أصداء

الوضع العربي و الاتحاد الأوروبي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الأجندة العربية قبل عشرين عاما لم تكن مشغولة بنفس العدد من القضايا و الأحداث الأزمات مثل اليوم، فكل سنة تمر تضاف أزمة سياسية و اقتصادية و تنموية، و تعقيدات علاقات دولية التي باتت تحكمها أنظمة و قوانين العولمة. تحاول الدول و الأمم إن تخفف من أعبائها السياسية و الاقتصادية بالتكتلات و الاتحادات مع دول أخرى لتشد عضدها بها في عصر حكم سياسة القطب الواحد الذي انفردت به الولايات المتحدة الأمريكية و فرضت واقعا سياسيا و عسكريا و اقتصاديا تضايقت منه دول الاتحاد الأوروبي الذي حدا بها توسيع قاعدة الاتحاد بانضمام دول المعسكر الشرقي السابق لإزالة آثار الهيمنة الأمريكية على حلف الناتو ( حلف الحلف الأطلسي ).

و يأتي هذا التعزيز للمعرفة السابقة لأهداف الدول و الشعوب الأوروبية و الإرادة السياسة و وضع خطط اقتصادية لمواجهة التحديات التي تواجه دول الاتحاد الأوروبي بقيادة فرنسا و ألمانيا، و هذا الاتحاد الأوروبي شعرت به واشنطن في بعض المواقع الإستراتيجية بالنسبة لأمريكا، مثل قضايا منطقة البلقان و تفكك الاتحاد اليوغسلافي و ما نتج عنه من أزمات كسوفو و الصرب و كرواتيا، و التجاذبات التي حدثت بينهما من الحصول على استحقاقات سياسية و اقتصادية ، و شعور دول الاتحاد الأوروبي بأحقية حل القضايا التي تقع في نطاق حيزها الجغرافي و التي تهمها أكثر من أمريكا، ألا دليل صراع إثبات وجود في عالم القطب الواحد.

و لأهمية الاتحاد الأوروبي نرى أن الدول المطلة على حوض البحر المتوسط و تحديدا الدول العربية و دول مجلس التعاون الخليجي العربي تحاول الحصول من الاتحاد الأوروبي على مكتسابات سياسية و أن كانت ضعيفة في هذا الجانب بسبب السيطرة الأمريكية وارتباطها مع سبب المشكلة في الشرق الأوسط و هي إسرائيل.

تسعى الدول العربية و الخليجية على شراكات اقتصادية مع الاتحاد الأوروبي و لكن من موقف هش و ضعيف تتفاوض مع الاتحاد من موقع الذي يأمل من الخروج من أزمات اقتصادي و تقني و احتياج سياسي، و ما حدث لدول الخليج و تعثر المفاوضات في الشراكة التجارية و إصرار الاتحاد الأوروبي على فرض ضريبة الكربون على مبيعات النفط الخليجي و منع بعض منتجات البتر وكيميائيات، ألا إشارة واضحة على أن الاتحاد الأوروبي يرى الضعف ينخر في الجسد العربي و لا يستطيع فرض شروطه في المفاوضات و الشراكات الاقتصادية.

و على الجانب الآخر، فإن علاقة دول حوض البحر المتوسط العربية بالاتحاد الأوربي تشجعها دول الاتحاد و تحث عليها، ليس لأهمية تلك الدول العربية سياسيا و اقتصاديا بالنسبة لدول أوروبا أو للمجاور الجغرافية، و لكن من أجل مصلحة عانت منها دول الاتحاد الأوروبي و هي هجرة العمالة العربية و ما تحمله من أفكار و معتقدات و قيم تشعر دول أوربا بخطورتها على حياتها المدنية و قيمها الحضارية بعد الصورة السوداوية التي طبعت على جبين المسلمين و العرب من العمليات الإرهابية و ما أحدثته كارثة 11 سبتمبر بنيويورك و 11 مايو بمدريد، و التهديدات المستمرة لمدن و أراضي أوروبا التي أصبحت تهديدا و خطرا محدقا للوجود العربي و الإسلامي في دول لها أهميتها في العالم مثل فرنسا و ألمانيا و بريطانيا و غيرها، في وقت نحن بأمس الحاجة لإقناع الأوربيين بقضايانا وبالوقوف بجانبنا أمام تحديات إسرائيل و أمريكا.

و لنكن واقعيين مع أنفسنا فنحن الدول العربية بحاجة إلى وقفة أوروبية مع قضايا الأمة العربية و يفترض أن نعمل ما بوسعنا لكسب ثقة الأوروبيين و مساعدتنا في المحافل و الهيئات الدولية التي تسيطر على قراراتها واشنطن، و لا نعطي الذرائع و المسوغات للدول الأوروبية بالضغط على الجاليات العربية و الإسلامية بفرض أنظمة و قوانين تجعل من الحياة في أوربا صعبة أو مستحيلة مثل قانون منع الحجاب في المدارس الفرنسية و قوانين الهجرة التي تتعقد في وجوه دول المغرب العربي.

إن تهديدات القاعدة و بعض المتطرفين و المتشددين الذين لا يحملون من الدين الإسلامي ألا أسمه تقدم خدمات مجانية للأوروبيين بأن يفرضوا قيودا على الهجرة و العمالة العربية و ينفروا من الدول العربية و قضاياهم.

و بدل أن نسير إلى دول الاتحاد الأوربي و دول العالم بحقيبة سياسية صافية و غير محملة بآثار التخبط الواقع العربي لانعدام الحرية و الديمقراطية، تزداد و تتنوع المشاكل و الأزمات السياسية و الثقافية في حقائبنا المحمولة إلى دول اتحاد الأوروبي بحيث لم نعرف ما هي أولوياتنا و مطالبنا و بأي لغة نتحدث معهم.

aawabari@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف