بساطيل القوى الإسلامية تعرقل العملية الديموقراطية في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أن تتصرف الضحية مثل الجلاد أمر اصبح ينطبق اكثر ما ينطبق على القوى الإسلامية العراقية شيعية كانت أم سنية، فها هي وبعد أن اسقط النظام بواسطة قوى دولية 100% ومن دون مشاركة عراقية في هذا التغيير، تحاول الاستفادة والى أقصى حد من الوضع المتخلخل وعدم وجود دولة قوية أو أنظمة وقوانين رادعة لعمليات انتهاك حقوق الإنسان لبسط سيطرتها على الشارع العراقي مستخدمة نفس الأساليب التي استخدمها نظام صدام حسين من قبل في بسط سيطرته على المجتمع العراقي.
فمنذ سقوط النظام وحتى هذه اللحظة تم التعامل مع العراقيين بطريقة وحشية وفضة تنم عن فاشية هذه القوى وحقدها على كل ما هو إنساني ومتحضر، فمن قتل الناس من دون محاكمات أو أدلة إلى إقامة محاكم شرعية تقتص من المواطنين بسبب وشايات أو تقارير كاذبة تشابه إلى حد بعيد تقارير أعضاء حزب البعث ووشاياتهم ضد المواطنين الأبرياء.
المخيف والمقلق في هذا الأمر أن قادة هذه الجماعات يصرحون حول احترامهم لحق الشعب العراقي في التعبير عن آرائه بكل حرية، وفي نفس الوقت تمارس قواعدهم عمليات قمع للرأي وإرهاب لا يشابهه إلا إرهاب صدام حسين وحزبه. وقد كشف أعضاء في الهيئة العليا المنظمة للمؤتمر الوطني العراقي عما وصفوه بتجاوزات حدثت على لوائح وتعليمات الترشيح في عدد من المحافظات العراقية بما فيها العاصمة بغداد مما أدى إلى فرض مرشحي القوى الإسلامية بقوة السلاح والتهديد بالقتل. فالأنباء الواردة من داخل العراق تشير إلى أن التيار الإسلامي سيطر بسبب هذه الممارسات، على مجموع الأصوات في بعض محافظات الجنوب مما دفع بممثلي المجتمع المدني والعشائر والقوى الديموقراطية إلى الانسحاب.
لا يوجد هنالك أي تبرير يدعو إلى ترك الهيئات التحضيرية المكلفة بالإعداد للمؤتمر الوطني بيد قوى غير ديموقراطية ولم تثبت حتى هذه الساعة التزامها باللعبة الديموقراطية. فوجود هذه القوى سابقا داخل صفوف المعارضة لا يعني وبشكل مطلق أن هذه القوى كانت تناضل من أجل إقامة نظام ديموقراطي بديلا عن نظام صدام حسين ولا نجد مبرا لذكر ممارسات هذه القوى وهي خارج السلطة وفي صفوف المعارضة فكيف بها الآن وقد استلمت مقدرات العراقيين عن طريق الإرهاب والقمع والتغييب.
وقد وصلت الأمور إلى حد قامت به هذه القوى بتهديد مرشحين بالقتل إن هم اشتركوا في جلسات انتخاب أعضاء المؤتمر الوطني كما حدث مع صفية السهيل في مدينة البصرة حيث قامت القوى الإسلامية بتهديدها إن هي وصلت إلى قاعة الانتخابات مما عقد الأمور و دفع بعشائر التميم التي كان يتزعمها الشيخ السهيل والد صفية للدفاع عنها.
كماأدت تصرفات القوى الإسلامية إلى تعطيل إجراء الانتخابات، وهددت هذه القوى بمقاطعة الانتخابات إن لم تتم الاستجابة لشروطها و أصدرت بيانا بالمقاطعة وهي: المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحزب الدعوة ـ تنظيم العراق وحزب الدعوة المقر العام وحزب الدعوة الإسلامية ومنظمة العمل الإسلامي وحزب الفضيلة وحزب سيد الشهداء وحركة حزب الله ومنظمة بدر وحركة 17/3 الإسلامية ومؤسسة شهيد المحراب ( أما هذه الأخيرة فهي فرع من فروع مؤسسة شهيد المحراب الإيرانية ).
أما مطالب هذه القوى فكانت غريبة وغير منطقية و لا تخدم إلا أعداء العراق الراغبين في رؤية عراق مقسم وضعيف وليس بعيدا عن البصرة تقوم قوات الأمن الإيرانية بمراقبة الوضع عن كثب وإرسال تعليماتها اليومية إلى أطراف معينة من أجل فرض واقع غير عراقي ولا يخدم أحد.
( لا نريد عناصر سنية مرشحة، قائمة إسلامية شيعية لا تتضمن شخصيات أكاديمية أو فكرية ) وقد جمعت هذه القوى أسماء وهمية ومنظمات لا وجود لدبها على الأرض في محاولة منها لفرض مرشحي اللون الواحد.
والى الشمال من البصرة وفي العاصمة العراقية بغداد تحديدا قالت إحدى مرشحات مؤسسات المجتمع المدني أن عناصر الحزب الإسلامي حضروا إلى القاعة وهم مدججون بالسلاح وقاموا بتوزيع قوائم إضافية على أنصارهم مما وضع القاضي في موقف محير عندما اكتشف أن هناك 27 صوتا أكثر من عدد الحاضرين وأدى ذلك لاعتراض بعض الحاضرين قبل أن يتطور الأمر إلى الاشتباك بالأيدي.
هذا غيض من فيض عما يحدث حاليا من صراع ومحاولة للسيطرة والهيمنة بطرق غير شرعية وبأساليب ممجوجة ولا تبشر بإقامة نظام ديموقراطي تعددي تداولي، بل على العكس ستؤدي إلى تمزيق العراق إلى دويلات تدار من قبل طالبان العراقية شيعية كانت أو سنية.
ما قامت وتقوم به القوى الإسلامية من أعمال غير مسؤولة مدفوعة وراء مصالح حزبية وطائفية ضيقة،لا يخدم الوطن ولن يغير حال العراقيين نحو الأفضل وهي بهذا تكون قد كشفت عن وجهها القبيح الذي حاولت التستر عليه بعد سقوط نظام صدام، لكن الخاسر الأكبر من وراء رعونة هذه القوى سيكون المواطن العراقي الراغب والطامح في رؤية الديموقراطية وقد تحققت على أرض العراق وهو يرى بأم عينيه هذه الطموحات بدأت بالتبخر وربما ستصبح مسالة إقامة الديموقراطية شبه مستحيلة، خاصة اذا علمنا بأن المؤتمر الذي كان مزمعا عقده يومي السبت والأحد المقبلين قد تم تأجيله الى 15 من شهر اب.
ناشط سياسي عراقي مقيم في السويد