أصداء

الامريكان بين التحرير وسان ريمو

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


دخل الجنرال ستانلي مود بغداد محتلا في 11|اذار |1917 وهو يردد سمفونيته العذبة ((جئناكم منقذين محررين لا فاتحين مستعبدين )).

واليوم وبعد التاسع من نيسان \2003 تعزف في العراق سمفونية عذبة اخرى هي ((قوات التحرير الامريكية دخلت العراق لانقاذ الشعب العراقي من اعتى دكتاتورية مجرمة لم يشهد لها التاريخ مثيلا )).

ولنعد قليلا الى عام 1640 حين دخل العثمانيون بغداد فاتحين بعد اربعون يوما من حصار شديد، واعتبروا هذا الوطن بتاريخه العريق وجغرافيه ضيعة مملوكة لسلاطين ال عثمان يتوجب على المواطنين اطاعة الصدر الاعظم والزامهم الواجبات دون اعطاء الحقوق.

وبعد سنين مات (الرجل المريض ) ودفنت معه حاشيته الشوفينية والاستبدادية بضهور تركيا (اتاتورك )هذه الدولة الحديثة العلمانية التي قطعت وباصرار كل الخيوط البالية المتصلة بالماضي العثماني البغيض.

وينتقل التاريخ من زمان الى زمان ولكن في نفس المكان هنا في العراق وتحديدا في 8|شباط |1963 حيث قذف المجرمون باعظم الجرائم وليؤسسوا كيانا اجرميا اسمه (البعثية).

وتناوب الزمن الازلام البعثية مجرما يذهب ليصبح رحوما بعد ان ياتي مجرما اخر اعظم منه الى ان عزفت سمفونية اخرى عزفها السيد بوش وهي:

(ايها العراقيون جئناكم محررين، قواتنا جاءت لتحرير العراق. )

ومابين الجرائم البعثية وقبور المعدومين والمجهولين الجماعية المرعبة سقطت دمعة حمراء من حدقة عين العراقين لتقول (لن نحارب مع المجرمين ) وفي الحال حضر الى اذهانهم قولا اليما (الحمى ارحم من الموت ) فاذا كان دخول الجيش الامريكي حمى لاهبة لشعب حرر نفسه في أبهى ثورة في عام 1958 فان بقاء صدام معناه الموت بعينه ولا رحمة لمن لايدين بألولاء لهذا البعثي الذي صنع اعضم الجرائم.

ودخلت العراق قوة عسكرية حررت شعبة من نفس الطغاة الذين صنعوهم يوما ما. والاحداث هي بالضبط كما حصل في افغانستان المحررون صنعو الطغاة ( بالامس انت صديقي صنعتك كما اشاء لتحارب عدوي واليوم وبقرار مني اصبحت عدوي لذا يجب ان اقضي عليك كما قضيت أنت على عدوي الاول )

هكذا سارت الاحداث من افغانستان الى العراق ومن العثمانية الى البعثية ومن مود الى بوش

ان شعبنا الابي بكل اطيافة يترقب وبحذر هل سيطلع علينا الامريكان بـ( سان ريمو ) جديدة كما حدث في 25 \نيسان \1920 حيث وضع العراق تحت الانتداب البريطاني. نتمنى ونحلم ان نعيش نحن العراقيون كما تعيش شعوب الارض الاخرى ذلك لاننا اطيب شعب لاجمل وطن اسمه العراق.

اننا نحن العراقيون مسلمون ومسيحيون ويزيدية ومندائيين ندعوا الامريكيين ان لايفكروا بسان ريموا جديد لكي يعود الجنود الامريكون الى وطنهم سالمين غانمين.

انها دعوة للامريكين في العراق ان يطلقوا عنان الديمقراطية والفدارلية الحقيقية،وان لايكون دفعهم وتشجبعهم للأنتخابات عملية سفسطة القصد منها تثبيت موطيء قدم ليس الا.

والدعوة الصادقة للمخلصين العراقيين لتشكيل حكومة وطنية فدرالية همها الأول مصلحة الوطن فحسب وليس المصالح الشخصية.

والدعوة الكبرى والملحة للاحزاب العراقية للتاخي ونبذ الاسلوب المسلح في العلاقات لاجل ان لانفاجى بسان ريمو اخرى.

سامي كوركيس داود

بغداد-العراق

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف