فايز درويش والعلم الأردني ومراهقة العراقيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
من سخرية القدر أن يطلع على العراقيين أردني يعلمهم فن السياسية، ويغمس كلامه بتهديد أقرب للتمني منه الى الفعل، فالأردن أمارة أسست بقرارانكيليزي، ودعمت بمال انكليزي، ووجهت بقرار صهيوني. وعندما نقول هذا لانعني شعب الأردن فهو شعب عربي رغم كرهه لنا. فالخمسة والثلاثين عاما باصطفافهم مع صدام دليل على ما نقول. لذا فلاهو ولا مليكه الهاشمي ( فأبي لهب كذلك هاشمي) يستطيع أن ينفذ تهديده بنا، إلا الهم ربي إذا صاروا زعانف للصهيونية والأنكليز، ليسهوا العبور الى تنفيذه لاغير، حيث يقول الأستاذ: (فان قادم الايام سيحمل عنفا وظلما ولاجئين جددا ونقول لاهل الحلة بانه سيكون مرحب بهم حينما يفرون الى الاردن ويستظلون بعلمه، وكذلك داوود البصري) وستثبت لكم الأيام من سيجوع ويعرى، لو أغلقنا الحدود شهرا واحدا لاغير، فاهل الحلة الذين انتهكتم حرمة مدينتهم، عرفوا كيف امتصوا غضب التتر وحولوهم الى مسلمين، فهي مدينة العلم والعلماء.
فالأردن صنع هكذا، وأسس على أرض جرداء كوطن بديل للفلسطينيين، وليكون أداة طيعة بيد الأنكليز،وثلاثة ارباع شعبه فلسطينيون، والربع المتبقي بدو رحل استقروا في الأمارة بعد تحويلها الى مملكة. وهنا لانريد الغوص في التأريخ والتفصيل بامارة الحجاز والراحل الشريف حسين ومصيدة الأنكليز. وإن رحنا في أعماق التأريخ أكثر ففلسطين التي قطع منها الأردن كانت قرون عديدة تابعة لامبراطورية بغداد.
يقول الأستاذ: لا يجب ان يغضب احد من موقف بعض فئات الشعب العراقي من الاردن فهذه الفئات حديثة العهد بالفكر والحرية التنظيم وقد بدأت تمارس السياسة منذ عام فقط وابتدأتها للاسف بالمراهقة.) استخراف ما بعده استخراف، نعم قصدك واضح وحقدك بائن، فهذه الفئة التي تقصدها هي الشيعة غالبية العراق منذ أن قصدها علي ابن أبي طالب عليه السلام، فهي ناصعة الفكر وقد أذهل تنظيمها الأحتلال، لكنها صحيح حديثة العهد بالحرية وقد لاتنال الحرية إطلاقا، وهنا سر قوتها. هل تتذكر عندما زاركم بعض أعضاء مجلس الحكم ومنهم السيد الدكتور الجعفري الذي تقرنه بالحجاج، كيف ضاعت أفواه سياسييكم، المعشر، وفي مصر أحمد ماهر، وفي سوريا فارق الشرع، أعطاكم هذا الجعفري الهاشمي العلوي دروسا بالسياسة، كنتم تجهلوها، حيث هو حديث عهد بالحرية وأنتم لاتملكون من الحرية إلا اللسان، فحتى ألسنتكم تحركها المخابرات الغربية، ولهذا أسكتها الجعفري فكان كجده الحسن مع معاوية.
لاضير فإنك تجتزأ التأريخ الدامي لهذا الشعب العظيم وتتندر وكأنك قادم من المريخ ولاتدري كيف كان صدام يخرج التظاهرات، وتتنكر إن كنت عالما بما يجري في العراق، أن الظلم الذي صنعه صدام بالعراقيين لو وزع على أمة العرب لمسخها أشباه بشر، حيث عشر ظلم صدام مارسه عبد الناصر مع المصريين جعلهم يقولوا( سيبواالسياسة للريس) وراحوا يحيوا ليلة الجمعة المباركة على صوت سيدة الغناء العربي. وفي هذا الوقت الذي عجز صدام أن يثني العراقيين عن مبدأهم كان الأردن كله يصفق لابن الخطيئة وهم عارفين بأصله، حتى جاء المقبور حسين ليرمي أول قذيفة مدفع على ايران ليقول (سأجعل في كل بيت عراقي نائحة) ثأرلدماء العائلة الهاشمية المالكة، حيث كانوا في قلب كل شيعي عراقي والشيعة من أصروا على فيصل المجئ للعراق ليبايعوه ملكا عليهم، لكن من قتل العائلة وتشفى بها ذلك الأموي الناصبي الذي أكدت كل الدلائل التـاريخية، والمعاصرين لعملية المجزرة بالهاشميين هو عبد السلام محمد عارف.
