من أعمالهم سُلط عليهم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كانت أمنيتي أن أزور جزر المالديف.. إستضافتني تلك الجزر الجميلة في زيارة طويلة خلتها لحظات علي الإنترنت.. و إشتريت لي جزيرة، بنيت فيها كوخا.. و مددت أرجوحة بين نخلتين.. و لم أنس طبعا الكلب لكي يكتمل المشهد و تكتمل سعادتي، و وقتما يذكر "المالديف" تسألني أمي مازحة "مش ناوية تسافري السنة دي تشقري علي جزيرتك؟" أقولها "الواحد رمي فلوس علي الأرض.. إشتري و بني و مفيش وقت"..
و غرقت جزيرتي..
حاولت تخيل أناس جالسين "في أمان الله" تبتلعهم مياه!!
مشهد قاسي و مؤلم.. لو كان فيلما لأبكاني.
في نفس اليوم وصلتني رسالة إلكترونية تعلن أن البنك الذي أعمل به تبرع بمبلغ ثلاثة مليون دولار لصالح الضحايا، و فتح رابط إلكتروني لكل العاملين به علي مستوي العالم لنفس الغرض.. لفتة جميلة و حضارية.
كنت أقرأ الرسالة متأثرة، و تحولت بالحديث لزميل لي.. وجدته يضحك كما لو كان إسماعيل ياسين بعث حيا.. "ما هو من اللي بيعملوه.. أنت أصلك مش عارفة هم بيعملوا إيه هناك!! هم لو ناس محترمة مكانش ربنا عمل فيهم كدة، و من أعمالهم سلط عليهم".
للأسف هذا ليس رأي زميلي وحده، بل الكثيرين.
إيه القرف ده؟؟
و لم أقو علي المناقشة، فمجرد المقارعة يعطي الكلام وزنا.. و هو لا يستحق.
و أجدني مرة أخري رغما عني أقارن بالحيوانات.. الحيوان لا ينفد بجلده من الخطر و تبا للجميع، إنما يحذر البقية و يجد في الكثرة حماية و دفئ و مؤانسة.
من أنت يا من تستمرئ الكوارث و تفلسفها و تخضعها لآرائك المريضة؟
ربط الدين او "التدين" بكل ما يحدث سيودي بتلك الأمة لقاع الجحيم، من سيشفي هؤلاء من هذا الأفيون و من تلك الحماقة؟ من يستطيع أن يزرع فيهم أن الدين ليس مسكنا لنقائصك و غطاءا لعاهاتك و منفاخا لدونيتك.
متي سنوقن أننا الأكثر تخلفا و الأفقر و الأكثر عنجهية و غرورا؟
متي سنسقط تلك الورقة التي نخفي بها عوراتنا عن الآخرين إلي الحد الذي صدقنا معه أننا "إيه وان" فرز أول بلا عيوب؟
يبدو أن الكلام بقي في البدنجان!! نحتاج قنبلة كاليابان أو زلزال كجنوب شرق آسيا لنعرف أن الله حق.
ماريان جورج- القاهرة.