الأكثر تهديداً للإيرانيين إنْ هم تمادوا في تطوير برنامجهم النووي هم الإسرائيليون وتحديداً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وبعيداً عن الدفاع عن إيران فإنه على هذا المسؤول الإسرائيلي الكبير أنْ ينظر إلى نفسه في مرآة كبيرة ليتأكد من أنّ إسرائيل قد سبقت دولة الولي الفقيه بسنواتٍ طويلةٍ بالعزف على أوتار القنبلة النوّوية وهي إنْ لم تكن قد ملكتها بالفعل فإنّ أغلب الظن لا بل المؤكد أنها قادرةٌ على إمتلاكها قبل أن تمتلكها طهران بفترةٍ طويلةٍ فالواضح أنّ "طويل العمر" علي خامنئي قد دأب على الزغردة في عرسٍ ليس بالإمكان أنْ يبدأ قبل فترة لا تزال بعيدة جداًّ!!.

إنه من حيث المبدأ، وحيث أنّ أشقاءنا الإيرانيّين (الفرس) ليسوا أصحاب مبادىء لا سابقاً ولا لاحقاً وحتى الآن وأنهم "أصحاب تقيةٍ" يبطنون غير ما يظهرون، من مصلحتنا كعرب أنْ تكسب إيران هذا السباق مع إسرائيل التي لا يزال أكثرية العرب يعتبرونها "العدو الصهيوني"، وحقيقةً أنها كذلك لكنّ السؤال لكلٍ من: "آية الله العظمى" على خامنئي وأيضاً للرئيس حسن روحاني هو: هل يا ترى إذا إمتلكتم هذه القنبلة "الشيطانية" هناك ضمانة بأن لا تلوّحوا بها فوق رؤوس أشقائكم العرب الذين تختلفون معهم إنْ ليس سياسياًّ فـ "مذهبيا".. وعلى نحو ما نراه في الدول العربية التي رفعتم فوقها الرايات المذهبية!!.

الآن هناك إختراقٌ مذهبيٌ لا بل وقومي على أساسٍ "فارسيٍ" لبعض الدول العربية وحقيقةً أنّ المستهدف في هذا الإختراق ليس هو "العدو الصهيوني" وإنما العرب العاربة والمستعربة وإلاّ ما معنى أنْ يكون هناك هذا الإختراق في "دولنا" الملوّنة بلونين مثل اليمن الذي بعد أنْ سيطر عليه "الحوثيّون" لم يعدْ سعيداً وأيضاً ومع الإعتذار الشديد لأشقائنا في بلاد الرافدين ومثل العراق وسوريا التي كانت ظهرت فيها ومنذ سنوات باتت بعيدةً نبتةُ "القومية العربية" ومثل ضاحية بيروت الجنوبية التي إبتلعت بطائفيتها المرعبة الجنوب اللبناني الذي كان ولا يزال في سويداء قلوب أبنائه الإلتزام القومي الذي جعلهم يحتضنون المقاومة الفلسطينية في تلك الظروف الصعبة والخطيرة.

لكن ورغم هذا كله فإننا لا يمكنْ إلاّ أنْ نكون ضد إسرائيل "العدو الصهيوني" وإلى أنْ يقبل بحل الدولتين، أي دولة فلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية على حدود عام 1948 وإننا لا يمكنْ إلاّ أنْ نبقى نراهن على أنّ "أشقاءنا" الإيرانيّين و"الفرس" ستستيقظ ضمائرهم وسيدركون أنّ التاريخ الذي يتمسّكون به فيه عيوبٌ كثيرة وأنه لو لم يأتِ الرسول العربي محمد صلّى الله عليه وسلّم لكنا نحنُ وهم نتخبّطُ في جهالةٍ عمياءٍ قاتلةٍ ولكنا "نتذابح" على "ناقةٍ جرباءٍ" كما كانت الأمور قبل أنْ يُشِّعَ نور هذا الإسلام العظيم.

والمهم أننا نقول لإخوتنا الإيرانيّين:"الفرس" إنكم لستم بحاجة إلى القنبلة الذرية وأنّ قنبلة إسرائيل: "العدو الصهيوني" جاهزة بالفعل منذ سنوات طويلة وإنّ ما هو أهم من هذه القنبلة التي تحاولون إنتاجها هو أنْ تكون نواياكم طيبة تجاه أشقائكم العرب وأنْ تكون قلوبكم غير متورمةٍ بأحقادِ ما قبل الإسلام العظيم وأنْ يكون إسلامكم وإسلامنا واحداً كما جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم وأنْ يكون عليّ بن أبي طالب عليه صلوات الله لنا ولكم، وهذا يتطلب "لملمةَ" كلِّ هذه الإختراقات الطائفية والمذهبية التي تقومون بها في بعض الدول العربية فهذه القنبلة الفعلية التي من الممكن إشهارها في وجه عدوّنا وعدوّكم .. واللهم إشهد!!.