عندما تستدعي مخابرات الجيش اللبناني رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع عمليّاً للتحقيق فإن هذا يعني أن الذي بات يحكم هذا البلد هو حسن نصر الله الذي أصبح وكيلاً إيرانياً ليس في لبنان فقط وإنما في هذه المنطقة كلها وأنه يتفاخر ويعرض عضلاته ويقول أنه يملك مائة ألف مقاتل وهذا غير قوات: حركة "أمل" التي ما كان على أصحابها أن يحشروا أنفسهم في هذه الزاوية الحرجة طالما أن زعيمهم التاريخي هو الشهيد موسى الصدر، رحمه الله، الذي كان قد قُتل في جماهرية القذافي في عام 1978 وألقيت جثته في البحر الأبيض المتوسط.

إن إستدعاء سمير جعجع، هذا الذي هو رمزاً مارونيَاً معروفاً، للتحقيق يعني أن حتى "حزب الكتائب" التاريخي الذي كان قد أسسه القائد المعروف بيار الجميل والذي أصبح قائداً له حفيده سامي الجميل سيصبح مطلوباً لإيران وبالتأكيد نتيجة مواقفه الرافضة لحزب الله اللبناني بقيادة حسن نصر الله وأن ”الدور"، كما يقال، سيأتي على المسلمين السنة الذين ورغم صمتهم المؤقت لن يقبلوا بأن يصبحوا "محكومين" لتنظيم طائفي ومذهبي يعتبر أحد أجنحة دولة الولي الفقيه الإيرانية!!

ثم وإنه عندما يقول حسن نصر الله الذي كان قد خرج من "جلده" العروبي القديم وارتدى جلداً إيرانياً.. أي فارسيّاً أنه يمتلك مائة ألف مقاتل فإن تهديده هذا المقصود به الموارنة المسيحيون وأيضاً الأرثذوكس والكاثوليك وغيرهم.. ومعهم بالطبع المسلمين السنة الذين هم صامتون على مضض حتى الآن وأيضاً الشيعة العروبيون الذين كانوا أكثر احتضاناً للمقاومة الفلسطينية والذين كانوا طليعة الحركات القومية وكانوا قد احتضنوا أحد مؤتمرات حزب البعث في مدينة صور الجنوبية عندما كان لا يزال مطارداً وغير قادر على عقد مؤتمره ذلك في دمشق.. "الشام".

إننا عندما نقول هذا كله فلأن حسن نصر الله، صاحب المائة ألف مقاتل، عازم على احتلال بلاد الأرز لبنان كلها وإلغاء كل مكوناتها الطائفية، الموارنة والمسيحيون بصورة عامة والمسلمون الصامتون وغير الصامتين ومعهم من "الشيعة" يصرون على التمسك بلبنانيتهم وعروبتهم، وهذه مسألة باتت واضحة وعلى من يريد التأكد منها أن يراجع كل هذا الذي قاله ولا يزال يقوله هذا الذي تخلَّى عن عروبته.. وإلتحق بإيران المذهبية وبالوليِّ الفقيه.

وهكذا فإنه على اللبنانيين الذين هم ليسوا في عداد المائة ألف مقاتل الذين لوَّح بهم حسن نصر الله أنْ لا ينتظروا وصول حزب الله إليهم ويأخذهم واحداً بعد الآخر والمقصود هنا هو الشيعة العروبيون وهو الموارنة والمسيحيون بصورة عامة.. وهو أيضاً "السنة" المسلمون الذين قد يعتقد بعضهم أنهم إنْ هم طأطأوا رؤوسهم فإنهم سيسْلموا من مذبحة طائفية وسياسية باتت قادمة لا محالة!!