العراق بين (( حُكماء النجف )) و ((دجّالي صدّام ))..
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تقدم لنا كُتب الحكمة الصينية القديمة حكاية ذات مغزى و معنى ـ و نحن العراقيون أحوج ما نكون إليها من غيرنا ـ و القصة حدثت مع أحد أقدم حكماء الصين قاطبة و أشهرهم، ألا و هو ( كونفوشيوس )، فذات مرّة و بينما هذا الحكيم يسيرون في الأرض باحثين عن الحكمة، إذا بهم يصادفون امرأة تبكي على شاب مقتول، فسألها الحكيم: ماقصتك أيتها المرأة؟!! فقالت: هذا نمر قد قتل إبني و فجعني فيه و قبله فجعني في زوجي و قبله فجعني في أبي.." فسألها الحكيم: و ما الذي جعلكم تقيمون في أرض يعيش فيها نمر متوحـّش كهذا؟!! فقالت: يا سيدي في تلك الآرض حكومة ظالمة لذلك لم نجرؤ على دخولها.." فقال الحكيم لتلاميذه: أُنظروا كيف أن الحكومة الظالمة أشدُّ قساوة من نمر متوحش.."!! هذه القصة توضّح لنا أن الحكومة الظالمة هي حقّا أقسى و أقبح ما يمكن أن يخافه ألإنسان و أن كُلّ ما يسوقه ( فقهاء و وعـّاظ السلاطين و الدكتاتوريين و المستبدين ) لا يُمكن أن تكون مُقنعة مهما حجبوها بحُجُب الضرورة و دفع المفاسد و دفع الفساد الكثير بالقليل و غيرها من التبريرات و الحُـجج الواهية، فمثلا لو قرأت كُتُب أهل السنة و ( الجماعة ) لوجدتها حافلة بمثل هذه التبريرات، و غاية حُججهم هي أن (( الحاكم الظالم يدفع الخطر الخارجي و أنه يحافظ على الدّين و المال و العرض من أن تُنتهك في ظل الفوضى و الفتن )) و لكن هؤلاء الفقهاء يتعامون عن حقيقة أُخرى مُهمة و هي أن هذه الحكومات و طوال التاريخ الإســلامي ـ عدى استثناءات نادرة جدّا ـ انتهكت كل هذه الذرائع المصطنعة التي وضعها الفقهاء في وجه الشعوب من أن تنتفض في وجه الحكّام، فانتهكوا مراسيم و شرائع الدين و نهبوا الأموال العامّة و الخاصـّة و وزّعوها على من لا يستحقها و استخدموها في قمع الشعب المحتاج إليها و انتهكوا الأعراض و كان كل حاكم جديد يستلم الحُكم بالتمرُّد و الإنقلاب يقومُ بحملة اغتصابات للمعارضين أو أنصار من سبقه من الحُكّام، و طوال هذه القرون تحول فقهاء أهل السنة و ( المجاعة ـ هذه الصفة كانت غالبة على شعوبنا ) إلى ما يشبه الطبع المستحكم في دعم الحاكم و تقديم كل فروض الطّاعة و الولاء لمن يستلم الكرسي، و هؤلاء الفقهاء الناعقون و الدجالون كانوا أوّل من تسبب في أن يتحول العراق من الديمقراطية ( و التي كانت سائدة في العراق خلال العهد الملكي رغم العيوب ) إلى الحكم القومي الطائفي الحاقد، و عندما جاء التحالف الأمريكي و معه المشروع الديمقراطي التعدُّدي الإنساني، تحوّل هؤلاء الفقهاء المرتزقون و المنبطحون على أقدام طاغية البعث، إلى معارضــــة و إلى عائق أمام الإنتخابات، لم يستحوا طوال 1400 ســـنة مضت و ها هم لا يستحون مرّة أُخرى أن يصبحوا ـ لأول مرّة في التاريخ ـ معارضين و ليت معارضتهم كانت لمطلب ديمقراطي أو حقوقي أو إنساني!! بل هي معارضة الجلاّدين للضحية و معارضة القاتل للمقتول و الغادر للمغدور، و الآن علينا أن لا ننظر لهؤلاء الملالي الذين يهيّجون الناس باسم القرآن و السُنّة مرّة و باسم النعرة القومية مرّات، بعين الديمقراطي المتفهم، فالديمقراطية هي لمن يفهمها و يعمل لها و يحترم أُصولها و قوانينها، أمّا حينما يحاول مجموعة من الدجالين و المجرمين و المرتزقة ـ كهيئة العلماء السنة ـ دهس أو سحق أو إيقاف قاطرة الديمقراطية و القانون، فيجب إستعمال القسوة المطلوبة، مع التزام العدالة طبعا، فالدجالون يريدون أن ينصبوا علينا حكومة بعثية أُخرى و إن حاولوا إخفاء الحقيقة وراء اللحى و المسابح، و يكفي دليلا أن هؤلاء لا زالوا يقيمون ( صلاتهم ) في جامع (( أُمّ المعارك )) الذي وضعوا له رُقعة تحمل اسم (( أُم القرى )) لكن بمُجرّد أن تدخل إلى الباحة الداخلية تقرأ الاسم القديم (( أُم المعارك )) و كأنّ هؤلاء الدجّالين و لشدّة شوقهم إلى قائدهم و حبيبهم الغالي (( صدّام طاغية البعث )) يعزُّ عليهم أن يزيلوا ذكرى المجد التليد الذي شيّدوه على جماجم و أشلاء الأبرياء و الضعفاء، لكن علينا و بعد كُلّ هذا أن لا ننسى أن علماء و مراجع الشيعة كانوا أصحاب موقف مُخزي و مذل تجاه التحرير الأمريكي و لا زالوا ينظرون إليه من خلال الثُـقب الإيراني و المعروف بعقده تجاه العالم الغربي و الأمريكي على وجه الخُصوص، إذ لا أحد منهم تجرأ ليجتهد في إلغاء العُـقدة ‘‘ الخمينية ـ الخامنئية،، و التي جلبت المزيد و المزيد من الأزمات و الفقر و العداوات، فيا ترى هل يستطيع المراجع و المعمّمون الشيعة الخروج من المستنقع السُنّي و عدم تكرار هذه الأخطاء!!.