عندما يقول أكبر قائد في حركة "حماس" وهو يرتجف غضباً ويصرخ بأعلى صوته ومن طهران التي من الواضح أنه يقيم فيها إقامة دائمة أنّ وجوده في عاصمة دولة الولي الفقيه هو من أجل "المقاومة" وكأنَّ العاصمة الإيرانية قاعدة فدائية وأنها تطلق الصواريخ ومن كل هذا البعد لتدمر الكيان الصهيوني وتستعيد فلسطين كلها من البحر إلى النهر وعلى "رأسها" قدس المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة!!.

وكان الأحرى بهذا القائد "الحماسي" أنْ "يرابط" في الضفة الغربية في أكناف المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة أو على الأقل في: "غزة هاشم" التي ولد وترعرع فيها ودخل دائرة الإخوان المسلمين الذين "أنجبوا" حركة "حماس" التي أصبح القائد الأول لها بعد إقصاء خالد مشعل الذي لم يعد موقعه القيادي معروفاً في منظومة حركة المقاومة الإسلامية.

والمفترض أنّ هذا القائد "الحمساوي" ليس الكبير وفقط لا بل الأول يعرف بحكم إقامته "الدائمة" في طهران إنّ همَّ إيران الخمينية..ولاحقاً و"الخامنئية" ليس همُّ فلسطين ولا الفلسطينيين وإنما إلحاق هذه المنطقة العربية المقابلة بها وعلى أساس مذهبي وطائفي ووفقاً لما بات قائماً الآن وحيث أنّ أربع دول عربية قد أصبحت تحت الهيمنة المذهبية والطائفية..والبعض يقول: لا بل أنّ ستة دول هي التي باتت تتدثر بالعباءة الطائفية!!.

وحقيقة أنّ هذه "الإيران" المذهبية غدت تسيطر الآن على هذه الدول العربية الآنفة الذكر كلها وفي مقدمتها: "القطر العربي السوري" الذي ترفرف فوق "قاسيونة" الراية القومية وشعار: "أمة عربية واحدة..ذات رسالة خالدة" ومع التأكيد على أن دمشق الفيحاء.. عاصمة الأمويين ستتخلص ومهما طال الوقت من هذا الرداء الذي أُسدل عليها وكما أُسدل على غيرها في هذه المرحلة المريضة.

إنّ إيران هذه، التي يصفها هذا القائد "الحماسيّ" الأول على أنها منطلق الجهاد الإسلامي، لا هَمَّ لها إلّا تحويل ما يقابلها من الوطن العربي إلى "مثابة" طائفية ومذهبية وهنا فإننا إذا أردنا قول الحقيقة فإنها قد تمكنت من فرد عباءتها المذهبية على هذه الدول المشار إليها آنفاً وهذا مع تمدد واضح في بعض أجزاء البحر الأحمر وصولاً إلى باب المندب وإلى بحر العرب.. والواضح أنها قد باتت تسعى للوصول إلى بعض دول إفريقيا العربية.