بينما نحن ههنا قاعدون انتفضت كل منصات البحث العلمى فى عوالم الكفار، ومن ثم نجحت فى ابتكار لقاح لوقاية المؤمنين من جائحة فتاكه، لكنهم (أى المؤمنين) متشككون فى فعالية هذا الترياق لاسباب عده أقواها غير المعلن منها، وهو أن المبدع المبتكر المجتهد الباحث الذى اكتشفه ليس (منا) ومن ليس (منا) فهو علينا ، ونسوا أنه لاأحد (منا ) على الاطلاق طيلة قرون انصرمت ابتكر أو اخترع أو اكتشف أو صنع شيئا مفيدا لنفسه أو(لنا) أو للبشرية، ونسوا أيضا أن من (منا) عاشوا على هامش الكوكب عالة عليه، عاشوا متلفحين بنظرية المؤامرة (علينا) النظرية العنصرية التى تحوصلت وتكلست فى قيعان كل الأدمغة بلا استثناء الا من رحمه ربهم وهم قله، فالوباء مؤامرة وكذبه كبرى من شركات الأدوية رغم أعداد الضحايا والمصابين فى كل أرجاء الكوكب ،واللقاح الواقى منه مؤامرة أكبر ،والتحوط فى تعاطيه بل وربما تحريمه واجب دينى وعرقى خشية حقننا بهرمونات تقتل خصوبتنا وتضعف فحولتنا فيينقرض عنصر الله المختار ويختل التوازن البيئى على الكوكب بين جنس الله المختار وبين سلالات القردة والخنازير.

وما سبق هو الفكر الناضح والثمر الناضج المتساقط بوفرة من شجره الفكر العنصرى البغيضه التى نمت وترعرعت فى كل صحارينا وحتى ودياننا، وهى شجرة فرعها الرئيس العنصرية الدينية أما فروعها الثانوية فحدث ولا حرج عنصرية اجتماعية وعنصرية ثقافية وعنصرية طبية وعنصرية اقتصادية وعنصرية تعليمية وعنصرية رياضية وعنصرية وظيفية وهلما جرا منظومة عزل وتمييز عنصرى كاملة لكل مناحى الحياه.

والعنصرية فى أبسط تفسير هى الفرز والتمايز والتباهى والاستعلاء من بشر على بشر بسبب أشياء لا فضل لهم فيها على الاطلاق، فلم يختر أحد دينه أو لونه أو عرقه أو جنسه ،وقد اتخذوا هذا عقيدة موازية وفكر منحرف تعاطاه وأدمنه ساكنى هذه البقعة من الجغرافيا، تعاطوه وأدمنوه كمخدر يصور لهم أوهام السمو والتفوق والتمايز على بقية سكان الكوكب، ووجدوا شخوصا مدلسة ونصوصا ملفقة تدعم اعتقادهم بأنهم الاحسن والافضل والأميز وكل أفاعيل التفضيل المزورة ،وارتكن الجميع على نظرية الأفضلية السمائية واستلقوا على أرائك الوهم فى انتظار من سخرهم الله لهم هناك فى أعالى البحار لينتجوا لهم مايأكلوه وما يشربوه وما يتصلوا به وما يشاهدوه وما يركبوه وما عليهم سوى أن يشكروا خالقهم الذى سخر لهم كل هذه المخلوقات لخدمتهم معتقدين أن هذا دورهم الوحيد.

بهذا الفكر الفاسد وهذه العقول العفنه تدار منظومة الحياه فى هذه البقعة من الكوكب ،ومن يتجرأ على الاقتراب منها حتى من بعيد نقدا أو فحصا أو تأويلا أو تفسيرا يطلق عليه سهام مسممه من كل الاتجاهات لارهابه واسكاته وربما قتله، فهو خطر داهم على منظومة القيم العنصرية التى يقوم عليها معبدهم ويرتزق منها كهانه يرتزقون من وظيفتهم الوحيده وهى حقن العقول باللقاح العنصري البغيض.