أصداء

نصر الله و اغتيال العقل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ليس من العجيب أبدا أن نرى أناسا يمتهنون القتل و الإرهاب و الإبادة الجماعية و أساليب التعذيب المختلفة و المتنوعة، فطوال التاريخ البشري كان هناك دائما صراع بين الخيّرين و الأشرار، بين الظلم و العدل، بين الإنسان و نقيضه ( الوحش الإنسان )، لكن أن نجد زعيما كبيرا له جمهور عريض بين مهووسي العروبية، شخصا توقعنا منه أن يكون في قمة العقل ـ و قد خاب هذا التوقع ـ أن نجده يغتال العقل المنطقي و العقل الجمعي ، فكلنا ـ أو على الأقل من يتابع الإعلام منا ـ سمع و شهد كيف أن نصر الله، و بعد أن اغتيل أحد مسؤولي حزب الله اللبناني بعبوة ناسفة، حمّل إسرائيل مسؤولية الحادث، و جميع وكالات الأنباء تناقلت إعلان ( منظمة جند الشام ) و تبنيها للعملية، و قد يقول قائل: لكن هذه الجماعة نفت أي صلة لها بالحادث.." لكننا يجب ألا ننسى أن القاعدة و المنظمات الإرهابية التي فرختها في المنطقة، تعمل بأسلوب في منتهى التضليل و الكذب على طريقة ( أقتل ثم أنكر )، ففي أحداث الـ( 11 سبتمبر ) أنكر بن لادن أي علاقة له أو لتنظيمه بالجريمة، لكن عندما تبين له أن الحرب واقعة لا محالة أعلن و بكل ( فخر ) أنه هو و تنظيمه من أرسل الإنتحاريين إلى جهنم، و في جريمة اغتيال السيد الحكيم و مائة آخرين معه أنكرت القاعدة أي علاقة لها بالموضوع ثم عاد ( الزرقاوي ) و جماعته يفتخرون بهذه الجريمة، لكن من الواضح أن جريمة ( نصر الله و وراءه العجوز المخرف فضل الله ) هي أخطر من أي اغتيال، فأن يغتال شخص العقل و المنطق و التاريخ، هي أم الجرائم و الفواحش، و نصر الله فعل الشيء نفسه ( و هو كثيرا ما يدس أنفه الوسخ في الشأن العراقي ) مع جريمة اغتيال السيد الحكيم و جريمة تفجيرات عاشوراء و جريمة الذبح التي ارتكبت بحق المواطن الأميركي ( نيكولاس بيرغ )، إذ ألصق كل الجرائم المذكورة و غيرها ( أكثر ) بالدولة الصغيرة المحاصرة ( إسرائيل )، إلى متى يمتهن السياسيون العرب و المسلمون على حد سواء مهنة الكذب و الغش و الضحك على الذقون ( لاحظ أن الضحك على الذقون الإسلامية و العروبية أسهل من غيرها ) بل إن المصيبة و البلية و قاصمة الظهر أن يمتهن هذا الكذب في الدولة العربية الوحيدة التي تمتلك نظاما ديمقراطيا ـ أصبحتا دولتين بعد تحرير العراق ـ هذه الدولة التي يستطيع مواطنوها الحصول على المعلومات و من أي مصدر كانت، فقد تكرر الأمر نفسه في ( السعودية ) عندما ذبح المواطن الأميركي ( مارشال ) على يد حثالة من عبّاد السلف الطالح، إذ خرج علينا ولي العهد السعودي ( الأمير عبد الله ) ليصرح بكل صلف و غرور: القائمون بهذا العمل هم عملاء الصهيونية..." و لكنني حينها لم أستغرب فمعروف أن النظام السعودي هو أمّ كل الحشرات الإرهابية الإستبدادية و هو لا يختلف عن جده إبن سعود الذي ذبح نصف سكان النجف الأشرف عام ( 1812 م )، لكن أن نرى نصر الله و حزبه الذي تحول إلى الآيديولوجيا البعثية العروبية ـ و التعصب القومي حرام للعرب و غير العرب ـ يمتهن الكذب في بلد الحرية و الديمقراطية، أمر لا يفصح إلا عن إفلاس و فشل ذريعين، و كم تمنيت لو كنت أتحدث وجها لوجه مع ( نصر الله ) و لو كنت صحافيا لسألته هذه الأسئلة: من الذي اغتال الإمام علي عليه السلام!! أ هي ( إسرائيل )!! من الذي اغتال الإمام الحسن و الإمام الحسين و الإمام الكاظم عليهم السلام.." و من الذي اغتال الشهيد الأول و الثاني من شيوخ الفقه الجعفري الإمامي.." أعتقد أنه كان سيصاب بالخرس أو أنه ليس ببعيد أن يجيب بالقول: الذين اغتالوا هؤلاء هم عملاء ( إسرائيليون ).." فهؤلاء الذين اغتالوا عقولهم يؤمنون بـ( المخابرات الإسرائيلية و الأميركية ) أكثر من إيمانهم بالله أو القضاء و القدر أو حتى حرية الإختيار البشري التي لا تتناقض مع الدين، كلمات كـ( إسرائيل ) و ( الموساد ) و ( الصهيونية ) و ( الإستعمار ) و ( الإستكبار )، هذه الكلمات و غيرها هي بمثابة مصابيح ( سحرية ) عجيبة تحوي عفاريت تحمل مفاتيح حل لجميع الأزمات السياسية و الاقتصادية التي يعيشها هؤلاء، فلو ضرب زلزال آخر في إيران

( لا سامح الله ) كذلك الذي ضرب مدينة بم أوائل هذا العام، لربما تطلع علينا حفنة أو حثالة من" النفاق المعمّم" ليقول: إن إسرائيل و أميركا صنعتا قمرا صناعيا يستطيع عبر موجات" مغناطيسية" إصابة أي بقعة من الأرض بزلزال و يمكنهم زيادة القوة حسب الطلب.." أنا أضع هذا الكلام في أفواههم على سبيل الهزل، لكنني لن أستغرب لحظة واحدة لو سمعته من إحدى المحطات الإيرانية المنافقة ( قناة سحر ) أو ( العالم ) أو ( قناة المنار البعثية )، فقد بلغ النفاق و الرياء و حب السلطة و حشد الجماهير بهؤلاء حدا هم فيه مستعدون لفعل كل شيء من أجل السلطة و الشهرة، إذا كان هذا حال المنتمين إلى مدرسة ( العقل و المنطق ) الجعفري الإمامي! فالآخرون يعيشون في العصور الحجرية، المطلوب من الجميع الكف عن هذه اللعبة القذرة التي حولت العالم الإسلامي إلى عالم يعيش في انفصام و تناقض مع الواقع و حولتنا من دعاة للعقل" لعلكم تعقلون" ،" لعلكم ترشدون"،

"يا أولي الألباب "، و دعاة للإنسانية.. إلى" عصفورية عظمى" أو" خانكه كبرى" أو شماعية القرن العشرين ".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف