مع الاعتذار مقدما من أصل المثل العراقي المشهور"دخانك عماني وطبيخك ماجاني"، الذي إقتبسنا منه: دخان نظام الملالي بمواجهة إسرائيل ومحوها من الوجود کما قال الخميني قد عمانا ولکن طبيخ"محو وفناء إسرائيل" لم يأتنا. بل إن طبيخ ملالي إيران يراه ويلمسه العرب والمسلمون في بلدانهم فقط حيث يستأسد هذا النظام على من يزعم کذبا وخداعا بأنه يدافع عنهم ويدعوهم للوحدة ورص الصفوف لکنه وفي مواجهة من يزعم ويدعي بأنه يقف بوجههم ومصمم على القضاء عليهم، يتفنن في إيجاد الالاف من المعاذير والمبررات لکي يتجنب المواجهة وکما قال الزعيم النازي أدولف هتلر:" قد يجد الجبان 36 حلا لمشكلته ولكن لا يعجبه سوى حل واحد منها وهو.. الفرار."، ويبدو إن نظام الملالي يسير على نفس هذا النهج في التعامل مع من يزعم بأنهم خصومه وأعدائه الحقيقيين!

الضربات التي دأبت إسرائيل توجيهها للقواعد والمراکز التابعة لنظام الملالي في سوريا والتي کانت کلها موجعة لأن العقلية الاسرائيلية ليست من النوع الذي يوجه ضربات في الهواء والفراغ کما يفعل نظام الملالي وإنما توجه الضربة بعد التأکد والاطمئنان من تحقيقها للهدف المرسوم خصوصا بعد الضربتين الاخيرتين للشخص الثاني في القاعدة وللعقل المدبر للبرنامج النووي الايراني، لکن الذي تمت ملاحظته دائما هو إنه ولحد الان لم يأمر المرشد الاعلى الايراني لقواته المتواجدة في سوريا بالرد على إسرائيل بالمثل فقط ولانقول محوها لأننا واثقون بأن نظام الملالي يمحى ألف مرة ولايمکن حدوث ذلك لإسرائيل أبدا!

خليفة سليماني، وکما علمنا من خلال وسائل الاعلام، قد طلب من الميليشيات العراقية المٶتمرة بأمر الملالي تفادي "توترات مع الولايات المتحدة من شأنها أن تمنح إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب سببا لشن هجمات في الأسابيع الأخيرة له في منصبه، حسبما قال مسؤولون عراقيون لوكالة "أسوشييتد برس"، بل وإن مستشار خامنئي قد قال يوم الخميس الماضي وبالحرف الواحد:" نحن لا نرحب بالحرب. لا نؤيد البدء بالحرب"، لکن السٶال الذي يطرح بقوة نفسه هنا هو: لماذا وفي خضم کل مواجهة جدية مع الولايات المتحدة وإسرائيل يخفي النظام الايراني کالنعامة رأسه في الرمال لکنه يستأسد على العرب والمسلمين وقبل کل ذلك على الشعب الايراني نفسه؟ وحتى إن إغتيال علماء الذرة الايرانيين والذي تتتجه أصابع الاتهام لإسرائيل وبشکل خاص في عملية الاغتيال الاخيرة لفخري زادە حيث إتهم النظام الايراني علنا إسرائيل بذلك، وفي خضم الضجة الجارية في طهران والتصريحات والمواقف المتضاربة فإن أغلب الظن لن يکون هناك من رد بمستوى الضربة الاسرائيلية وحتى إن جاء فسيکون رمزيا لإثبات وجود فقط وليس لأي شئ آخر.

نظام الملالي کما يبدو يقوم بتطبيق مقولة شکسبير:" قد يحارب الجبان إذا لم يستطع الفرار"، إذ أنه وکما يتضح فإن نظام الملالي لايواجه أمريکا وإسرائيل إلا إذا تقطعت به السبل وأسقط في يده ولم يجد من أي مناص من ذلك، فهم لا ولم ولن يکونوا بشجاعة وجرأة صدام حسين أبدا عندما جازف بکل شئ وواجه 31 دولة وليس أمريکا لوحدها فقط، بل إنهم يشاغلون العالم کله بمناوراتهم الکاذبة وقفزهم على الحقائق، وتهربهم من أصل المواجهة التي ملأوا الدنيا صخبا وصراخا بشأنها من دون أن يخطوا خطوة مجدية وملموسة واحدة نحوها بل ظلوا يقومون بذلك من خلال أذرع لهم لکن مع ملاحظة إنهم وعندما يشعرون بالخطر فإنهم يتصرفون وکأن هذه الاذرع التابعة لهم قد قامت بالامر"المحدود" من جانبها وإنهم غير معنيون بذلك!