أصداء

الطالباني و الجعفري طرفا المعادلة العراقية الجديدة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بدا اريد الاعتراف باني لست على علم مسبق بما تاتي به الايام ولم اتعرف شخصيا على الشخصيتين العراقيتين الجليلتين قادة العراق الجديد السيد جلال الطالباني والدكتور ابراهيم الجعفري وفي الواقع اريد ان اتجرد عن مديح الاشخاص مهما بلغوا من مقام لتنافي ذلك مع روح الديمقراطية من ناحية ومن ناحية اخرى ارى بان الانسان وكما خلقه البارئ عز وجل معرض للخطا والكمال له سبحانه وتعالى. لذا سوف لا اتحدث عن خصالهم وما لهم وما عليهم تاركا الموضوع مفتوحا امام ذوي الخبرة والمعرفة وغيرهم ان كانوا من المداحين او الذمامين. لكن ما يهمني هنا قارئي الكريم بعيد عن شخصية وهوية القائد واسمه ولقبه او بالاحرى قادة العراق الجديد هو ما آل اليه تلك الصورة النمطية الخاطئة والاحادية الجانب عن العراق والعراقيين من تصحيح باعادة الحق لنصابه بدا بزوال تلك الصورة شيئا فشيئا مع بدء تباشير يوم العراق الجديد مع اعلان نتائج الانتخابات النيابية في العراق وظهور تلك اللوحة السياسية العراقية البديعة المتمثله بممثلي الشعب من نواب المجلس الوطني او ما يسمى بالجمعية الوطنية العراقية بتركيبتها التعددية متمثلة في ابناء كافة الطوائف والحلل والملل العراقية الاصيلة.
ليست من الصعوبة ادراك ما حصل فان الفكر القومي الذي حصر الاداء السياسي في خندق واحد لا بل حصر الرسالة الانسانية الخالدة في قومية واحدة فقط واجبر الاخرون بترديد شعارات وهتافات وفكرا لا تمت بهم باي صلة ولا يؤمنون بها اصلا تحت طائلة الخوف من العقاب وسوط الجلادين والجلاوزه والقادمين من كل صوب وحدب الطامعين في العسل العراقي بينما بقى اهل العراق وابنائهم حطبا لمغامرات القائد الظرورة يسوقهم الى سوح القتال باسمه ونيابة عن المتفرجين من ابناء قومه ومن عصى وعارض يعدم امام الملئ او يغيب في الزنزانات والسجون والمعتقلات وقد يروى الثرى جسده في احدى المقابر الجماعية المنتشرة في طول البلاد وعرضه او يرش بغاز الخردل في ربوع حلبجة الشهيدة وقد يرحل ويبعد "ده ر به در" في حملات الانفال ليحصدهم العسكر من بكرة ابيهم بسياسة الارض المحروقة لتنال منهم ومن قراهم وديارهم وحقولهم والتطهير العرقي والتهميش واما قول "لا الله الا الله" فساق قائله الى سوح الاعدامات , في قواميسهم يساق شباب العراق المؤمنين الى الزنزانات اذا ما شاركوا في احتفال ديني او مارسوا طقوس العبادة جهرا اما من تجرء وشارك في عزاء سيد الشهداء الحسين سلام الله عليه ورضوانه في عاشورا فكان مصيره السجن. والا كيف يدعي كوردي او تركماني مثلا بانه عربي وحامل رسالة افتراضة لقوم غير قومه يوميا ويعود في المساء الى بيته ليجد صورة متناقضة.
لاروي لكم هنا ما راعني قارئي الكريم ومنذ عقود وانا لا ازال اواصل دراستي العالية في تركيا ما سمعته من احد زملائي في الجامعة عنما اصر وبفخرعلى تعليم والدته لغة الام التركية فانا قومي تركي فسالته واي لغة تتكلم اليوم والتك ام تجدها خرساء لا سامح الله فاجاب: لا قطعيا انها تتكلم لغة اهل الجبل "كرمانجي" فتعجبت لجهل وقصر وعي هذا الشاب الجامعي والمثقف وقلت سبحان الله لم اكن اعرف ان الاكراد هم من اتراك الجبل وان حروف كلمة "كورت" في الكتابة التركية ليست الانفس حروف "تورك" سامحه الله زميل دراستي ذاك كاد ان يخربط صورة العراقيين في ذهني وانا القادم من بغداد وكنت قد شاركت في احتفالات الشعب العراقي توا بمناسبة اعلان بيان الحادي عشر من اذار1970 ونيل الكورد لبعض من حقوقهم القومية العادلة بعد نضال مريرد وتلاهم التركمان والشعب الكلدواشوري اقرارا بالتركيبة الحقيقية والحقة للعراقيين ما برح ان نفض الدكتاتور يديه من كل تلك المنجزات ونقض الوعد وبات الكوردي يقسم قسم الولاء للامة العربية وحزبها الاوحد حيث بدا حملته في حصد ارواح العراقيين. ان الانحصار الفكري والاحادي الذي ساد العديد من دول العالم وفي فترات مختلفة كالنازية الالمانية والفاشية الايطالية والفرانكفورتية الاسبانية والفكر القومي اليوناني والطوراني التركي والبعثي العربي وهلم جر. تلك الافكار كانت دوما تسوق شعوبهم وتجرهم الى المهالك وسوح القتال والمعارك والحروب والاقتتال الداخلي من حروب اهلية والحصار ودمار المدن والقرى والديار ونزيف اقتصادهم الوطني وتلوث البيئة. بينما يتجه جميع جهودهم الشريرة الى بناء الترسانات العسكرية والجيوش الجرارة واسلحة الدمار الشامل والقنابل الذرية وكل ما يجلب الدمار للشعوب والعمار بدلا من صرف تلك الثروات الوطنية والخيرات على شعوبهم المغلوبة على امرها. ذلك الفكر الاحادي البغيض و الشمولي السلطوي الذي ساد العراق وابتلى بها الدولة ومؤسساتها خلال العقود الماضية لم تكن الا كذالك الملابس السلطانية الذي حاكه غرباء الديار الدجالون والذي ابى ان يصدق حتى الامبراطور نفسه بانه ليس عاري يجوب شوارع البلد بينما يلتف الشعب من حوله يمجدوه ويعلون بنيان وصرح تماثيله ولا يتجرء احد نقده وان تجرء كمن كفر والعياذ بالله وربما يحافه الحظ ليعدم فورا وللعراقيين حكايات وروايات كثيرة حول الموضوع سيرثها حتما الاجيال القادمة كدرس وعبرة من الماضي وليرفعوا الغشاوة والحجاب عن بصر وبصيرة الناس. ولكن حينما وفجأ يتجرء طفل صادق نضيف النفس والنية وعلى سليقته البدائية الصافية وصدقه الفكري يرى الحقيقة بام عينه فيرفع اصابعه مؤشرا الى الامبراطور صائحا في الناس : الا ترونه يا ناس انه عريان. ليندهش المحتفلون والمهلهلون لهول الحقيقة بادئين بمشاهدة الصورة الجديدة لامبراطورهم. نعم قارئي الكريم ان التركيبة العقائدية والفكرية العراقية الحقيقية ترونها اليوم في تلك اللوحة البديعة لنتائج الانتخابات.
الجدير بالذكر ان المتمعن في تاريخ اهل الرافدين سيجد تلك الصورة تتكرر وبصورة مستمرة فقد اسس الاقوام العراقية الاصيلة و الغازية والمهاجرة الى ارض الرافدين ومنذ فجر التاريخ العديد من الدول والامبراطوريات نرى السومريين والبابليين والاشوريين والاكديين والميديين والكوتيين والفرس والمغول والتركمان والترك العثمانيين كل اسس دولته وانهار البعض وزال وبقى العراق وشعبه خالدا.
اقرأ لكم هذ السطور في كتاب التاريخ:
بين اعوام 1527 الى 1529 حكم العراق احد الاكراد واسمه "ذو الفقار بن علي بك الموصلي" وقد تقرب الى الاهلين وشاع العدل حكمه فالتف الناس حوله.

لكي تكون اللوحة العراقية كاملة وتعكس امال العراقيين يجب ان تكون تركيبة الحكم موازيا ومعبرا لارادة الشعب وتعكس تلك التركيبة بصدق وامان بعيدة تماما عن سيادة قوم او جبهة او حزب منفردا بسدة الحكم والسلطة لذا ارى من الضروري تواجد مناصب في السلطة تناط للتركمان والكلدو اشوريين والايزيديين والمندائيين والفيليين واخرون في حين تتحول هذا الى تقليد ديمقراطي في عراقنا الجديد. ان اشاعة العدل بين الناس من الامور الصعبة المنال وقد نصح ذوي الالباب والعقول من حكماء الامة دوما جميع ولاة امور الامة بالعدل والمساواة بين الرعية واعطاء كل ذو حق قدره والابتعاد عن تفضيل مجموعة على اخرى كي يسود الامن والامان والطمئنينة والسلام بين ابناء الوطن ويترك كل الغربان سماء الوطن دون عوده وليوفق الحق تبارك وتعالى رجال العراق وقادتهم الجدد ويسدد خطاهم وليكون العدل اساسا لحكمهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف