أصداء

متى يتغير العراق بعيدا عن الانقلابات العسكرية؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


حافل كعادته تاريخ السياسة العراقية في المنعطفات والمتاهات التاريخية التي تاتي من هنا او هناك وعلى مدى الاربعمائة سنة الاخيرة في تاريخ العراق تبدو للجمع اثار الحروب واضحة جدا، حيث انها كانت ترسم المراحل التاريخية وتعقف
المسارات التاريخية باتجاه بوصلات سياسية محددة، وحيثما يشتهي سماسرة الحروب. ان اغلب مراحل التغير في تاريخ السياسي العراقي نمت على لمسات القوة والانقلابات العسكرية او الحروب، ابتدائا من جولات العثمانيين ( بتركيا )
والصفويين (= ايران ) والتي لا زالت حتى هذه اللحظة لكنها باثواب اخرى اكثر معاصرة بحكم المتغيرات الدولية، مرورا باكتساح البرطانيين للعراق واستيراد ملوك على طريقة فيصل الاول الذي يحلم في تكراره حكام الخليج بواسطة اللاعب الاردني النافذ، وثورة بكر صدقي التي صاحبتها مفرقعات عسكرية ليست قليلة، وصولا الى تاسيس اول جمهورية عراقية وهي الاخرى تلاعبت فيها فوهات الدبابات وصيحات العسكر،التي استدارت الى الخلف لكي تدك عبد الكريم قاسم نفسه وهو رئيس الجمهورية آنذاك، ثم الحقبة العارفية المنسية التي رافقتها احتراق طائرة الرئيس وما بعده من استيلاء على القصر وفقا للاساليب المافيا في الانقضاض، وكذلك المشهد الفردوسي الكبير 9/ 4/ 3002والذي وقع في اصابعه العشرة على ان ملامح التغير في العراقى لا زالت تملكها خارطة الرصاص والمتفجرات. نعم كانت المنعطفات في تاريخ العراق تصوغها طاولة الفكر المسلح ولا زالت حتى هذه اللحظة تسير في نفس الاتجاه، فمن لم تحمله الاباتشي لن يحكم العراق وهكذا استمرت الاحداث في خلق التشوهات السياسية على مسار الحالة في العراق حتى اجلستها على احواض من الدماء، فوصل الحال في العراق بعد تراكم طويل الى انفجار الفكر العسكري في العراق على نفسه ليشكل ازمة كبيرة في منظومات الحالة العراقية اجمعها احزاب او تشكيلات، عمائم او مثقفون، ملكيون وقبليون عشائريون و... الخ، وهذا ما يفسر موجات الاندفاع والتهور في خطاب الحركات السياسية في العراق وهي تزج اتباعها بين الفترة والاخرى في دائرة الاهداف العسكرية تعالج امريكيا بطائرات ذات جناح ثابت فيسقط الكثيرون وتبرر القصة من الاطراف العراقية بجملة واحدة كافية لكي تسكت افواه الجميع: ( ان المبادئ بحاجة الى تضحيات ) وبعدها ينكسر القلم وتصمت الافواه. هذه الدائرة المفرغة اثارت بقوة تساؤلات المراقبين للوضع العراقي وتبحث عن اجابات مقنعة فيما يخص طموح كبير ينتاب العراقيين جميعا حول تحديد المرحلة التي تبشر بنهاية مهزلة من هذا النوع لا زلنا حتى هذه اللحظة وسنبقى نجر ويلات ما بعثرته من اوراق.


كاتب عراقي
Mosawi_gamal@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف