غير معروف على وجه اليقين لماذا أنّ تركيا ليست "قوة أجنبية في ليبيا" وفقاً لتصريح أدلى به وزير الدفاع التركي خلوصي آكار الذي كان قد جاء إلى هذا البلد العربي في إطار وفد عرمرمي ترأسه مولود جاويش أوغلو وضم وزير الدفاع هذا ووزير الداخلية ورئيس هيئة الأركان.. وأيضاً ورئيس المخابرات مما يعني أن الإحتلال التركي لهذا البلد العربي باقياً وأنه لن يزول و"ينقشع" إلاّ بعد مغادرة رجب طيب أردوغان للحكم إما بالإستحقاقات الديموقراطية التي إقترب أوانها وإما بالقوة العسكرية.
إنه ما كان على رئيس الوزراء الليبي "الشرعي" عبدالحميد الدبيبة ومعه رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي أنْ يستقبلا هذا الوفد التركي (العرمرمي) الذي قد جاء إلى ليبيا لزيارة هيئة غير شرعية تحرسها القوات التركية الغازية والمحتلة وكان على رأسها فايز السراج الذي كان قد بادر إلى مغادرة موقعه بعدما أصبح هناك نظاماً شرعياًّ معترفاً به عربياًّ ودولياًّ.
والمضحك هنا، وشر البلية ما يضحك، أنّ وزير الدفاع التركي هذا خلوصي آكار قد قال في تصريح له أنّ بلاده تواصل سعيها في وصول ليبيا إلى مستوى الإكتفاء الذاتي في المجال العسكري وإنه قد رفض أن تعتبر تركيا قوة أجنبية في هذا البلد العربي وأنه قد قال بلا خجل ولا وجل أنّ مشكلة هذا البلد تتمثل في اللواء (المتقاعد) المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني في شرقي البلاد.. أما وجوده هو في هذه الدولة العربية بدون إستئذان أهلها وشعبها ومعه هذا الوفد العرمرمي فإنه ليس مشكلة..و"إنْ كنت لا تدري فتلك مصيبة.. وإنْ كنت تدري فالمصيبة أعظم"!!.
وحقيقة أنّ الوجود التركي: العسكري والإستخباري والسياسي وكل شيء في هذا البلد العربي.. ليبيا هو إحتلال مثله مثل الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين ولهضبة الجولان السورية وإنه إنْ هو لم يزل بالمفاوضات وبالتي هي أحسن فيجب إزالته بالقوة وبالكفاح المسلح وهكذا وإذا كان هذا ليس إحتلالاً فما هو الإحتلال يا ترى..؟!.
وعليه وبما أنّ رجب طيب أردوغان يعتبر أنه هو وريث (الإمبراطورية) العثمانية فإنه غير مستبعد إن هو بقي في سدة الحكم في تركيا أن يطالب بكل الدول العربية التي كان قد حكمها العثمانيون بالحديد والنار و"بكرابيج الجندرمة" مما يتطلب أنْ يعتبر هذا الوجود التركي في ليبيا وفي غيرها.. في سوريا والعراق على سبيل المثال إحتلالاً فعلياًّ وحقيقياً ومثله مثل الإحتلال الإسرائيلي الذي يجثم على صدر فلسطين وعلى صدر هضبة الجولان السورية.. وإمتداداً حتى أطراف دمشق التي كانت عاصمة الأمويين وعاصمة الخليفة العظيم معاوية بن أبي سفيان.
...