إذا كان لا بد من الغضب على إجراء فضائية "العربية" لقاءً مع إبنة صدام حسين المقيمة في الأردن منذ مغادرتها ومعها أطفالها بلدها العراق فإنّ دولة الكويت الشقيقة هي أولى بهذا الغضب وليس بعض أعضاء البرلمان العراقي الذين ربما أنّ معظمهم قد عاش مرحلة حرب الثمانية أعوام بين بلاد الرافدين كبلد عربي بكل شعبها وبين إيران (الفارسية) التي بقيت العلاقات بينها وبين العرب بصورة عامة:"ما صنع الحداد"، كما يقال، وهذا كان في العهد الشاهنشاهي وقبله وبعده وحتى الآن!! .

لقد جاءت إبنة صدام حسين إلى الأردن مستجيرة، والمعروف أن العرب وغالبية الأردنيين ينتسبون لقبائل عربية عريقة، وكان لا بد من إجارتها طالما أنها لم تعد "آمنة" في بلدها ولو للحظة واحدة فهذه عاداتنا التي نفتخر ونُفاخر بها والتاريخ العربي مليئ بمثل هذه الحالات وهي عادات لا تزال مستمرة ومتواصلة ويقيناً هنا لو أنها ومعها أطفالها قد إستجارت بالكويت التي لا يزال جرحها راعفا" لأجارتها فالكويتيون أهل شهامة وقيادتهم تنتمي إلى خيرة القبائل العربية.

لم يعرف هؤلاء المحتجون العراقيون الذين أغلب الظن أنهم لا ينتمون لأيٍّ من القبائل العربية العريقة أنّ من عادات العرب ، وليس الفرس وأتباعهم إجارة المستجير وبخاصة إذا كان مثل رغد صدام حسين التكريتي التي جاءت إلى المملكة الأردنية الهاشمية مستجيرة ومعها أطفالها والتي جاءت بجرح راعف بعدما قتل والدُها زوجَها وبعدما كانت "مشنقة" والدها جاهزة وهي التي قصفت أعماراً كثيرة من بينها أعمار عدد من القيادات الحزبية التي كانت في طليعة إيصال "حزب البعث" ليحكم بلداً ليس من السهولة أن يُحكم وهذه هي مسيرة بلاد الرافدين التاريخية منذ العهد العباسي وقبل ذلك.. وحتى هذه اللحظة التي لا يعرف حقيقتها إلا الذين يكابدون التمدد الفارسي في بلد العروبة وهارون الرشيد!!.

إنه كان على هؤلاء "المحتجين" أنْ ينتظروا ليسمعوا ما قالته هذه التي جاءت إلى الأردن مع أطفالها مستجيرة وأن يستمعوا إلى الأسئلة التي وجهها إليها مندوب فضائية "العربية" .. أمّا أنْ يلجأ هؤلاء إلى التهديد والوعيد إرضاءً لإيران الفارسية وللذين كان بعضهم لاجئون سياسيون في "قم" وفي غيرها في حين بينما أنّ الذين كانوا "يعيشون" في عهد صدام حسين كانوا الأكثر "تبخيراً" له ولحزب البعث وكانوا يواصلون هتاف: "أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة".

إنّ رغد صدام حسين قد جاءت إلى الأردن مستجيرة وإنّ هذا البلد الذي أجار كثيرين من الذين ضاقت عليهم أوطانهم وبلدانهم ما كان من الممكن أن يغلق أبوابه لا في وجهها ولا في وجوه غيرها.. فهذه هي عاداتنا العربية في كل بلدان وأقطار العروبة التي لا يعرفها "الفرس" الذين ما كان على آية الله العظمى علي خامنئي أن يكون أحدهم.. وهكذا فإنّ الأردنيين وإنّ قيادتهم هي هذه القيادة الهاشمية لا يمكن أن يرفضوا مستجيرة وإن "أهل" قناة "العربية" عرب أقحاح وأنهم لا يمكن أن يردوا مستجيرا وحتى وإنْ كان سيفه مخضباً بدمائهم .. إنّ هذا هو واقع الحال.. وإنّ هذه هي حقائق الأمور!!.