عندما تكون تركيا تحتلُّ مناطق في ثلاث دول عربية هي: العراق وسوريا وليبيا فإنه يجب أن تُغلق الأبواب في وجهها، وإنه يجب أنْ يكون مع الأشقاء المصريين الحق كله أنْ يطالبوا الوفد التركي الذي زار القاهرة مؤخراً بأنْ تتخلى بلاده عن إحتلالاتها هذه، إذْ أنه غير جائزٍ أن يكون هناك إنفتاحاً على دولة تحتلُّ أراضي ومناطق لدول شقيقةٍ من حقها أنْ تعترض على أِّيّ إنفتاح عربي على دولة محتلة مثلها مثل إسرائيل.

ثم وإنه غير مقبولٍ وعلى الإطلاق أن يبقى رجب طيب أردوغان "يستضيف" قادة الإخوان المسلمين المصريين وعلى الرحب والسعة وهم لا زالوا يستهدفون مصر والشعب المصري بعملياتهم الإرهابية، وحقيقةً أنّ كل "الأعذار" والمبررات التي "يتلطّى" بها الرئيس التركي في هذا المجال لا يمكن قبولها طالما أنه يعتبر أنّ "إخوانه" ضيوفاً وعلى الرحب والسعة وإنّ كل ما قيل من أعذارٍ ومبررات في هذا المجال لا يمكن قبوله ولا الموافقة عليه.

وأيضا.. وحتى لو أنّ أردوغان بمجرد محاولاته الإنفتاح على مصر وعلى أي دولة عربية قد تخلّى عن إستضافة قادة الإخوان المسلمين المصريين فإن المفترض أن تغلق الأبواب في وجهه طالما أنّ تركيا، بعد إحتلالها القديم للواء الإسكندرون العربي، باتت تحتل مناطق سورية وعراقية..وأيضاً ليبية، وهكذا فإنه غير مستبعدٍ أن يواصل أردوغان تطلعاته التوسعية والإحتلالية ويدّعي أنّ من حقه أن يستعيد "أملاكاً" له طالما أنها كانت أملاكاً عثمانية.

ولعلَّ ما تجدر الإشارة إليه في هذا المجال هو أنّ من كانوا قد سبقوا أردوغان إلى حكم تركيا كانوا قد أبلغوا مسؤولاً عربياً كبيراً، رحمه الله، بأنهم سيجتاحون سوريا وأنهم سيحتلونها حتى آخر موطىء قدم في حدودها الجنوبية إنْ هي بقيت تتمسك بحزب العمال الكردستاني التركي على أراضيها، وحقيقةً أنّ الإستجابة السورية كانت فورية وإن أنقرة قد حقّقت ما كانت تريده وأنها قد أخذت قائد هذا الحزب عبدالله أوجلان أسراً وحيث أنه لا زال يقبع كأسير في إحدى الزنازين التركية.

وحقيقةً أنّ الأشقاء المصريين يعرفون وأكثر كثيراً من غيرهم كل هذه الحقائق وإنهم لا يمكن أن يستجيبوا لما يريده أردوغان ما لم يتخلَّ عن تطلعاته وأوهامه العثمانية وينسحب مما إحتله في الوطن العربي أي من العراق وسوريا وليبيا.. ويتخلىّ عن إحتضان تركيا لقادة الإخوان المسلمين الذين كانوا قد حاولوا إغراق مصر بدماء أبنائها الطيبين!!.