الذي يتخيله أعداء السعودية لا يوجد سوى في عقولهم الساذجة!

العجيب أن هؤلاء الناقمين على السعودية دولهم إما أنها تابعة لدول أخرى أو ليس لها قيمة وتأثير يعادل ويوازي التأثير السعودي والإماراتي والمصري، لذا تجد أن تحليلاتهم تنطلق من افتراض باطل يقوم على اعتقادهم بتبعية السعودية لأمريكا! وكأنهم نسوا أو تناسوا أن السعودية في فترة من الفترات قامت بطرد السفير الأمريكي، وذلك في عهد الملك فهد رحمه الله، عندما حاولت أمريكا التدخل في شأن سعودي، وذلك ما لم تجرؤ أي دولة حليفة لأمريكا على فعله، لكن السعودية فعلته وبكل ثقة وذلك انطلاقاً من ثقلها ومكانتها العربية والإسلامية والعالمية.
نحن كشعب سعودي نستمد القوة من الله أولاً ثم بثقتنا بقادتنا الذين لم يخذلونا ولم يخذلوا هذهِ الأرض الطاهرة منذ عهد الإمام محمد بن سعود رحمه الله إلى هذا العهد الاستثنائي الذي نحياه ونعيشه بكل فخر تحت قيادة مولاي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، السياسة السعودية أذهلت العدو قبل الصديق وأصبحت مضرب مثل في الحكمة والقوة على حدٍ سواء، ولتتيقن من ذلك شاهد كيف سعت ولا تزال تسعى أمريكا وإسرائيل إلى طلب ودها ورضاها بكافة الطرق والوسائل للتطبيع، ورغم تكالب الأعداء عليها، إلا أنها تأبى أن تُذَل أو تُرغَم على أمر يخالف سياساتها ومنهج ورؤية قادتها، عندما تريد أن تُقدِم على أمر تُقدِم عليه بكل قناعة ومن منطلق قوة واستقلال لا ضعف ولا تبعية كغيرها من الدويلات التي تقبع تحت الاحتلال التركي ولا تملك قرارها وليس بيدها سوى آداة إعلامية بائسة تقوم على بث ونشر أخبار زائفة ليس لها مصداقية، وهذا دلالة عجز وضعف منها ودلالة قوة وانتصار للسعودية وحلفائها.

ولكي تعلم مدى عظمة السعودية وتأثيرها، أنظر فقط عندما يدلي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمجرد تصريح في أي شأن، تجد أن جميع وسائل الإعلام الأجنبية قبل العربية تُسلِّط الضوء عليه وتتناقله الصحف المحلية والعالمية، إلى درجة أنه لو حدث زلزال في قطر لن يهتم به أحد بمقدار اهتمامهم بتصريح ولي العهد!

وهذهِ المنزلة الرفيعة والعزة والشموخ هي فضل من الله وحده، قال تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم مُلكاً عظيما).

ختاماً؛ السعودية ستظل قوة جبارة لا تُقهَر، تعلو ولا يُعلى عليها، أراد الله أن تكون هذهِ الأرض الطاهرة عزيزة وشامخة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، عزيزة بقادتها وشعبها، عزيزة بعز الحرمين وبعز من يرقد في ثراها خير البشر صلى الله عليه وسلم، وستبقى السعودية كما خطَّها ولي العهد بقلمه (فوق هام السحب).