أصداء

من يخاف مسلم البراك؟!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


وحده النائب مسلم البراك يستفزني اليوم كثيراً بحضوره اللافت في المشهد السياسي الكويتي ، من خلال طرحه الرصين في مجلس الأمة ( البرلمان ) لكثير من القضايا المصيرية و الهامة التي تمس شريحة عريضة من أبناء الكويت ، منطلقاً من ثوابت راسخة في ضمير الشعب ، حاملاً مشعل المسؤولية على عاتقه بهامة رفيعة ينحني لها الآخرون خجلاً أو عرفانا ، و لعل لهذا الحضور زخمه الواضح من خلال حرص كثير من المواطنين على تتبع اطروحات هذا النائب و تبنيهم لها ، مثلما هو يحرص بالمثل على تبني مواقف المواطنين الوطنية و القومية دائماً و أبدا ، و خصوصاً تلك التي تأتي منها مصاحبة لجملة الإستجوابات بمحاورها المختلفة ، و التي كثيراً ما
يُوفق في حشد الجماهير و توحيد صفوفهم باكراً تجاه تلك القضية الهامة أو ذاك الموقف الحساس ، و لعل النائب البراك و هو من المنتمين للتكتل الشعبي ، و هو تجمع يقتصر حضوره داخل قبة البرلمان ، و يحظى بتأييد شعبي يتنامى بوضوح في مناطق متفرقة من البلاد إنطلاقاً من الأسباب السالفة الذكر آنفاً ، من البرلمانيين الكويتيين القلائل الذين آثروا مصلحة و طنهم العليا على مصالحهم الشخصية بكبرياء و شموخ قلما نجد له اليوم نظيرا بيننا، و ما يتطلبه ذلك الموقف من تبيانٍ سليم لنظافة الكف دائماً و سلامة الموقف و البعد عن محاباة الركب الحكومي ، الذي كثيراً ما يغري جمهور غفير من البرلمانيين الآخرين ، و يدفع كثيرين منهم لبيع أنفسهم على حساب ذممهم ، ضاربين بعرض الحائط مصلحة الوطن والمواطنين ... !!!

و كم جاءت إشارة رئيس مجلس الوزراء _ الشيخ صباح الأحمد الصباح نابهة لتؤكد ما ذهبنا إليه في رسم الصورة التوصيفية الأكثر إشراقاً للنائب مسلم البراك ، و التي دارت في جلسة ختام الفصل التشريعي الماضي لمجلس الأمة الكويتي قبل إجازته الصيفية الأخيرة ، و التي نشرتها الصحف المحلية بشيء من الإقتضاب و التنويه بقول الشيخ صباح للنائب البراك : بأنه هو من يُخوِّف الوزراء ، في مجمل تعقيبه على تذمر البراك من أن وزراء الحكومة الكويتية يمكثون في مكتب رئيس الوزراء أكثر مما يمكثون في مكاتبهم ... !!!

و لعل مثل هذا القول يدل على أن الديموقراطية الكويتية تسير بالإتجاه المنوط به منها ، إذ أن واحدة من حسنات الديموقراطية الكويتية اليوم ، هي أن الوزراء الكويتيين يخافون من نائب في برلمانهم ( خوف إيجابي ) يمارس صلاحياته الدستورية بمراقبة أعمالهم و محاسبتهم متى ما أخطأوا إستاداً إلى القوانين التي تمنحها السلطة التشريعية و تخولها للنائب للقيام بكافة مهامه النيابية على أكمل وجه ، و هو ما تكرسه الديموقراطية التي ننشدها جميعاً ، من حيث هي ميزة تفتقدها كثير من الديموقراطيات العربية التي لا يخاف فيها وزراء ، و تقف ورائهم
حكومات لا تتأخر في وأد حرية الشعب و قمعه و ... و ... و غيرها من عبارات تجود بها قواميس بعض الأنظمة العربية الإستبدادية الأخرى ... !!!


q8y123@hotmail.com

دولة الكويت

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف