رئيس الوزراء الفلسطينى يطالب العالم بتدفيع إسرائيل ثمن الاحتلال وعدوانها على الشعب الفلسطينيى. وان الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الكبرى. إبتداء إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ليست مسؤولية فلسطينية فقط، بل هي مسؤولية عربية ودولية وأساسا مسؤولية أوروبا وخصوصا بريطانيا، واليوم تقع المسؤولية الكبرى على الولايات المتحدة. والسؤال لماذا هذه المسؤوليه؟ المسؤولية تقع أساسا على من الذى يتحمل مسؤولية نشأة القضية الفلسطينية وتشريد أكثر من 750 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم ومنازلهم وتحديدا من المناطق التي تقع في الآراضى التي نص عليها القرار الأممى رقم 181 والذى قسم فلسطين لثلاث مناطق واحدة يهودية وأخرى عربية والقدس تحت الإشراف الدولى. وبالعودة لتاريخ فلسطين تقع المسؤولية المباشرة على بريطانيا السلطة المنتدبة على فلسطين وبدلا من العمل على إستقلال فلسطين سخرت سلطة الإنتداب وهذا مخالف دوليا لوظيفة الدولة المنتدبة بتوفير كل الظروف والأسباب لقيام إسرائيل كدولة وفى الأمم المتحدة. والمسؤولية أوروبيا أيضا لأن حل المسألة اليهودية جاء على حساب شعب آخر تحول إلى شعب تحت الاحتلال. والمسؤولية الكبرى اليوم تقع على الولايات المتحدة والتي حلت محل بريطانيا كدولة متحالفة إستراتيجيا مع إسرائيل وتعهدها بالحفاظ على أمنها وبقائها بتزويدها بالسلاح والمال وألأهم توفير الحماية الدولية لها في الأمم المتحدة بالحيلولة دون فرض اى عقوبات على إسرائيل، وتوظيف الفيتو الأمريكي فقط لحماية إسرائيل رغم كل الإنتهاكات التي قامت وتقوم بها إسرائيل على الأرض والشعب الفلسطيني بالحصار والإعتقال وتدمير المنازل والحواجز العسكرية التي تمنع المواطن الفلسطينى من ممارسة حقه في حياة آدمية كأى مواطن في العالم. ووتمويل الولايات المتحدة للإستيطان الإسرائيلي في الأراضى الفلسطينية، وتحملها المسؤولية المباشرة على عدم فرض تسوية سياسية عادلة بتسويف المفاوضات التي أحتكرتها وحالت دون اى دور لأى دولة أخرى. وفى السياق نفسه تتحمل الأمم المتحدة التي أصدرت مئات القرارات الدولية التي من ناحية تدين سياسات إسرائيل الإستيطانية ومن ناحية تمنح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره، ومسؤولية ألأمم المتحدة في العمل على تنفيذ إرادة الشرعية الدولية وبقبول فلسطين دولة كاملة العضوية تحت الاحتلال، وبتطبيق الفصل السادس والسابع من ميثاق الأمم المتحدة وبموجبهما يتم فرض عقوبات على إسرائيل لعدم إلتزامها بتنفيذ قرارت الشرعية الدولية، وقد يقول قائل أن الفيتو الأمريكي هو السبب، ولكن الأمم المتحدة ووفقا لقرار الإتحاد من اجل السلام يمكنها التغلب على الفيتو الأمريكي والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بعدم السماح بوجود دولة في الأمم المتحدة تكون تحت إحتلال دولة أخرى عضو في الأمم المتحدة وهذا يعتبر إنتهاك صريح لميثاق الأمم المتحدة. وهناك المسؤولية العربية المباشرة، والمسؤولية اكبر على الدول العربية التي لها علاقات سلام مع إسرائيل على إعتبار أن السلام لن يكتمل دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلى ومسؤولية الدول الإسلامية لمكانة فلسطين والقدس الدينية، هذه المسؤولية الشاملة لم تستطع حتى الآن إنهاء الإحتلال ألإسرائيلى والقبول بفلسطين دولة كاملة العضوية في المتحدة. ويبقى أن مسؤولية إنهاء الاحتلال تقع على الشعب الفلسطيني وسلطته وهو الذى يعانى من الاحتلال وسياسات التمييز العنصرى التي تمارسها إسرائيل. وهذه المسؤولية ينبغي تفعيلها بجعل الاحتلال له ثمنا سياسا لا تقوى على تحمله ليس فقط إسرائيل بل كل الدول الأخرى وذلك بالربط بين سلام وأمن المنطقة وإستقرارها وإنهاء الإحتلال إلإسرائيلى. الاحتلال لن ينتهى دون أن تشعر إسرائيل أن هناك ثمنا اكبر من إستمرار الاحتلال، والمقصود بالمسؤولية هنا المسؤولية السياسية والقانونية وعلى الطرف الفلسطيني وهو الطرف الرئيس في الصراع أن يذهب لكل الخيارات والمقاربات التي اقرتها الشرعية الدولية من مقاومة سلمية شعبية شاملة، ومقاربة قانونية دولية بالذهاب لكل المحاكمة الدولية لمحاكمة إسرائيل على عدوانها المستمر وعلى حروبها المستمرة وما نتج عنها من تدير للبنية التحتية وقتل الآلآف من المدنيين الأبرياء وبمقاطعة كل البضائع الإسرائيلية وبإعادة النظر في الإتفاقات الموقعة بل بالذهاب إلى الإعلان الصريح بإلغائها والإعلان عن مرحلة الدولة الفلسطينية، ومقاربة دولية بالعودة للقرارات ألأممية وأهمها القرار رقم 181، والكل يعرف أن الشرعية الدولية لا تسقط بالتقادم. وهذه المسؤولية الفلسطينية لكى تنجح ينبغي أن تواكبها تنشيط للمسؤولية الدولية بالضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، وهذه تحتاج لرؤية وطنية فلسطينية شاملة وتوحد للقرار السياسى وببناء نظام سياسى توافقى وبتبعية قرار المقاومة للقرار السياسى وبإنهاء الإنقسام. هذه أقصر الطرق لإنهاء الاحتلال.