أصداء

هل يتحول عيد الام عيدا للكراهية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

من يعرف قصة عيد الام، الذي اعلنته السلطة السوريه في 21 اذار 1987؟ واذا عرفته الامهات، هل سيقبلن الاحتفال بيوم القتل؟

6 اذار في بريطانيا، و 8 مايس في امريكا هو عيد الام لدى المسيحيين، اليوم الذي يقدم الاب والاطفال الفطار لها وهي في الفراش كتعبير عن الامتنان لمتاعبها في الاسره.

تعود قصة هذا اليوم الى الاغريق القدامى الذين كانوا يحتفون بـ (ريا) ام الالهه. الا انه لم يعرف في بريطانيا الا في القرن السابع عشر باسم "يوم احد الام" وهو رابع يوم احد من "اللنت" اليوم الاربعين الذي يسبق عيد الفصح، كان يحتفل به في الكنائس، ويختلف زمنه بين اواخر فبراير واوائل اذار.

اما في امريكا والكثير من دول اوربا الغربيه وحتى تركيا، فيتم الاحتفال به في ثاني يوم احد من شهر مايس من كل عام. وهو التاريخ الذي وضعه الرئيس الامريكي وودرو ولسون في العام 1914 كعطله رسميه سنويه. اذ تعود جذوره في الولايات المتحده الى العام 1872 حيث خصصت الناشطه الامريكيه جوليا وارد هاو انذاك (كاتبة رواية معركة الجمهوريه) هذا اليوم لجمع الامهات والصلاة من اجل السلام ايام الحرب الاهليه.

وفي الشرق هنالك مناسبه قديمة اخرى يحتفل بها الاكراد والايرانيون وهي العيد الاري المسمى بـ"النوروز"، الذي يجري في اول يوم من السنه حسب التقويم الكردي القديم الذي اعتمد منذ 2705 سنه.

اليوم الاول من السنه الكرديه يصادف 21 اذار(ما زعمت الحكومه السوريه انه عيد الام) في التقويم الميلادي المتبع اليوم، الا ان النوروز ظل اكبر الاعياد الكرديه وتحول بفعل القمع والاضطهاد الذي تعرض له هذا الشعب الى ملجأ لاثبات الهويه، يمارسونه بما يشبه "النضال السلمي" حتى اتخذته القوى التي تناضل في سبيل الحقوق الثقافيه الكرديه رمزا وطنيا، سواء في العراق سابقا، او في سوريا وتركيا اليوم.

حاولت الحكومات العراقيه السابقه تمييع هذا العيد فاعلنت 21 اذار يوما للشجره، من اجل طمس الهويه الثقافيه للاكراد تمهيدا لصهرهم في المجتمع العربي ايام حكم البعث.

حاربته الحكومه التركيه واعدمت المئات من المحتفلين به حتى تحول الى "مناسبة للقمع"، ولم تفلح في تمييعه حتى قررت قبل 4 سنوات الاعتراف ولكن بادعاء انه عيد تركي قديم وسمته " نفروز"!

اما في سوريا فقد كان الاحتفال به يمثل تحد للسلطه التي كانت تستعمل الجيش والشرطه السوريه لقمعه.

في 21 اذار من العام 1986 جرت في دمشق مسيرة نوروز، وكان نتيجة تدخل العسكر لفض "الاحتفال الممنوع" هو سقوط سليمان محمد ادي الذي قتل بالرصاص.

في العام التالي اعلنت الحكومه السوريه هذا اليوم يوما للام من اجل التغطيه على جريمتها، ومن اجل مواصلة انكارها لعيد نوروز، العيد القومي لشعب مازال ممنوعا من استعمال لغته، او الاحتفال بعيده.

مناسبة الام، وفطور الشكر في الفراش، تصادف هذا العام في 8 مايس، فهل تقبل الام ان يكون يومها في الغرب هو مناسبة الصلاة من اجل السلام، وفي سوريا وبعض الدول التي صدقته دون تفحص مناسبه لطمس جرائم، هدر دم وصهر شعب بالكامل.

حسين القطبي

tohussein@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف