أصداء

حول الأرهاب و مكافحة الارهاب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ينعقد الآن في الرياض !!! مؤتمر حول مكافحة الارهاب والواضح من خلال تمثيل الوفود ورغم الافتتاح السياسي له أن الاساس في المؤتمر وكيفية مكافحة الارهاب الذي يبحثه هو الناحية الأمنية.. وهو اتجاه للأسف لن يؤدي الي النجاح حتي
وأن نجح وقتيا في ضرب بعض خلايا العنف..

فالقضاء علي الارهاب وكسب المعركة ضدهنهائيا يحتاج الي حلول سياسية واقتصادية وفكرية علي مستوي الدول وعلي مستوي النظام العالمي.. ومحور النجاح في هذه الحرب هي الطبقة الوسطي.. الطبقة المتوسطة اقتصاديا وفكريا ودينيا وسياسيا.. كلما ازدادت مساحة هذه الطبقة في أي مجتمع... كلما اصبحت فرصة الانتصار في معركة مكافحة الارهاب كبيرة وكلما قلت فرص نمو ظاهرة الارهاب فيها
.. وللأسف الشديد أن الدولة التي تقود معركة الحرب علي الارهاب لا تستطيع أن تفهم هذه الحقيقة كما لا تستطيع أن تفهمها الحكومات التي تعقد المؤتمرات لمكافحة الارهاب..

بدون العدالة الاجتماعية والحرية الثقافية والدينية علي المستوي المحلي وبدون العدالة بين الشعوب علي المستوي الدولي فلن تنتهي ظاهرة الارهاب... قد تخبوا بعض الوقت نتيجة الضربات الأمنية التي توجه الي الخلايا.. ولكنها سرعان ما تعود ألي الظهور
لأن الظلم والقهر الاقتصادي والسياسي والثقافي والديني هو البيئة المناسبة لنمو وازدهار كل الافكار المتطرفة والتي تؤدي في النهاية الي العنف كوسيلة للتغيير.. هذا العنف و الذي يستهدف المدنيين هو
أرهاب مهما
حولنا قول العكس.. فرغم أن الاصوات التي كانت تتعالي سابقا لتحديد مفهوم الارهاب قد خفتت الآن عندما اكتوي بناره الجميع.. وأصبح تعريف الارهاب واضحا للجميع وهو استهداف المدنيين مهما كان المبرر والراية التي يرفعها من يمارس العنف..

أن استهداف المدنيين في اي عمل هو ارهاب.. سواء كان المبرر هو المقاومة أو غيرها..مقاومة محتل أو حكومة ظالمة.. وحتي استهداف المدنيين بحجة الحرب علي الارهاب هو في حد ذاته أرهاب..

من يقتل مدنيا ويستهدف مواقع مدنية هو ارهابي.. سواء رفع شعار الدين أو رفع شعار الديمقراطية.. سواء كان شخصا أو جماعة أو دولة ومهما كانت قضيته عادلة ومهما كانت شعاراته براقة.. ومهما ادعي أنه مظلوم أو أنه يدفع الظلم..

ولن يمكن القضاء علي العنف السياسي ألا أن كان الحد الأدني للحياة الكريمة مكفولا للجميع مع تطبيق القانون علي كل من يرفع السلاح..

..لن يمكن القضاء علي العنف السياسي ألا أن كانت هناك وسائل أخري للتعبير السلمي عن المطالب السياسية..

..لن يمكن القضاء علي العنف السياسي ألا أن كان هناك أمل في التغيير السلمي والدوري للسلطة الحاكمة..

..لن يمكن القضاء علي العنف السياسي والديني ألا حصل أي شعب محتل علي حقه في تقرير المصير وحقه الطبيعي في الاستقلال..

ولن يمكن القضاء علي العنف السياسي ذو المرجعية الدينية ألا أن تم نشر الثقافة الدينية المعتدلة التي تؤمن بالتسامح الديني وتؤمن بحرية الاعتقاد وتؤمن بالدعوة السلمية دون التحريض علي العنف والأهم تؤمن أن مجال عمل الدين الاساسي هو الفرد.. والأهم تأكيد فصل الدين عن السياسة..

لن يمكن القضاء علي الارهاب في العالم كله وخاصة الارهاب النابع من منطقة الشرق الاوسط
ألا أن تم حل القضية الفلسطينية حلا عادلا ودائما ونهائيا يحصل فيه الشعب الفلسطيني علي حقه في الحصول علي دولته المستقلة القادرة علي الحياة والازدهار.. والا ان تم حصول العراق علي استقلالة وتمتعه بحكومة ديمقراطية منتخبة في ظل دستور دائم يمنع تكرار ظاهرة ديكتاتورية صدام...

لن يمكن القضاء علي الارهاب ألا أن تمتعت شعوب الشرق الاوسط بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. ألا أن تم رجم الفجوة بين الأغنياء والفقراء... ألا أن أصبحت شعوب المنطقة قادرة علي اختيار حكامهم وتغييرهم دوريا وسلميا.. ألا أن اصبح للشعوب رأيا ودورا.. ألا أن أصبحوا مواطنين وليس رعايا.. يتمتعون بحقوق المواطنة كاملة بصرف النظر عن الدين أو المذهب أو الطائفة أو الجنس..

مهما تم تنظيم مؤتمرات لمكافحة الارهاب ومهما شنت أمريكا أو غيرها الحروب لمكافحة الارهاب فلن يمكن القضاء عليه ألا أن حصلت الشعوب علي حقوقها.. وحصلت الشعوب علي استقلالها.. وألا أن تم أعادة توزيع الثروة بطريقة عادلة.. وألا أن تم نشر ثقافة التسامح الديني وحرية الاعتقاد والدعوة السلمية..

أن الحل السحري للقضاء علي الارهاب هو التأكيد علي قيم الطبقة الوسطي.. اقتصاديا وسياسيا ودينيا.. وتآكل هذه الطبقة المطرد في المجتمعات العربية واتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء مسئول الي حد كبير عن تفشي أفكار التطرف والتعصب الديني وثقافة التكفير ورفض الآخر.. وهذه الثقافة هي المسئولة عن تفشي ظاهرة الارهاب..

أن الحكومة الأمريكية وجميع الحكومات المشاركة في مؤتمر مكافحة الارهاب أن لم تفهم أن العلاج الأمني وحدة لظاهرة الارهاب مآله الفشل علي المدي الطويل وأن لم تواكب الاجراءات الأمنية اصلاحات اقتصادية وسياسية وثقافية حقيقية وجذرية و أن لم تعمل الولايات المتحدة جاهدة وبصدق علي حل القضية الفلسطينية وحل المشكلة العراقية في اسرع وقت.. فأن الجميع وعلي راسهم الولايات المتحدة لن يستطيعوا تحقيق نصرا حاسما علي الارهاب وسنظل جميعا حكومات وشعوبا نعاني ويزداد ضحايا الارهاب الابرياء..

أن الحل يا سادة يكمن في تأكيد دور الطبقة الوسطي سياسيا واقتصاديا ودينيا وثقافيا.. فهل هناك من يستمع ويستجيب
؟

د. عمرو اسماعيل

jakoushamr@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف