أصداء

أميركا أكثر إخلاصًا للعراق من العراقيين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


من يدرك طبيعة المجتمع العراقي وتاريخه السياسي.. لايجدها مفارقة صادمة للوعي والنرجسية الوطنية والبديهيات، أن تكون الولايات المتحدة الامريكية أكثر إخلاصاً في بناء العراق من العراقيين ‘ فنحن أمام مجزرة سوريالية إجتماعية سياسية يمتد عمرها الى مئات السنين.. قلاع من المعتقلات ‘ بحار من الدماء ‘ هدر دائم للثروات والطاقات ‘ غياب كارثي للنخب والاحزاب السياسية الوطنية الديمقراطية ‘ ضعف مدمر لمشاعر الانتماء الوطني لدى الجماهير.


فبعد زوال نظام صدام الذي كان الشماعة الجاهزة لتعليق كل الخراب التاريخي للمجتمع العراقي عليه واعتباره( سبباً) لكل مأساة البلد ‘ وتجاهل حقيقية أساسية هي نظام صدام كان( نتيجة) لهذا التخلف.. إنكشف الواقع العراقي عن مشهد في منتهى البشاعة.. فثوار الامس ظهروا على حقيقتهم الانتهازية اللصوصية ‘ والاحزاب إتضح حجمها الضئيل وغياب قاعدتها الجماهيرية ‘ وفوجعنا بالاعداد الهائلة من عصابات السرقة والخطف والقتل ووصل الفساد الاداري الى أعلى الدرجات ‘أما أعداد عملاء المخابرات الايرانية والسورية فأنها تشير الى عار وطني إشترك فيه آلاف العراقيين من مختلف الطوائف والاعراق.

ووجد العراق نفسه في مواجهة خطر التقسيم ‘ وإعادة إنتاج الدكتاتورية ‘ وتدمير ثرواته القومية... لو لا وجود الولايات المتحدة الامريكية على أرضه وحمايتها له:

-فأبناء العراق يريدون تقسيم العراق الى دويلات كردية ‘ وشيعية ‘ وسنية ‘ بينما أمريكا حافظت على عراق موحد ديمقراطي.

-وأبناء العراق بعد أسقاط نظام صدام سرعان ما شكلوا ميليشيات مسلحة لقمع المواطنيين ومصادرة حرياتهم ‘ بينما أمريكا قامت بالدفاع عن حرية العراقيين بقوة السلاح وتصدت لميليشيات مقتدى الصدر ‘ وايتام صدام ‘ والارهابيين الاجانب ‘ وستتصدى لاحقاً لميليشيات فيلق بدر التابعة لايران ‘ وللاكراد الذين خرجوا عن شرعية الدولة وأقاموا دويلات عرقية شوفينية في الشمال.

-وأبناء العراق هرعوا الى نهب ثروات العراق وسرقة المصانع ودوائر الدولة ‘ وتهريب النفط ‘ بينما أمريكا ومعها بريطانيا هي الان من يحمي الثروة النفطية من العراقيين وباقي ممتلكات الدولة.

من حسن حظ العراق أن أمريكا أدركت مبكراً فشل العراقيين في قيادة أنفسهم ‘ وان الساسة عبارة عن عصابات بدائية تتعامل مع وطنها بأعتباره غابة مستباحة لاغراض النهب والظفر بالمناصب الحكومية ‘ وإن الجماهير قطيع ميت بلا فاعلية في الدفاع عن كرامته وحقوقه ‘ ومن حسن حظ العراق كذلك أنه أصبح جزءً من الامن القومي للولايات المتحدة الامريكية يمثل تحدي لعظمتها وتفوقها العسكري والسياسي ‘ وانها مصممة على بناء عراق ديمقراطي موحد.


Kta1961@comcast.net

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف