أصداء

هل سيواجه جون كيري الفشل في العراق؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ما هو موقف جون كيري من العراق: هل سيتغير شيء اذا ربح كيري الانتخابات في نوفمبر 2004

تصريحات جون كيري بشأن العراق في الاسابيع القليلة الماضية لا تدعو للتفاءول. اقواله يحيطها الغموض والازدواجية. نسمع باستمرار ان سبب الاطاحة بنظام صدام حسين هو امتلاكه لاسلحة الدمار الشامل التي نعرف الآن انها غير موجودة وهذه الاسلحة يقولوا لنا انها تهدد الآمن العالمي أي اذا اردنا ان نكون صادقين الآمن العالمي تعني امن اسرائيل بالمفهوم الامريكي. احتمالية تواجد هذه الآسلحة المزعومة اعطى الادارة الامريكية المبرر القانوني والدولي والاستراتيجي لغزو العراق.

وعندما سوءل جون كيري عن وجهة نظره في غزو العراق والاطاحة بنظام صدام كان جوابه ازدواجيا كالعادة: قال حسب احد التقارير في مجلة نيوزويك الامريكية: قال كيري: انا اوافق على الاطاحة بصدام وغزو العراق ولكن لا اوافق على الطريقة التي نفذت فيها. هذا جواب يدل انه لا يوجد اي فرق بين بوش وكيري سوى الكلام السطحي.

نعرف جميعا ان السياسة الامريكية تجاه العراق في التسعينات التي شملت حصار اقتصادي وقصف للمنشأت في المناطق المحظورة شمال العراق وجنوبه لم تنجح سياسيا ولكنها نجحت في موت عشرات الالوف من الابرياء.

الرأي العام العربي ساخط على امريكا بسبب سياستها في دعم المخطط الشاروني والحملة العسكرية في العراق التي دمرت البلد وخلقت الفوضى والانهيار. وكان لامريكا الخيار في سياسة احتواء صدام عسكريا وعدم اللجوء للحرب التي يفسرها الكثيرون انها حرب قامت بها امريكا نيابة عن اسرائيل.

فاذا كان جون كيري يوافق مع بوش ان صدام هو المشكلة فهو ايضا يوافق مع بوش في الغزو وازالة النظام في العراق. تساءولات كثيرة مطروحة ولم يتم الاجابة عليها من قبل بوش او كيري:

هل كان من الضروري خوض حرب ضد العراق قبل ان ينتهي المفتشون اعمالهم

هل كان من الضروري الضغط والمناورات في اروقة الامم المتحدة للحصول على التفويض من مجلس الامن للحرب

هل كان من اللازم احتلال بلد أخر عسكريا رغم معارضة معظم دول العالم

هل كان من الحكمة تشكيل مجلس حكم موءقت معظم اعضاءه من خارج العراق.

هل كان اجراء حكيما تسريح الجيش وطرد الموظفين من الوزارات والدوائر الحكومية لانهم يحملوا بطاقات حزب البعث لكسب لقمة العيش.

واليس من الغباء الاستماع لنصائح رجل واحد يدعى احمد جلبي؟؟

وهناك اسئلة اخرى كثيرة تحتاج لللاجابة.

من هذا المنطلق قد يشعر القاريء ان جون كيري معه حق ان ينتقد سياسة بوش واساليبه في التنفيذ. اذا ما هي استراتيجية كيري؟حتى الآن لم نسمع منه ما يطمئن. قال اكثر من مرة انه يريد التشاور اكثر مع الحلفاء ويريدهم ان يتحملوا عبئا اكبر لانقاذ امريكا من المستنقع العراقي.

مثله كمثل صاحب الحصان الذي هرب واتخذ قرار باغلاق باب الاسطبل بعد هروب الحصان.

وما هو مخطط كيري للانتخابات في العراق؟

لا يوجد اجابة واضحة. المهم ان العراقيين يحاربوا بعضهم واياد علاوي يقوم بالمهمة وبدأ يتصرف كرجل قوي: اغلاق مكتب الجزيرة. اصدار امر بالقبض على احمد جلبيي واعطاء وعود بعفو عام لمقتدى الصدر واعوانه الخ من الامور وهذا تخبط يفتقر لروءيا واضحة. الشيء الوحيد الذي يسعى له رغم العقبات الهائلة من عنف وغياب امني، هو الانتخابات في كانون الثاني ام 2005.

المواجهة مع مقتدى الصدر انتشرت الى حركة مقاومة الى جنوب العراق الذي كان هاديء نسبيا. وعلاوي يحاول جاهدا ان يثبت انه ليس العوبة في يد الامريكان. ورغم التطورات في النجف الا ان جميع الاطراف بما فيهم الامريكان يريدوا حلا لانقاذ ماء الوجه

الصورة العامة تبقى قاتمة:هل تستطيع الامم المتحدة ترتيب انتخابات نزيهة في اوائل عام 2005

هل الوضع الامني سيسمح بذلك ؟ من سيقوم بحماية هوءلاء. هل الدول العربية والاسلامية قادرة على حفظ الامن ام تجد نفسها تلعب دور الحامي والمنقذ لامريكا. هل سيقبل الشارع العراقي قوات عربية واسلامية لتحل محل الامريكان. الشعب العراقي وحده يقرر ما يريد واوليات هذا الشعب هو ازالة الاحتلال واجراء انتخابات نزيهة لتشكيل حكومة وطنية تمثل الشعب العراقي يطوائفه المختلفة وتحافظ على وحدته الجغرافية والسياسية.

وعودة لجون كيري: لاول مرة منذ اوائل السبعينيات يجد الناخب الامريكي نفسه امام مشكلة خارج حدود بلده. في عام 1972 كان الموضوع الرئيسي في الانتخابات هو الوضع المترديء في فيتنام. الان الموضوع الذي يشغل بال الناخب هو الوضع السيء في العراق. السياسة الخارجية عادت للصدارة بعد 11 ايلول عام 2001.

جون كيري حذر جدا في تصريحاته فهو لا يستطيع ان ينتقد بشدة الحرب في العراق او الحملة ضد الارهاب عامة لان ذلك ليس في مصلحته فهو لا يريد ان يظهر انه غير وطني وانه ضعيف لذا وجد نفسه خلف بوش داعما رغم التحفظات لانقاذ نفسه في الانتخابات.

نهاد اسماعيل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف