أصداء

رئاسة الكرد للعراق تعزيز لمطالبهم الشرعية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بمدخل جميل للكاتب العراقي زهير كاظم نلج في الحديث عن الحدث العراقي المهم الذي تنتظره الأمة العراقية بعد الانتهاء من الانتخابات وإعلان نتائجها، وهو إعلان التشكيلة الحكومية ورئاسة الدولة من خلال الجمعية الوطنية العراقية المنتظر عقدها جلستها الرسمية الأولى في بغداد في مستقبل قريب، لإقرار الترشيح لرئاسة الحكومة العراقية وترشيح السيد جلال الطالباني لرئاسة الدولة العراقية الجديدة من قبل التحالف الكردستاني، يقول الكاتب بصدد ترشيح السيد الطالباني "نريده كردياً عمد روحه بدماء أهله فوق صخور كردستان، وقاتل في سبيل الحق في سبيل العراق وكردستان، وهاهو العراق يكلفه برئاسته. نريده كردياً يقودنا عبر هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الشعوب العراقية المتجانسة والمتآخية بعد ان جربنا الرئاسات العربية والزعامات العربية التي تراجعت بشكل مريع الى الخلف. ولنجسد المساواة في الدستور الجديد فعلاً لا قولاً، ولنثبت أننا نرتفع على ترهات المغرضين ونظريات السفهاء وثقافة العماء القومي المترسبة في قلوب وعقول بعضنا منذ زمن، وأن نشخص الأمراض التي حقنوا مكروباتها في عقول بعضنا فنعالجها بمبيدات العراق الأصيلة"، إيلاف 3/2/2005.

وبخصوص مرشحي رئاسة الحكومة العراقية، فقد ذكرت المصادر الخبرية أن السيد إبراهيم الجعفري هو المرشح الأول من قبل الائتلاف الموحد العراقي لرئاسة الوزراء بعد إعلان سحب منافسه على الرئاسة السيد أحمد الجلبي، وهو لحد الآن لم يحصل على تأييد التحالف الكردستاني ولا القائمة العراقية. وكذلك فإن القائمة العراقية رتبت تحالفا لترشيح السيد أياد علاوي لرئاسة الحكومة العراقية في الجمعية الوطنية. وبصدد المرشح لرئيس الجمهورية، لحد الآن لم يتبين تأييد الائتلاف والقائمة العراقية بشكل تحالف برلماني على ترشيح مرشح التحالف الكردستاني السيد جلال الطالباني لرئاسة الدولة العراقية بصورة نهائية لأسباب تتعلق بمطالبة الكرد للحصول على ضمانات عراقية لتحقيق مطالبهم الوطنية المشروعة المتمثلة بثلاث محاور أساسية هي تحقيق الفيدرالية الاتحادية، وضم كركوك الى اقليم كردستان، وتحديد البيشمركة المحررة كقوة مستقلة.

والكل يعلم أن " للزعيم الكردي العراقي جلال طالباني صورة شهيرة تظهره يرفع خلال اجتماع لمجلس الحكم العراقي السابق خريطة للعراق بحدوده في مطلع القرن الماضي. وقد أعلن طالباني ان هذه الخريطة، الوثيقة، تثبت ان كركوك الغنية بالنفط التي سعى صدام حسين لتعريبها من خلال التهجير القسري ظلت باستمرار جزءا من الاقليم الكردي". أما اليوم، وبعد أتفاق التحالف الكردستاني على ترشيح السيد زعيم الإتحاد الوطني الكردستاني "فإن طالباني أصبح من ابرز المرشحين لتولي منصب الرئاسة في العراق. وعلى الرغم من ان هذا المنصب شرفي الى حد بعيد ويتضمن فقط مسؤوليات محدودة، فإنه سيوفر لطالباني منبرا يستطيع من خلاله دفع طموحين رئيسيين للأكراد هما التمتع بالمزيد من الحكم الذاتي في مناطق شمال العراق والسيطرة على كركوك التي يقطنها خليط من العرب والأكراد والتركمان"، بي يو كي ميديا 23/2/2005.

ومما سر العراقيين والكرد، ان ترشيح الشخصية الوطنية العراقية الكردية السيد الطالباني لمواقع سيادي عراقي، أخذ يحصل على تأييد واستحسان نخبة كبيرة من المثقفين والمفكرين على الصعيد العراقي والعربي والإقليمي، وأخذت الأقلام الوطنية العراقية تكتب في هذا الأمر بإحساس وشعور مليئين بالاحترام والتقدير. وتأكيدا للمشهد العراقي الجديد، جاء في إيلاف 23/2/2005 بخصوص ترشيح الكرد لمنصب رئيس العراق، للكاتب نزار حيدر " يجب أن يكون من حق كل مواطن عراقي أن يتولى أي منصب في الدولة الجديدة، بغض النظر عن انتمائه القومي أو الديني أو الاثني أو السياسي أو الفكري، المهم أن يأتي عن طريق صندوق الاقتراع، وان يتفق عليه العراقيون. ثم، لماذا يحق للعربي في العراق أن يكون رئيسا للدولة أو رئيسا للوزراء، ولا يحق ذلك للكردي أو التركماني أو الآشوري أو غيرهم؟ إذا كان المعيار الكفاءة والخبرة والنزاهة والتجربة والإخلاص للعراق وشعبه؟ فالكردي لا يقل كفاءة وخبرة وعلما ومعرفة وتجربة عن أي مواطن عراقي آخر، فالملاكات الحقيقية لا تحدد بالانتماء وإنما بالسعي والجدية والحرص والتفوق".

ويضيف الكاتب في نفس المقال قائلا "لقد أغنى الكرد تاريخ العرب والمسلمين، وتاريخ العراق الحديث على وجه التحديد، بالكثير من القادة والمفكرين والأدباء والفقهاء والزعامات السياسية، بالإضافة إلى أعداد غفيرة من الأكاديميين والاختصاصيين، فلماذا لا يحق لهم أن يتبوءوا أي مقعد سيادي يختاره لهم العراقيون؟.
كما أن الكرد سقوا شجرة الحرية في العراق بأنهار من الدماء والكثير من التضحيات، فلماذا لا يحق لهم التمتع بثمار هذه التضحيات، أسوة ببقية العراقيين الذين ضحوا كذلك معهم، جنبا إلى جنب؟.
أما الأعراب الذين يدقون نواقيس الخطر على هوية العراق العربية إذا ما تولى مواطنا كرديا رئاسة الدولة في العراق الجديد، فهؤلاء وأفكارهم ومبادئهم، هم سبب كل البلاء الذي يمر به العرب اليوم.
إنهم سبب التخلف والمرض والجهل والأمية، وهم السبب الحقيقي وراء نمو الأنظمة الشمولية والاستبدادية والديكتاتورية وظاهرة عبادة شخصية القائد الرمز، التي حكمت البلاد العربية منذ ما يسمى بالاستقلال ولحد الآن، وهم سبب ضياع فلسطين وكل الأراضي العربية في العديد من البلاد العربية، وهم سبب الحروب العبثية التي شهدها الوطن العربي". "كما يريد العراقيون أن يطمئنوا الأقليات في العراق الجديد، بأنهم سوف لن يهمشوا بسبب القومية أو المذهب أو الدين، بل أن الجميع سواسية في العراق الجديد كأسنان المشط، لهم ما لغيرهم، وعليهم ما على غيرهم، اذ أن للجميع دور في المركز، وان المواقع والمناصب ليست حكرا لأحد وممنوعة على آخرين، أبدا، وهذا هو المعنى الحقيقي لرسالة الديمقراطية".

أمام هذا الدفاع الوطني العراقي بحق الترشيح للكرد للمواقع السيادية العراقية، "يقول فريد أسسرد، مدير المركز الكردي للدراسات الاستراتيجية في كركوك، ان رئاسة العراق منصب رمزي، إلا ان طالباني سيستخدمه على نحو فاعل لتعزيز مطالب الأكراد"، بي يو كي 23/2/2005. ولا شك أن هذا الاستخدام لتعزيز المطالب الوطنية الكردية، والحرص الوطني الكردي على الحفاظ على الانتماء العراقي، سيشكل فرصة كبيرة للتعريف بالعراق الجديد أمام الوضع الإقليمي والدولي، لكي يكون العراق مبعث استقرار للمنطقة ومصدر اعمار وبناء للنهوض بالاقتصاد العراقي لتحقيق الازدهار والنماء والرخاء للعراقيين. ولهذا يأتي الإرتياح العراقي لترشيح السيد جلال الطالباني لرئاسة الدولة في مقدمة البديهيات الأولية التي أفرزتها الساحة السياسية العراقية الجديدة بعد فرز نتائج الانتخابات والتي احتلت بها قائمة التحالف الكردستاني 77 مقعدا من مقاعد الجمعية الوطنية العراقية المنتخبة.

• كاتب عراقي كردي

ينشر بالتزامن مع جريدة "الإتحاد" العراقية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف