لا يمكن القبول بمخططات فصل قطاع غزة أو اقتطاع أي شبر من أرضه أو التعامل معها، وهو ما يقع تحت مسؤولية دولة فلسطين وتحت إدارتها، ويجب وقف العدوان الإسرائيلي، وحصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بقرار من مجلس الأمن الدولي، وتجسيد استقلال دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار أن ذلك هو المدخل الحقيقي لتحقيق الأمن والاستقرار للجميع.

غزة لن تكون إلا جزءاً من الدولة الفلسطينية المستقلة، وأي مخططات غير ذلك مصيرها الفشل ولن تنجح، ولا يوجد فلسطيني واحد يمكن أن يقبل أو يستسلم لمخططات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته القمعية، والتي يهدف من خلالها إلى تضليل الرأي العام العالمي، والاستمرار باحتلال الأراضي الفلسطينية ومنع إقامة دولة فلسطينية في تحد للإرادة الدولية.

لا بد من توحيد الجهود الفلسطينية والعربية والعمل على رفض كل مخططات الاحتلال الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية والعمل مع الأطراف الدولية كافة، لإلزام إسرائيل بوقف حربها المسعورة، وإدخال المواد الإغاثية والطبية والغذائية، وتوفير المياه والكهرباء والوقود إلى كامل قطاع غزة بما فيه منطقة شمال غزة، التي يتعرض من تبقى فيها إلى كارثة إنسانية ومجاعة حقيقية، ورفض التهجير لأبناء الشعب الفلسطيني، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية بما فيها القدس، وخاصة في ظل تصاعد عدوان الاحتلال وتهديداته بتنفيذ عمليات عسكرية في مدينة رفح للضغط على المواطنين لتهجيرهم.

إقرأ أيضاً: إيران: استراتيجية تفكيك المجتمعات العربية

وفي ظل مواصلة حرب الإبادة الجماعية ومع اقتراب شهر رمضان المبارك تصعد حكومة الاحتلال المتطرفة من ممارساتها القمعية التي تستهدف القدس ومقدساتها والتي تشهد اليوم انتهاكات غير مسبوقة من الاحتلال والتي كان آخرها نيته فرض قيود على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، مما يتطلب موقفاً عربياً وإسلامياً مسانداً لصمود شعبنا.

استمرار الاحتلال بممارسة سياسات العقاب الجماعي المخالفة لجميع قرارات الشرعية الدولية، والتي تقابل بصمت مريب وازدواجية في المعايير، ما شجع الاحتلال الإسرائيلي على التمادي في عدوانه المتواصل على الأرض والحجر والإنسان الفلسطيني، ويجب العمل بالمقابل لفضح جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وسياسة القتل والاعتقال والتنكيل في الضفة الغربية، والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية، ولا بد من التأكيد مجدداً للعالم أجمع على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي العنوان الأبرز لتاريخ نضال الشعب الفلسطيني، وهي البيت الفلسطيني الجامع والممثل الشرعي والوحيد لكل أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده.

إقرأ أيضاً: حماس.. ما لها وما عليها

وأمام هذه الممارسات، لا بد من العمل على تعزيز الصمود الوطني الفلسطيني وضرورة العمل وتنسيق المواقف على المستوى العربي والدولي على كافة الأصعدة السياسة والإعلامية والدبلوماسية لفضح هذه الانتهاكات والوقوف أمام محاولات تزييف الرواية والتاريخ، ومساندة الحق الفلسطيني ودعمه، لأنَّ الرأي العام الدولي مهم، خاصة إذا ما تم توحيد الخطاب الإعلامي والتركيز على الحقوق الفلسطينية التاريخية والسعي المتواصل لرفد الحراك الإعلامي العربي والإسلامي بحقيقة وصورة ما يجري من ممارسات مناهضة لحقوق الإنسان وارتكاب جرائم حرب دولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لتوضيح كل ذلك للرأي العام العالمي كون ذلك يشكل رافعة رئيسة لنشر الرواية الفلسطينية إلى العالم، وبذل كل جهد ممكن لنقل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم ترقى إلى جرائم حرب.