أصداء

الانتخابات والانتخاءات

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك




ربما يرجع أصل كلمة (انتخابات) عراقيا، الى خطأ إرتكبه اللغويون العراقيون، دون أن يستطيع اللغوي المرحوم مصطفى جواد أن يقول لهم : " قل ولا تقل". ويأتي مرجع هذا الخطأ من دغمهم كلمتي (إنتخى) و (بات).. فلكي يبات المرء (أي ينام ليله) وهو المحتاج أو المهموم أو المكروب، يجب أن ينتخي أحد الاولياء أو الائمة أو أهل الجاه والسطوة لتهدأ سريرته وينام، أو يبات على أمل الفرج و.." الصباح رباح".
وليس لزاما على من ننتخيه أن يجيب.. وإلا لسقط صدام في أول عام من حكمه، تحت إعصار الانتخاءات الهائلة التي لو تجسدت، لشابهت إعصار ( تسونامي) الذي أحدث الطوفان وقتل العباد في جنوب شرق آسيا، خصوصا أن التأريخ يقول : أن أول طوفان عرفه الانسان كان في هذه البلاد..
وفي عام 2003 إنتخيت أن يقسي الله قلوب الامريكان، وأن يريحونا من صدام ومن البعث.ونمت.. لكن الامريكان أسقطوا صدام، وبقي البعث مثل شوكة في البلعوم، لا تؤكل ولا تدعك تأكل.. فقلت : شيء أحسن من لا شيء، وقد يقسي الله قلوبهم لاحقا ونخلص، وأقنعت نفسي أن الديمقراطية التي هم بصدد تطبيقها عندنا، هي علاج المنتخين وفاليوم البائتين، وسطعت في السماء كلمة إسمها (إنتخابات) قيل أنها (سكة تبانة) لهذه الديمقراطية الدوائية..
لكن لعنة اللغة لاحقت هذه الكلمة فصارت في شطرها الاول (يعني إنتخى) تحمل أحلام الطامعين في السلطة والجاه،والمصلحين، ومن يعنيه منها فقط (طرد الامريكان!).. بينما صار أعداء الانتخاءات السابقين، يحاربونها بكل الوسائل المتاحة، ومنها قطع الكهرباء لكي لا تسمع أذن صوتاً ينتخي، خصوصا أن الانتخاء هذه الايام لم يعد " بسبسة " وتحريك شفاه صامت، أو ضرب على الصدور والتفريع(أي كشف أعلى الصدر) للسماء.. بل يحتاج الى مايكرفون وآلات تصوير وتلفزيون وإتصالات..
وإمتدت لعنة اللغة لتشمل توقيت الاستجابة للانتخاء، وإذا بهذه الانتخابات تتأرجح بين موعد مقرر ودعوات تأجيل ورفض وأنباء عن إمكان إجراءها أو عدمه، وربما سوف لن نكون أكيدين من حصولها إلا ليلة إجرائها، وليس هذا غريب فاعيادنا تعتمد على الهلال حتى في عصر الاقمار الصناعية. وقد يظهر أو لا يظهر، أو قد نراه أو لا نراه، وربما نجد أنفسنا أخيرا من ضجر الانتظار والترقب، نقبل بشهادة أعمى حول رؤية الهلال لكي نعيّد ونخلص.
ولن يفيدنا في شيء لحل هذه المعضلة أن تكون هناك لجنة عليا للانتخابات، فهي لجنة فنية، حالها حال المراجع الدينية، تنتظر من يقول برؤية الهلال لتقول :
" آمين،
باجر عيد ونعيّد
وأهلس لحية سعيّد
وسعيد قرابتنه
نذبحله دجاجتنه
صاح الديك بالبستان
الله ينصر السلطان "

Alnator2000@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف