أصداء

من تجفيف الاهوار الى تجفيف الانسان في ميسان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


طبقا للاحصائيات التي حصلنا عليها من الطبيب المسؤول في مستشفي التدرن في محافظة ميسان، فقد ازدادت حالات الاصابة بالتدرن في محافظة ميسان في العشر سنوات الاخيرة الي اكثر من 500 حالة سنويا اي بمعدل 50 حالة شهريا وهذا العدد يشمل فقط الحالات التي تُراجع مركز التدرن في المحافظة، حيث لم تؤخذ بنظر الاعتبار الحالات التي لا تأتي الي المركز بسبب الوفاة او الجهل او السكن في المناطق النائية وما اكثر هذه المناطق في محافظة ميسان.
لقد بلغ معدل الاستعداد بالاصابة في محافظة ميسان 3.5 في المائة في حين المعدل في محافظة البصرة 8.2 في المائة.
وما يجعل مشكلة هذا الوباء اكثر تعقيدا هو التالي:
1 ــ تدني اكتشاف حالات الاصابة بسبب جهل سكان المناطق الاكثر اصابة باعراض ومسببات المرض حيث لا توجد الامكانيات المادية اللازمة للقيام بحملة اعلامية تغطي هذه المناطق.
2 ــ عدم امتلاك مستشفي التدرن لسيارة خاصة تُستخدم في متابعة المرضي المتسربين والذين يُشكلون خطرا علي الاخرين، وكذلك المصابين في المناطـق النائية.
3 ــ عدم امتلاك المستشفي لسيارة اشعة متنقلة لغرض اجراء المسح الشعاعي الميداني في المناطق الاكثر اصابة.
4 ــ عدم وجود المادة الخاصة بفحص التدرن عند الاطفال.
5 ــ عدم وجود مضادات التدرن الخاصة بالاطفال.
6 ــ انعدام ادوية الخط الثاني، وتذبذب توفر ادوية الخط الاول المضادة للتدرن.
7 ــ عدم وجود مستشفي خاص بعزل المصابين.
8 ــ شحة المواد المستخدمة في تشخيص المرض مثل المجهر، السلايدات، الاصباغ، العيدان، الاكواب ذات الغطاء لجمع البصاق.
9 ــ عدم وجود برنامج غذائي خاص بمرضي التدرن.
ومن هنا نتوجه الي السيد رئيس الوزراء والسيد وزير الصحة من اجل ايقاف نزيف الارواح في هذه المدينة التي عانت الكثير من الظلم والقتل والتهميش وقدمت التضحات الجسام في مسيرة النضال ضد الدكتاتورية، فليس من المعقول ان المستشفي التخصصي الوحيد في هذه المدينة المترامية الاطراف والتي يبلغ عدد سكانها اكثر من مليون نسمة، لا يملك سيارة تُساعد الطبيب المُختص في تغطية المناطق النائية وليس من المعقول ايضا ألا تتوفر للمستشفي سيارة اشعة مُتنقلة في الوقت الذي ينتشر فيه الوباء في هذه المدينة، فقد آن الاوان كي يُعاد النظر في طريقة التعامل مع هذه المدينة التي لاقت من الظلم ما قل نظيرهُ في التاريخ، والذي نتمني ألا يُعاد علينا مرة اُخري فكفانا قمعا واهمالا وتهميشا، فقد آن الاوان كي نُعامل مواطنين من الدرجة الاُولي في العراق الجديد.

ــ ميسان ــ العراق

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف