ما بين الإيمان و العقد بون شاسع
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كثيرا ما كانت معلمات مادة الديانة الإسلامية تولدن لدينا تناقضات كبيرة و قلق مزعج بآرائهن و فتاويهن و تحريمهن لبعض النشاطات البسيطة التي تفرح الأطفال و تربطنها ربطا عشوائيا بالدين و هن و رغم أنهن معلمات لاحظ لهن من الثقافة و المعرفة و التفكير العلمي و غير مؤهلات بما يكفي لفهم الأطفال و التعاطي معهمو لا يعبرن بآرائهن تلك عن موقف المؤسسة التعليمية التي أناطت بهن هذا العمل إنما يعبرن عن مواقف شعبية و ذاتية و تربوية.
أتساءل هل حصلت المجتمعات الإسلامية على لقاح جعل لديها مناعة ضد الفرح و السرور و الانفتاح و التعلم من الآخرين، هل لديها مناعة ضد التفكير العلمي و ضد الإدراك العفوي البسيط.
تبدو مشكلة غالبية المجتمعات الإسلامية اليوم ليست مشكلة دينية في الحفاظ على ديانتها و عقيدتها إنما مشكلة نفسية تربوية مرضية تجاه الآخرين و كل مظاهر بهجتهم و أساليب عيشهم فمثلا الكثير من معلمات مادة الديانة تلقنّ الأطفال ان الاحتفال بعيد ميلادهم كفر و هن بذلك لا تعبرن عن موقف ديني أو إيماني إنما تعبرن عن موقف مرضي نفسي تجاه من يقومون بهذا النشاط فهذا النشاط و مثله كثير كعيد رأس السنة الميلادية التي نعمل على أساس تقويمها و نؤرخ لكل حياتنا بالاعتماد عليها فما الضير في الاحتفال بها ما دمنا نمارس كل حياتنا بالاعتماد عليها فهذا لن يهدد الدين الإسلامي و لا يتعارض معه بشيء مثله مثل الكثير من النشاطات و العادات و المفاهيم التي تحاول هذه المجتمعات تحريمها و إضفاء الطابع الشرعي الديني عليها لإكراه الناس على إتباعها مثل فتاوى منع هدايا الزهور و غيرها كثير مما يفتي بها يوميا ملايين مدعي الإرشاد الديني في كل حي و شارع و زقاق و هي بمجملها تفصح عن نوعية العقد و مشاعر الدونية و الغيرة من الآخرين و لا تعبر عن إيمان أو دين معين.
و للأسف فان أغلبية المسلمين لا تتفهم جيدا ان هذه المواقف لا تنبع من إيمان حقيقي برسالة الله الى البشر عبر القرآن الكريم و لا تنبع من حاجة روحية للتواصل مع الخالق و لا علاقة لها بالإيمان الذي هو الحب العميق و الطمأنينة و الانسجام و التلائم مع الحياة و الحب للخالق و خلقه و اكتشاف الجمال الداخلي و جمال الخالق و الكون و مخلوقاته و لا علاقة لهذا الإيمان بالدعوة الى التقوقع و الانعزال و نسبه زورا الى الرسول و القرآن، إنما موقف التقوقع هذا لا ينفث سوى الكراهية و الحقد و لا ينبع عن نفس مؤمنة إنما نفس مضطربة و وجدان مريض معقد و تربية قائمة على كراهية الآخر و عدم تقبله و لا يمكن لهذا الوجدان المشغول بتحريم هذه الأمور البسيطة ان يدرك الإيمان بالله أو يصل لحالة الحب و الطمأنينة.
nerenhaj@hotmail.com
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف