السلطة التركية التي تصدر الدمار والمشاكل والازمات في البحر الأبيض المتوسط وليبيا وسوريا وتوزع الموت في كوردستان أينما حلت في عفرين وسريكاني وسنجار وكاره ومتينا و...... الخ ظهر الناطق الرسمي لقيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم في مؤتمر صحفي حول نية إدارة البريد في إقليم كوردستان اصدار طابع بريدي بمناسبة زيارة البابا فرنسيس قائلا بأنه (عمل غير صحيح وخاطئ) وان مثل هذه الاعمال (تصدر من أوساط معلومة التوجهات والنعرات وتهدف الى خلق ونشر الفكر المعادي لتركي).
الطابع المقرر إصداره من قبل إدارة بريد إقليم كوردستان لا يزال مشروعا بمناسبة زيارة البابا فرنسيس وتقديرا لمهمته في نشر المحبة والسلام ومثل هكذا إصدارات لطوابع البريد تقليد دأبت عليه إدارات البريد في انحاء مختلفة في العالم، ولكن ان يصبح قضية سياسية وتهديد للأمن التركي ونشر للفكر المعادي لتركيا فهي مسألة تستوجب من كل ذي ضمير حي ان يستنكر هذا الغلو وحقد السلطات التركية ضد كل ما هو كوردي وكوردستاني.
طابع بريد يهدد امن الدولة التركية!!!! أي دولة هذه التي لا تملك من الثبات والمنعة والثقة بالنفس لمواجهة طابع بريد ناهيك عن انها لا تملك الجرأة للاعتراف بحقوق الكورد الذين يشكلون أكثر من ربع سكان تركيا ويعيشون في قلب الشرق الأوسط ولديهم إقليم دستوري في الدولة العراقية الاتحادية.
أي دولة هذه التي تزعم العلمانية والديموقراطية وهي في نفس الوقت تمثل منتهى الحقد العنصري الاعمى وتقف ضد حقوق شعب كوردستان لا فقط في حصوله على حقوقه الإنسانية وانما حتى في اصدار طابع بريد يحمل اسم كوردستان.
هل من تفسير لهذا الحقد الاعمى؟ هل هو الرعب الذي تشعر به السلطات الحاكمة في تركيا من كل ما هو كوردي وكوردستاني وخشيتها المرضية من أي تقدم مهما كان صغيرا ومتواضعا للحركة الوطنية الكوردستانية؟ هذا الرعب المتمثل في الحرب العنصرية المنظمة التي تشنها ضد مواطنيها الكورد واحزابهم وتنظيماتهم، هذه الحرب الفاشلة التي مضى على ممارستها أكثر من قرن من الزمان وها هو شعب كوردستان رغم كل حملات البطش والقمع وتغيير الواقع القومي وحتى منع استعمال اللغة الكوردية او التحدث بها، يخطو بثقة نحو تحقيق أهدافه الإنسانية والديموقراطية العادلة.

موقف السلطات التركية والأحزاب العنصرية الحاكمة ليس غريبا ومرفوضا جملة وتفصيلا فقط، ولكن الغريب هو موقف دول الناتو التي تزعم انها دول ديموقراطية وتدافع عن حقوق الانسان وتعتبر تركيا أحد اعمدتها، اذ كيف يمكن تفسير هذه الازدواجية وهي ترى الموقف التركي العنصري من الحقوق الإنسانية المشروعة لشعب كوردستان وصلت الى اعتبار اصدار طابع بريدي بمناسبة زيارة البابا فرنسيس تهديدا لأمنها القومي!!! وكيف يمكن للناتو ان يعتمد على مثل هكذا دولة تخشى من طابع بريدي؟؟؟