موقف ومشهد انساني ومميز قام به رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عندما تخلى عن كرسي رئاسة الحكومة وظل واقفاً لتجلس عليه ام عراقية صاحبة معاناة طويلة ممتدة لأكثر من 14 سنة جراء اصابة اولادها العسكريين الثلاثة الذين جرحوا اثناء الواجب.

الام العراقية جلست على كرسي رئاسة الحكومة ونتمنى ونأمل لو يأتي يوم قريب بحيث تجلس نساء أخريات على كرسي رئيس الجمهورية او تتولى رئاسة مجلس النواب او حتى رئيسة للسلطة القضائية.

فقد جرب العراقيون حكم الرجال ولمدة تقارب 100 عام من بداية تأسيس الدولة العراقية، وباستثناء الكاظمي كل الذين جائوا الى كرسي الحكم في العراق ادخلونا في حروب وصراعات، أول واكثر اللذين تضرروا منها النساء اللواتي كن يودعن الآباء والازواج والابناء والاخوة والاحباب بسبب حروب الرجال.

الام العراقية تجمع هموم ومعاناة الشعب العراقي الذي يعاني ما يعانيه بسبب ويلات الحروب والفساد والمحسوبية والواسطات التي تجعل من الصعوبة ان لم يكن من المستحيل وصول اصحاب المظالم الى صاحب القرار والمسؤول.

لكن الكاظمي يثبت كل يوم انه انسان اولاً وبامتياز قبل ان يكون المسؤول التنفيذي الاول في الدولة العراقية، وهو يتابع القضايا الانسانية وخاصة قضايا الاطفال والفقراء وجرحى الاحتجاجات والمعارك والارهاب ويقوم شخصيا بمتابعة احتياجاتهم والعمل على تلبيتها واستقبال العديد منهم بمكتبه او زيارتهم بمنازلهم، مثل الفنان المريض والطفل المعنف والمتهم برئ بابل.

الام العراقية جلست على رئيس مجلس الوزراء وبلغة بسيطة صادقة معبرة قالت "لقد اعطيت الى الوطن ثلاثة من ابنائي ومستعدة لاعطي الرابع وانا اريد الان من الوطن علاجا لاحدهم المقعد على كرسي متحرك لانه مصاب منذ 14 عاما ولم تنجح كل محاولاتنا لاعادته الى طبيعته وأطلب الاهتمام بعلاجه". واضافت "انها غير متأسفة على اصابتهم لانها كانت في سبيل الوطن".، وقد استقبلها الكاظمي بعد انتهاء جلسة الحكومة وابناءها العسكريين الثلاثة الجرحى في مكتبه واستمع الى تفاصيل حالتهم الصحية فوجه بعلاجهم وتسهيل إجراءاتهم.

وتستمر المواقف الانسانية باعلان الكاظمي واصداره توصية بالعفو الخاص عن الأحداث والنساء، وتوقيعه مذكرة الى رئاسة الجمهورية بالعفو الخاص عن نحو 1100 من النساء والأحداث باستثناء قضايا الإرهاب والفساد وتجارة المخدرات غير المشمولة بالعفو على أمل أن يكون القرار فرصة بداية جديدة لمن يستحقها، ونحن نأمل ببداية جديدة للعراق وهو يدخل المئوية الثانية من تأسيسه وعلى ابواب الانتخابات القادمة باعطاء دور اكبر للنساء في قيادة وادارة العراق.