ليس رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل هو وحده الذي دق ناقوس الخطر وحذر من أن لبنان يمرُّ في منحدر خطير وأن حزب الله يريد دفْن قضية إنفجار مرفأ بيروت وحقيقة أن هناك من يقول أنه يريد أكثر كثيراً من هذا وأنه يسعى لأنْ يتحول هذا البلد إلى "منصةٍ" إيرانية وأن يكون الجنوب اللبناني بشيعته كلهم مجالاً حيويّاً إيرانياً وعلى غرار ما هو عليه واقع الحال بالنسبة للعراق وسوريا ولعدد من الدول العربية!!.

إنه عندما يقول سامي الجميل أن لبنان يمر في منحدر خطير فلأنه يعرف أن هذا البلد كان ضحية للعديد من الصراعات العربية وأيضاً من الصراعات الاقليمية وإنه عندما تخترق إيران هذه المنطقة وتعلن أنها باتت تسيطر على ستِّ دول عربية فإنَّ هذا يعني أنَّ "بلده" بات مهدداً بما هو أسوأ مما كان قد مرَّ به في مرات سابقة متعددة وكثيرة.

عندما يعلن حسن نصر الله انَّ هذا البلد، أي لبنان، هو مقاطعة إيرانية وانه جزءاً من إيران وأنه هو الحاكم الفعلي له فإن من حق سامي الجميل أن يدق ناقوس الخطر وأنْ يعلن أن بلده "يمر في منحدرٍ خطير" وأن التجارب المريرة السابقة قد علمت اللبنانيين، وبخاصة المسيحيين والموارنة منهم، أنْ لا يطمئنوا إلى من هُم من حولهم وأيضاً ولا إلى حتى من يمدون أيديهم من فوق البحر الأبيض المتوسط إلى بلاد الأرز التي كانت وحقيقة ولا تزال ساحة للصراعات العربية وأيضاً للصراعات الإقليمية!!

إن لبنان الآن هو تحت سيطرة حزب الله الذي هو قوة إيرانية وهذا ما بقي يقوله ويكرره حسن نصر الله نفْسه ومما يعني أنه من حق اللبنانيين و"الموارنة" منهم تحديداً أن يعلنوا "الاستنفار" وأنْ يتعاطوا مع كل هذا بكل جدية فهم أصحاب تجارب مريرة وإنه عليهم أن يأخذوا بعين هذه التجارب كلها.. وإذْ أن الشقيُّ من اتعظ بنفسه.. بينما السعيد من اتعظ بغيره.

وهنا فإنه عندما يصبح لبنان مجالاً حيوياً لحزب الله ليس اللبناني وإنما الإيراني وذلك لأن هذا الحزب، وكما يقول أصحابه، هو حزب إيراني وليس لبناني فإن هذا يعني أنه من حق رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل ان يدق ناقوس الخطر وأنْ يعلن أن الأمور باتت ذاهبة إلى ما كان عليه واقع الحال في ذروة تلك الحرب الأهلية اللبنانية.