خمسة مبررات أميركية لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا وليس لايران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
" المستهدف عسكريا سوريا وليس ايران"
هذا عنوان تقرير ظهرصباح الاحد الماضي في الصندي تايمز اللندنية بقلم أندرو سوليفان مراسل الصحيفة المخضرم المقيم في واشنطن. أندرو سوليفان مقرب للمحافظين الجدد وله ميول يمينية ويعرف ماذا يدور في روؤسهم.
يبدأ المقال بتعليق مختصر يتعلق بايران ويفيد " ربما أن هناك عملاء زرعتهم المخابرات الاميركية في ايران للقيام باستطلاعات لتحديد مواقع المنشأت النووية" وبنفس الوقت تريد الولايات المتحدة اعطاء فرصة للديبلوماسية الاوروبية للخروج من المأزق.
ولا يوجد مخطط لغزو ايران في الوقت الراهن لاسباب عديدة
اولا: عسكريا لا يوجد قوات أرضية كافية للقيام بهذا المشروع الضخم.
ثانيا وسياسيا أي غزو لايران سيوحد صفوف الشعب خلف حكومة لا يحبوها. وكرر ديك تشيني أن الحل الوحيد هو احالة الموضوع لمجلس الأمن وهذا ليس امرا سهلا حيث يجب التنسيق مع اوروبا والصين واقناع الاعضاء بفرض عقوبات على ايران. وبنفس الوقت لا يمكن استبعاد ضربة اسرائيلية او اميركية من بعد اذا كان تحديد المواقع الرئيسية.
أذا كان هناك عملية عسكرية خاطفة ستكون موجهة لسوريا. وفي خطابه الاخير وجّه بوش لسوريا أشد التهديدات والوعود بالويل والمصائب:
1-قال بوش، للتوصل الى سلام شامل في الشرق الاوسط يتعين علينا مواجهة الانظمة التي تدعم الارهاب.
2-وذكر بوش سوريا بالتحديد عنما قال: يتعين على سوريا ايقاف دعم الارهاب وأن تفتح باب الحرية لشعبها.
3-اصبحت سوريا قاعدة للبعثيين والمجاهدين الذين يسعوا الى تدمير الحكومة العراقية الناشئة وتدمير الديمقراطية التي بدأت تنمو في العراق.
4-سجل سوريا المشين والمخزي في انتهاكات حقوق الانسان
5-احتلالها للبنان، وسماحها للارهابيين باستعمال لبنان كقاعدة لشن هجمات ارهابية.
وأضاف بوش اننا بدأنا بتطبيق " قانون محاسبة سوريا".
استنادا على هذه التبريرات، يعتقد أندرو سوليفان أن سوريا ستكون الهدف العسكري وليس ايران.
وربما أنه مجرد تهديد ويأمل بوش ان تتجاوب سوريا بطريقة ايجابية مع هذه التهديدات.
تعليقي على المقال
وتعليقي أن النظام السوري بات مهددا الآن ولكي يحمي نفسه من السقوط يتعين على هذا النظام ان يحصل على تأييد الشعب وذلك بتحرير الناس من قبضة المخابرات وقبضة الحرس القديم واطلاق سراح السجناء السياسيين خاصة الذي وصلوا سن الشيخوخة في السجن ولم يعودوا قادرين على تهديد النظام ناهيك عن السجناء الذي لاقوا حتفهم تحت التعذيب.
الاعتماد على المخابرات والنظام البوليسي سوف لا ينقذ النظام. والانفتاح وتحرير الاقتصاد والفكر والاعلام والسماح للسوريين بالخارج بالعودة دون الخوف من المخابرات والمصالحة مع المعارضة والسماح لهم بالمشاركة في السلطة سيعيد الثقة بالنظام. وهناك عناصر ديمقراطية سورية تعيش في المهجر وتستطيع المساهمة في لابناء والاصلاح وبعضهم في لندن وأسبانيا وفرنسا وحتى أن بعضهم اقارب لبشار الاسد مثل عمه رفعت وأولاده وهذه عناصر قادرة على ادخال اصلاحات وتغييرات ديمقراطية. آلاف السوريون يحبذوا العودة للمساهمة في بناء الوطن ولكنهم يخافوا من المخابرات واجهزة القمع التي تنتظرهم في المطار.
مما لا شك فيه ان الولايات المتحدة ترى سوريا كعنصر يعرقل المخطط الاميركي في المنطقة. ولكن هذا لا يعفي سوريا من مسؤولياتها في موضوع انتهاك حقوق الانسان السوري. أي نظام يقوم بسجن الصحفيين والادباء والمفكرين وذوي الرأي الآخر هو نظام فاشل وقاعدته الشعبية هشّة ومصيره السقوط. ( أمثلة للتذكير: عيدي أمين في يوغندا، نورويغا في بنما، بابا دوك في تاهيتي، سيكوتوري في زايير، صدام في العراق، شاه ايران، هيلا سيلاسي في اثيوبيا، سوهارتو في اندونيسيا، ماركوس في الفيلبين ،دكتانوريات أميركا اللاتينية ورومانيا ودول أوروبا الشرقية التي تحررت). واستطاع النظام الليبي انقاذ ذاته مؤقتا وقام قائده المطلق بتغيير 360 درجة ليتجنب مصير صدام الذي انتهى بحفرة بائسة.
على النظام أن يجيب على السؤال التالي: هل يريد النظام أن يستمد شرعيته من المخابرات والحرس القديم أم من الشعب؟
ويبدوا ان القيادة السورية تفضل أخذ نصيحة الحرس القديم من امثال مصطفى طلاس وعدنان عمران وغيرهم وهذا سيقود سوريا للهلاك.
غيروا ما بانفسكم قبل أن تأتي أميركا وتغيّركم.
نهاد اسماعيل - لندن