أصداء

الخاسر والرابح الحقيقي في الإنتخابات الأميركية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الخاسر الاكبر في الانتخابات الامريكية الاخيرة هو منظومة الارهاب وثقافة الديكتاتورية في عالمنا وعلي راسها بن لادن والذي حاول أن يتدخل في هذه الانتخابات مهددا ومحذرا الشعب الامريكي من مغبة أعادة انتخاب بوش فجاء خطابه بالنتيجة العكسية تماما والتف الشعب الامريكي حول الديمقراطية وشهدت مراكز الاقتراع اكبر نسبة أقبال في تاريخ أمريكا وأعاد الشعب الامريكي انتخاب بوش وزادت سيطرة الحزب الجمهوري علي مجلسي الشيوخ والنواب.

إنها هزيمة ساحقة لكل أعداء الديمقراطية في عالمنا والذين راهنوا ان الشعب الامريكي لن يهتم بهذه الانتخابات وراهنوا علي الحصان الخاسر كالعادة.. بل وصلت الحالة بالبعض أنه توقع أنه سيحدث ما يستدعي تأجيل الانتخابات وتدخل الامن وأن أدارة بوش قد تستغل الحرب علي الارهاب للتدخل في الانتخابات لضمان نتائجها..الي آخر هذه الترهات ممن لا يعرفون حلاوة الديمقراطية ولم يجربوها وبالتالي يتوقعون أن باقي العالم مثلهم..

إن كيري في الحقيقة لم يخسر هذه الانتخابات بل ربحها مع باقي الشعب الامريكي..ربحها بمعركته الانتخابية الشرسة وربحها عندما لم يحاول استغلال خطاب بن لادن لمصلحته وربحها عندما اعترف بالخسارة ووفر علي الشعب الامريكي معركة قانونية كان من الواضح أنه سيخسرها في النهاية.

إن الرابح الاكبر في هذه الانتخابات هو الشعب الامريكي وليس الرئيس بوش..ذلك الشعب الذي أثبت قيمة الديمقراطية وعظمتها للعالم أجمع وخاصة لشعوبنا والاهم لقناة الجزيرة التي حاولت ان تشكك في الديمقراطية من خلال برنامجها الخايب والتحريضي المسمي الاتجاه المعاكس والذي لم يستطيع فيه مقدمه ان يخفي أعجابة الدفين بالديمقراطية مهما حاول وأخفق فيه أشرف البيومي واضطر ان يتراجع عندما اتهمه خصمه انه استفاد بجنسيته الامريكية ثم يهاجم الشعب الامريكي فخفف من هجومه علي أمريكا وحاول ان يقصرها علي ادارة بوش.. رغم ان دانييل بيبس نفسه كان اختيارا مقصودا من قناة الجزيرة لتثبت عنصرية النظام الامريكي ودانييل هذا لايمثل الا القلة المتعصبه في المجتمع الامريكي،

والرابح الثاني هي الديمقراطية نفسها وكيف انها ستفرض نفسها في النهاية حتي علي شعوبنا مهما حاولت قلة منا مقاومتها بالارهاب والمتاجرة بالدين والقومية والخصوصية والتراث و الهوية الي آخر هذه الشعارات الزائفة.. فالحقيقة كما أثبتها الشعب الامريكي لنا أنه لا الدين ولا الهوية ولا التراث يتعارض مع الديمقراطية فمن شارك في هذه الانتخابات وفرض صوته في النهاية علي الجميع هو شعب تختلط فيه جميع الهويات والاديان.. لقد كان المسيحيون سواء كانوا من القلة الكاثوليكية التي ينتمي لها كيري او الاغلبية البروستانتية علي قدم المساواة مع المسلمين واليهود وغير الدينيين في ممارسة حقهم الانتخابي.. ولم يكن المذهب الديني لكيري أي تأثير في الانتخابات

.. وللمقارنة فلنتخيل أمكانيات شيعي يرشح نفسه لرئاسة دولة اغلبيتها سنة او سني يرشح نفسه لرئاسة ايران مثلا.

يا سادة أن الرابح الحقيقي في هذه الانتخابات هم انصار الديمقراطية في العالم أجمع.. والخاسر الحقيقي هم أعداء الديمقراطية في العالم أجمع

د.عمرو اسماعيل

jakoushamr@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف