ما يعنينى في خطاب الرئيس الفلسطيني الأخير امام الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة ليس التفاصيل التي قد تتكرر في كل خطاب، وهذا التكرار مبرر ولا بد من التذكير به دائما أمام الجمعية العامة وغيرها لأن هناك أحتلال، ولا بد من التذكير دائما بالأحتلال وسياساته، وهناك عنصرية وأعتقال وتدمير للمنازل ومصادرة للآراضى الفلسطينية المخصصة للدولة، وإسرائيل لا تريد السلام، واننا مددنا أيدينا للسلام وقبلنا بكل المبادرات وأهمها المبادرة العربية، وأننا قدمنا تنازلات كثيرة للسلام لكن إسرائيل رفضتها.

الملفت في الخطاب أولا ان الرئيس يقدم نفسة انه رجل سلام ومستعد للوصول لتسوية سياسية تحقق العدالة. والملاحظ ان الخطاب من الخطابات القصيرة فلم يستغرق الدقائق العشره. الذى يلفت النظر وقد فاجأ إسرائيل وهى المستهدف الأول من الخطاب بإعتبارها سلطة ودولة إحتلال، والمجتمع الدولى الذى تمثلة الأمم المتحدة والمسؤول الأول عن تنفيذ قرارته الخاصة بفلسطين وخصوصا القرار الأممى رقم 181 الخاص بقيام الدولة العربية على مساحة 44 في المئة من فلسطين. وثالثا العالم العربى وإن لم يعلن ذلك صراحة الأنذار بإنتهاء الأحتلال خلال عام.

الرئيس في خطابة والمعتاد أكد على ان الفلسطييين قدموا تنازلات كبيرة أهمها القبول بدولة فلسطينية تقل عن المساحة المقررة وفقا للقرار المذكور. كل هذا قد لا يؤثر على من أستمع الخطاب، لأنهم قد سمعوة من قبل، الجديد الذى لم يسمعوه ويستحق ان يفكروا فية ان امام إسرائيل عاما لتنسحب من الأراضى المحتلة وتتم تسوية كل القضايا النهائية خلال هذا العام. هذا الجديد وقبل تحليل فعالية هذا الأنذار قدم الرئيس بدائلة في حال لم تلتزم إسرائيل، والبديل الأول: إعادة النظر بالأعتراف بإسرائيل الذى لم يعد ضروريا او لا قيمة سياسية له. وهذا يحتاج منا لوقفة والبديل الثانى اللجؤ للجنائية الدولية وتقديم الأحتلال كأكبر جريمة وهذا يحتاج لوقفة أخرى، والبديل الثالث تفعيل قرارات الشرعية الدولية. وان على الجميع أن يتحمل مسؤولياته وكل التداعيات التي يمكن ان تترتب على عدم إنهاء الأحتلال.

أولا، نعود لماهية الأنذار وهل يملك الفلسطينيون القدرة على التنفيذ؟ وهل العام كاف جدا لإتمام أكبر عملية إنسحاب قد يشهدها العالم؟الأنذار بقراءة سريعة أولا مرتبط بحياة الرئيس شخصيا لأنة غير ملزم لمن بعدة وهنا ربط الرئيس ما تبقى من مصداقية بهذا الأنذار..

ثانيا، الإنذار من النوع التحذيرى لأن الرئيس وقبل غيرة يعلم أن الأنسحاب يحتاج لأكثرمن عام، وان الأنسحاب لن يتم الا بالقوة العسكرية او معركة وحرب فاصلة تنهى الأحتلال وهذة القوة العسكرية موجودة الأن في غزة وبيد حماس، يحتاج الى تفاوض كما أشار الرئيس بمرجعية جديدة وهذا المفاوضات تحتاج لوقت أطول، لكنه تحذير يحمل في معناة ليتحمل الكل مسؤولياتة وان الأحتلال لم يعد محتملا لأكثر من أربعة وخمسين عاما.

لا ننسى أن الإنذار مرتبط بالقوة التي يملكها الشعب وتملكها السلطة نفسها ، وكيف لتفعيل هذا الأنذار وقابليتة للتنفيذ والأنقسام متاصل ومتجذر فلسطينيا. السلطة لا تملك جيشا لتعلن الحرب وتنهى الأحتلال، لا تملك الأ المقاومة السلمية والمقاومة السلمية تحتاج على وقت وشمولية ورؤية وهى أمور غير متاحة ، وليست على إستعداد للمقاومة المسلحة وتفقد كل الأنجازات التي تحققت على الأرض، ولا أحد يمكنة أن يتجاهل هذة الأنجازات حتى لو كانت محدوده. السلاح القوى الذى لوح به الرئيس الأعتراف، سحب الأعتراف وإعادة النظر فيه، وحتى هذا السحب وإعادة لنظر فية لم يعد لة قيمة بعد ان تم الأعتراف ، بل ستذهب إسرائيل وتتذرع ان الفلسطينيين لا يريدون السلام.

والإعتراف لم يتم الأستفادة منة بداية فقوتة قبل الأعتراف وليس بعدة ،وأما البديل الثانى الذهاب للمحكمة الجنائية وعلى أهميته ، الكل يعرف ان إجراءات المحكمة تحتاج سنوات طويلة حتى تبت في قضية الأحتلال. واما البديل الثالث وهو المسؤولية الدولية تنفيذ قرارات الشرعية الدولية فاكتفى بالقول ان الشرعية الدولة قيمتها اخلاقية حقوقية ولكن ينقصها القوة القادرة على تنفيذها على الأرض، ولا ننسى ان تنفيذ هذة الشرعية منوط بمجلس الأمن ومجلس الأمن يتحكم فية الفيتو الأميركي الذى يوظف في خدمة حماية إسرائيل.وفى الوقت ذاتة أشار الرئيس إلى بديل ان الشعب الفلسطينيى لم يعد يحتمل الأحتلال وسيقاوم بكل الوسائل المشروعه.

هذا الإنذار وهذة البدائل مجرد تنبية لإسرائيل وللولايات المتحدة والمجمتع الدولى للتسريع في المفاوضات بمرجعية المؤتمر الدولى والذى ثبت أيضا عدم فعاليته. هذة الملاحظات لا تقلل من قيمة الخطاب لكنها دراسة واقعية للخطاب الذى قد يكون الأخير في حياة الرئيس. ويبقى انها كانت فرصة للإعلان الصريح أمام الجمعية العامة بالمطالبة بقبول فلسطين دولة كاملة العضوية تحت الأحتلال. وفى النهاية الأحتلال لا ينهيه الأ نضال ومقاومة الشعب الفلسطينيى كما كل الشعوب الأخرى . لكننا امام سنة سنشهد فيها تحولات كبيرة ستمس مستقبل القضية الفسطينية.

السؤال: ما هو رد فعل إسرائيل وما هي خيارتها؟وأخيرا لا تملك الرئاسة ولا السلطة عصا سيدنا موسى. العصا بيد الشعب الفلسطينيى الموحد وراء قيادة سياسية واحدة ومؤسسات شرعية واحدة فكيف لنا نرى التنفيذي وتنقصنا الشرعية والمؤسساتية ويسود التشكيك وهناك من يطالب فلسطينيا بتنحى الرئيس وللأسف الورقة التي تذرعت بها إسرائيل للرد على خطاب الرئيس.