خرج علينا من يريدون الترشح لمجلس أمة 2022 بشعارات رنانة ليستعطفو بها قلوب ويوجهو أنظار الشعب الكويتي إليهم وإلى حملاتهم الانتخابية؛ الذي كان يمني النفس أن يجد ما يشعجه لانتخاب مرشح بعينه دون غيره لعله يسعى للحفاظ على نجاحات الماضي والحاضر والمضي قدما في تحقيق امتيازات جديدة على أرض الواقع لتنعم الأجيال المقبلة بمستقبل مشرق.

عندما توجه الكويتيون يوم 29 من سبتمبر 2022 إلى مراكز الاقتراع لاختيار 50 ممثلا عنهم في مجلس الأمة كانت هناك عقبات كبيرة تواجه الدولة، في ظل أزمات سياسية واقتصادية تشهدها المنطقة والعالم أجمع، كانت آمالهم على مجلس الأمة أن يتمكن بالتعاون مع الحكومة من التعامل مع التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه بلدنا الحبيب.

وها نحن في الشهر الرابع من عهد مجلس الأمة الجديد -الذي أتى لتنحية النازعات وإعلاء مصلحة الكويت- وفي نهاية عام وحلول غيره ولكن أصبحنا فيما أمسينا فيه لا جديد يقدم ولا قديم يطور، وكأن الانتخابات لم تحدث والتغير لم يكن، فما نجده أن الأسماء تغيرت ولكن الفكر واحد لا إنجازات لا تقدم لا تحقيق للآمال والطموحات التي علقت في رقابهم منذ تولي المسؤولية.

السؤال هنا.. هل كانت الشعارات الانتخابية والوعود السياسية مجرد «فخ» من المرشحين حتى يصلوا إلى سدة مجلس الأمة؟ لتحقيق أغراض شخصية دون الاعتبار للمصالح العامة والإصلاح الذان كانا أبرز عناوين الحملات الانتخابية!.. فإن كانت «فخ» فها هي تتساقط يومًا تلو الآخر ولن يبقى إلا العمل سواء أكان للصالح العام أم للشخصي الجميع سيعرف بمرور الأيام أكانت شعارات فقط دون نية لتقديم شيء على أرض الواقع أم لا.

يا نواب الأمة..

الأوطان لا تبنى بالكلام ولا بالشعارات ولا بالأمنيات أو الأحلام والطموحات، وإنما بالأفعال والعطاءات والتضحيات والذل والسعي، نحتاج إلى تقديم شيء على أرض الواقع فالكل طفح به الكيل من فخ الشعارات، هناك اولويات مهمة جدا خلال الفترة المقبلة وتحتاج إلى من يتناولها بشكل واقعي، يمكن تحقيقها على الأرض كي ينتفع بها الكويتيين.

إياكم أن يتنسوا أن الكويت خيرها على الكل، وأن شبعها هو من اختاركم لتبوء تلك المكانة المرموقة في صفوف القادة، واعلموا جيدا أن التاريخ لا يغفل عن تدوين النجاحات ونسبها إلى أهلها وعلى غرارها المفسدات التي ستظل ملصقة بأصحابها الذين كان هدفهم تحقيق المكاسب الشخصية، فاعملوا عملا يطيب ذكراكم في تاريخ الكويت المشرق بالقادة المخلصين، والكل مرصود ولا يستطيع أحد أن يكذب على الكويتيين.