في ذكرى البيعة السادسة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نحتاج الإحاطة بمسيرة هذا القائد الكبير الذي رافق النهضة السعودية على مدى سنوات طويلة خلال فترة إمارته لمدينة الرياض العاصمة وقبل ذلك وبعد ذلك إلى أن تمّت مبايعته ملكاً لهذه المملكة العظيمة، في الثالث والعشرين من ينايرعام 2015 التي كان أرسى دعائمها الملك عبدالعزيز ،رحمه الله، وهنا فإنه لا بدّ من التأكيد على أنّ هذا القائد الكبير كان رقماً رئيسياًّ في معادلة النظام السعودي منذ أصبح أميراً للعاصمة السعودية وقبل ذلك وبعد ذلك وإلى أنْ انتقلت إليه المسؤولية الكبرى وأصبح على قمة هرم هذه الدولة التي باتت تحتلّ الموقع الرئيسي في المنظومة العربية والمجموعة الإسلامية وفي دول عدم الإنحياز وأيضاً في مجموعة "العشرين" التي تضم أهم دول الكرة الأرضية.

والمعروف أنّ المملكة العربية السعودية قد أصبحت في عهد الملك سلمان الدولة العربية الوحيدة في مجموعة الـ "20" التي غدت منظومة فاعلة ومؤثرة في العالم بأسره، والتي باتت تلعب دوراً رئيسياً بالعالم بأسره، والمنتظر أنْ تأخذ مكانها، وهذا من حقها، وأن تنضم إلى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، التي هي الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، فهي باتت مؤهلة لهذا ومثلها مثل كل هذه الدول المشار إليها آنفا، إنْ اقتصاديا وإنْ سياسيا وإنْ بالدور الطليعي الذي باتت تلعبه في المجموعة العربية وفي دول عدم الإنحياز وأيضا في المنظومة الإسلامية التي تضم دولا فاعلة ومهمة ولها دورها الطليعي في العالم كله.

ويقيناً أنّ من حق هذه الدولة العربية الطليعية أنْ تنضم إلى رابطة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي فهي الأكثر اقتدارا إقتصاديا وهي بمكانتها العربية الإسلامية وأيضا بمكانتها في دول عدم الإنحياز تستحق أنْ تكون عضواً في هذه الرابطة فالكلُّ يعرف أنّ هذه الدولة باتت بكفاءة الدول الكبرى.. الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وهذه مسألة يجب أن تلعب فيها دوراً رئيسياً مجموعة العشرين ومجموعة دول عدم الإنحياز وأيضا المجموعة العربية التي غدت أوضاعها: "لا تسرُّ صديقا ولا تغيضُ العدا".

وهنا فإنّ ما يجب التأكيد عليه في هذا المجال هو أنّ "سعودية اليوم" غدت غير "سعودية الأمس" وأنّ هناك أجيالا باتت تحتل حتى مواقع المسؤولية العليا كوليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، وككلّ هؤلاء الشباب الصاعدين الذين بتنا نراهم في الهيئات والمؤسسات الدولية وعلى شاشات الفضائيات، وحقيقة أنه يمكن اعتبار أنّ هذا من إنجاز سنوات عهد العاهل السعودي الملك سلمان أطال الله في عمره الذي حتى عندما كان أميرا للعاصمة الرياض كان يبذل جهودا مرهقة بالفعل ليقطع مسافات، لأن تكون الأجيال السعودية بمستوى أجيال الدول المتقدمة فكانت هناك وبخاصة بعد الثالث والعشرين من يناير عام 2015 كل هذه النهضة التعليمية وابتعاث الألوف من الشباب السعوديين إلى الإلتحاق بأرقى وأهم الجامعات ومعاهد التعليم في الدول الغربية الولايات المتحدة أولا ثم العديد من الدول الأوروبية مثل بريطانيا وفرنسا والمانيا وغيرها.

وعليه وبالإضافة إلى هذا كله فإنّ ما مرّ من أعوام هذا العهد الميمون قد شهدت متغيرات اجتماعية أساسية إنْ لجهة التحولات الديمقراطية الفعلية التي باتت تسير في خطوط تصاعدية وفي المجالات كلها وإنْ لجهة حقوق المرأة حيث بتنا نرى المرأة السعودية في كل المواقع وفي كل المجالات في الهيئات الخارجية والداخلية وفي السفارات السعودية وفي واجهة أهم الجامعات.. وحقيقة أنّ ما يجب أنْ يقال أنّ المرأة السعودية في سنوات هذا العهد الميمون الذي يسير في خطٍ تصاعديٍ أثبتت قدرة هائلة في كل المجالات وأنها في بعض المواقع التي احتلتها قد تجاوزت الرجل، وهكذا فإنّ هذه الدولة العربية قد قطعت المسافات بسرعة أعتى الرياح ولهذا فإننا نطالب بأنْ تكون إحدى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.. وحقيقة أنها تستحق أكثر من ذلك بكثير.

وأيضاً فإنّ الممكلة العربية السعودية التي قطعت المسافات خلال الخمسة أعوام بسرعة الريح باتت دولة دفاعية.. عسكرية "مهابة" الجانب وأنها لم تعد بحاجة في هذا المجال إلى أيّ دعمٍ خارجي وأنها باتت تواجه الأطماع الإيرانية في المنطقة العربية إنْ في اليمن وإنْ في العراق وإنْ في سوريا ولبنان أيضا بكل قوة واعتداد وإلّا لكانت دولة الولي الفقيه قد حققت أطماعها بفرد عباءتها على المزيد من الدول العربية وبخاصة وأنّ قطر (الشقيقة) قد أصبحت تشكل موطيء قدم للأطماع الفارسية حتى في الجزيرة العربية!!.

ويبقى أنه لا بدَّ من الإشارة إلى أنّ هذه الدولة العربية الصاعدة حقا بسرعة الريح في ليلة عاصفة قد أصبحت دولة جامعات راقية وبمستوى جامعات الغرب المتقدمة وأنّ النهضة السعودية أصبحت من خلال سنوات هذا العهد الميمون الخمس وفي كل الاتجاهات بمستوى أهم الدول المتقدمة في العالم فالإعلام السعودي المرئي منه والمسموع والمقروء أيضا قد وصل إلى مستويات طليعية وذلك في حين أنّ القدرات الإعلامية السعودية البشرية قد أصبحت بمستوى ما عليه الأمور في أفضل الدول الغربية.. ولذلك فإنه لا بدَّ من التأكيد وبكل راحة ضمير أنّ الخمسة أعوام الماضية من عهد هذا القائد العظيم الملك سلمان بن عبد العزيز أمدَّ الله في عمره كانت سنوات إنجاز هائلة وأنّ الطرق كلها باتت سالكة وآمنة لولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذي لا بدَّ من الإشارة إلى أنه ينطبق عليه ذلك المثل القائل: "إنَّ هذا الشبل من ذاك الأسد" وهذا كله كلمة حق يجب أنْ تقال.. واللّهم اشهد!