سيل من التصريحات، وكلها يصب في أمرين لا ثالث لهما من قبل أعدائنا، وهما التهجير والإبادة بحق الشعب الفلسطيني. وكنا في السابق نحاول أن نقنع أنفسنا بـ"حل الدولتين" حتى لو شكلياً، لكن حتى هذا الخيار بات غير مطروح الآن من قبلهم هم أنفسهم، بالرغم من أنهم كانوا في السابق يدعون أمام العالم أنهم متمسكين به، لكن تبين أنها كانت خدعة قذرة لإضاعة الوقت، ولقد صدقها بعض الفلسطينيين وعلى رأسهم السلطة الفلسطينية الغارقة بمشاكل مستعصية أهمها الفساد والمحسوبية، وباتت لا تسأل حتى عن مصيرها الذي بات قاب قوسين وأدنى من التلاشي والاختفاء.
الفلسطينيون باتوا بين "فكي كماشة"، والهدف القضاء التام والكلي على القضية الفلسطينية؛ وزير يدعو إلى إلقاء قنبلة ذرية على الفلسطينيين، وآخر يتصل بدول حول العالم ومنها "عربية" وبشكل علني من أجل أن يتخلص من أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين خصوصاً سكان قطاع غزة، وأحد المحللين من الدول العربية القريبة من فلسطين يقول مازحاً في برنامج تلفزيوني شهير: "كم سوف يعطوننا مقابل كل فرد؟"، وطبعاً أميركا الداعم والمؤيد الأول والجاهز للموافقة على أي قرار مهما كان، المهم إرضاء "طفلها المدلل" في المنطقة.
إقرأ أيضاً: هل يمكن للذكاء الاصطناعي توقع الموت... حقاً؟
ما يجري الآن على أرض الواقع عملية "كسر الإرادة"، وصدقاً الجانب الفلسطيني معروف بصبره الشديد وقدرته الجبارة على التحمل، أما الأعداء فأنا أتابع إعلامهم وأجد خوفاً وهلعاً ومظاهرات لم تتوقف منذ أكثر من مئة يوم واقتصاد منهار وجيش وضعه المعنوي والنفسي مهزوز.
الكرة الآن بالنسبة إلي باتت في ملعب "القوة الضاربة الفلسطينية"، فهي من سوف يضع "النقاط على الحروف" ويقلب الطاولة رأساً على عقب على أعدائنا، لأن لها تأثيراً أساسياً ورئيسياً على الرأي العام داخل الكيان، فقد ينسى البعض أن "القوة الضاربة الفلسطينية" طوال مسيرتها النضالية المشرفة أكثر من مرة جعلت أعداءنا ينقلبون مئة وثمانين درجة عن قرارات أرادوا اتخاذها رغماً عنهم، لأنهم وبكل بساطة "جبناء".
إقرأ أيضاً: تنسيق جهود الاغتراب لدعم الحل في سوريا
في وقتنا الحاضر، الاحصائيات المختلفة تذكر أنه في داخل الكيان المجتمع منقسم إلى نصفين بين مؤيد ورافض لما يحدث، وإن زادت حدة الضربات التي تصل إلى عمق الكيان وإلى قوات العدو العسكرية، فالنسبة سوف تتغير كثيراً ويصبح عدد الرافضين أكثر مما نتخيل، خصوصاً أنَّ المقاطع المصورة لـ"القوة الضاربة الفلسطينية" تركت أثراً عند الكبير قبل الصغير، ونجحت نجاحاً باهراً في بث الرعب والذعر في صفوف المجتمع، ولهذا باتت مستوطنات كثيرة عبارة عن مدن أشباح خالية من السكان، خصوصاً تلك القريبة من غلاف قطاع غزة، ولهذا، ليحاول أعداؤنا فعل كل شيء فلن ينجحوا، وهم يحاولون منذ عدة عقود، ولكن الشعب الفلسطيني البطل متشبث بأرضه كأشجار الزيتون التي زرعها أجدادهم.
التعليقات