كُل شيء قابل للتطور والحداثة ، فالطبيعة معيار وشاشة حقيقية تُثبت مرة تلوى الاخرى ان المراوحة في المكان هزيمة وموت مَحتوم ويجب اخذ العَبر منها لأنها جزء لا يتجزأ من الاندماج وبدونها لا وجود للحياة ، السياسة استحوذت على المرتبة الاولى من خلال حداثتها وافكارها المتجددة وادواتها ، حتى انها استطاعت الحاقَ هزيمة بالعلم والمعرفة ، ربما ذاك الانتصار كان العامل الحاسم فيه هو الاستسلام والحيادية واتباع الاساليب التقليدية وهاجس الخوف المتكرر من الهزيمة لدى الجهة المُختلفة ، لا يخلو الامر من تحقيق اكتشافات علمية ونجاحات اعلامية وثقافية وعدة اصعدة اخرى ، قليلاً من التمعن بها سنجد ان ما حققته عائد للسياسة ذاتها وليس للتخصُص ، الاديان حين تبقى على ذاتهِا دون ان تلبس ثوب الحضارة المتقدمة وعَصر الحداثة من خلال اليات القائمين على اداء رسائلها بإخلاص وتفاني ستبقى ايضاً رهينة للسياسة ، الفرق شاسع بين الاجتهادات والتحليل والشرح العملي النابع من قراءة نقدية ومفهوم واسع ، أستخدمَ الكثيرين نبرة التعالي والتضخيم وزرع الخوف من العقاب من الله في حالة ارتكاب الانسان للخطأ ، وكان ذلك بحد ذاته خطأ يجعل الانسان اما ينفر من الدين او يصبح مُتعصب من خلالهِ ومُتطرف ، كان الاجدر زرع حب الخير من خلال الاديان ومعرفة النجاح من خلالها وليس العقاب فقط ، نبرة عالم الدين في شرح ديانتهِ ومحاولته مد جسور العقل بين الانسان والخالق لها تأثير كبير في نفوس اتباع الاديان ، تستطيع ان تجعله منفتحا بفكره يعشق الدين ويتمسك بأخلاقياته نحو السلام ، وتستطيع ان تجعله عُنصريا ومتطرفا ، النبرة والاسلوب لهما اهمية كبيرة ، فمدرسة الحياة ليست منهاج علمي واحد زائد واحد يُساوي اثنين ، المنهاج حدد والزمَ ان يكون هناك عدد واحد لتبدأ ، اما الحياة فتستطيع ان تبدأ من الصفر لان المعادلة الحقيقية هي انك بحد ذاتك واحد لأنك انسان وصفاتك قد تجعلك رقماً يوازي ألفَ عَدد .
لا بد من تغيير نبرة التعريف عن انفسنا حتى يستوعب الاخرين اننا نواكب الحضارة ، لا يعني هذا ان نُغير اسمائنا وجذورنا واخلاقنا او مبادئنا ، انما ان نكون مُتحضرين في فكرنا بما يتماشى مع تطورات الكون بعيداً عن الاسلوب القديم ، على سبيل المثال لا الحصر الأصالة والجودة غير محصورة بمنتج قديم ، بل هناك دوماً تجديد ولذات المنتج ، كل ما هنالك ان اللون والحروف تم وضعها بلمسات هادئة وجميلة ومختلفة عن سابقاتها واستمَدوا الفكرة من جمال الطبيعة ، الاختلاف لوحة جميلة لأنها تُظهر الالوان الرائعة وتُميز الارقى من بينها ، لدرجة كبيرة ان الانسان في الكثير من الاحيان يعشق لون ما نتيجة رؤيته لجمال احدى الالوان داخل اللوحة المختلفة ، ببسيط العبارة هي ذات الفكر والمشاريع الهادفة للبناء والسلام يتبعها ويؤمن بِها من يُشاهد مدى روعة تلك الافكار من بين المشاريع الاخرى .
معرفة كيف تسير الامور نحو النجاح هي بمعرفة كيف يفتح الانسان باب العقل والقلب امامك وبالتأكيد النسبة العالية من البشر عقولها متشابهة في منطق رؤيتها للحياة والجميع يعيش على الارض ، الفرق بسيط من خلال معرفة ان لِكل مجتمع خصوصيتهُ ومعتقداته ، سِواء بالفطرة او بالعلم او بالمنطق ، وطقوسه الخاصة بهِ حسب الوراثة والقناعة والإيمان ، وبِمعرفتها يَسهل الدخول إليها لنشر السلام والمحبة وبِناء مستقبل مُزهر ، اي بمعنى لكل فكر ادواتهُ والنجاح والفشل يعتمد على كيفية انتقائك للأسلوب الراقي في البدء ، الانسان بطبيعتهِ مرآة ، وخطوة واحدة تَوفر لك نصف العناء والجهد وَتَقضي على المستحيل ، الأخلاق وحُسن التعامل والاناقة فيما تطرحهُ تجعلان الطرف الاخر الواقف امامك يتقبل ما ستطرحهُ دون رادع ، هو ينظر إليك بعقل منفتح وقلب نَقي واعطاك نصف نجاحك فيما تريد دون حتى ان تبدأ ..
كاتب ومفكر كردي سوري