أما هذا الشعب العظيم الذي تنعته بالمراهق السياسي، فقد دوخ كل طغاته من مروان والحجاج حتى صدام ولن يخنع أو يركع، بل رددها مدوية هيهات منا الذلة، واليوم يدوخ بوش فصارالأمريكي يغير أجندته في العراق كل شهر، ولقد أذهل الاميركان من جرأت العراقي وحلمه في الحوار، ولذلك استعانوا بالأردن وعلاوي، لكنهم لم يستطيعوا فعل شئ، فأصر الشعب وقادته الشرفاء عليها، وأجبروهم على الأنتخابات رغم بشاعة الأرهاب وتدخل النصف هاشمي بشؤون العراق، دفاعا عن الصهيونية فقد قالها بكل صفاقة وبمنتهى المراهقة السياسية بأن الهلال الشيعي يهدد اسرائيل وأن الشيعة لايعترفون باسرائيل، نعم لانعترف باسرائيل ولن ندع القدس تدنس، وسنقدم الغالي والنفيس من أجلها، وأعلم لم يأتوا الاميركان الى العراق، إلا ضناً منهم، أنهم سيعزلون العراقيين عن قضيتهم الأساسية الشرعية بيت المقدس وقبته معراج رسول الله. تذكر إن كنت تفقه السياسة وقرأت التأريخ لماذا فعل الأنكليزالأتحاد الهاشمي بين مملكتي العراق والأردن؟، وثار العراقيون ليحبطوا المخطط ويسقطوا حلف بغداد وسنبقى الشوكة بعيون الأعداء دفاعا عن المقدسات وعونا لأمتنا التي لايحس بآلامها إلا هذا الشعب العظيم.
تعيرنا بالضيافة يا سبحان الله، أي ضيافة تقصد، فقد بنيت العقبة بعد أن كانت خربة، وتطور الأقتصاد الأردني من قوت شعبنا، وأرتهن العراقيين بين ظهرانيكم فقد، كنتم تسرقوا منه عرقه، وتستغلون حاجته، وأنتم لاتزالون تأكلوا بخير العراق حتى يومنا هذا، ففي العراق أكثر من ألفين وخمسمائة طالب أردني يكمل تحصيله في جامعاته ومعاهده، في وقت كان العراقي يلف بلدان الدنيا بحثاً عن أمان، فكان نفطكم بالمجان، وتجارتكم البائرة تملأ أسواق العراق، واليوم تسرقون ثروته التي نهبها البعثيون، لم ولن نسمح لكم، وسنعيد كل قرش سرقتموه من ثروتنا.
أما عداء الأردن للعراق، فهو كالشمس في رابعة النهار، فممولي الأرهاب يتكلمون على فضائيات الأردن، وأرهابييهم اردنيين، وسياراتهم المفخخة زرقاوية، وحدودكم التي تقول (وهذا الكيان تكدس على حدوده الاف العراقيين راجين الدخول اليه ونالوا ما ارادوا) اليوم سهلة العبور للأرهابيين ويدخلوها دون تكدس، إلا أن العراقيين لم ينالوا ما أرادوا فقد سرق جهدهم، وطورد شرفائهم، ومس عرضهم حتى، فصهري الدكتور الذي أكمل الماجستير في أردنكم وكان من المتفوقين، يدرس ويدرس في الجامعة، ويعمل في معامل للأسمدة، لكنهم لايعطوه أجره، فيسرقون جهده لأنه لايستطيع الكلام، فالمخابرات في المرصاد. كم من العراقيين سلموا ملوككم الهاشميين، الشهيد هادي السبيتي رضون اللع عليه، المفكر الأسلامي والضيف عندكم كما تدعون، سلمه مليككم لصدام ليعدمه فوراً، الدكتور أحمد الجلبي الذي دعم الأقتصاد الأردني اراد مليككم تسليمه لصدام لولا مشيئة الله والأمير حسن، فأخرجوه الى سوريا والى اليوم تسيؤون له فكان جزاءه أن تطيل لسانها أسمى خضر عليه بمناسبة وبدونها.
واليوم تكون مملكتم حاضنة أمينة، لجلادي الشعب الذي طالما أختلطت دماءه بدمائكم دفاعا عن الأرض والعرض الأردني والفلسطيني.
أما ذكرك للحجاج وتشبيهه بالجعفري، حيث قرنت الأسمين ببعض، صدقني لو بحثت بتأريخ الأردن، لم تجد شرفاً أرفع من شرف الجعفري، ولا أصلاً أكثرأصالة من الجعفري، ولاحلما بحلم الجعفري ولا خلقا ومنبت طاهر ونسب اصيل مثل الجعفري، ولاأداء سياسي أروع من أداءه، فصدره يسع لكل العراقيين بل للبشر جميعا. مدحه أعداءه قبل محبيه وأصدقاءه. فالجعفري هاشمي أصيل وعلوي أصيل من أمه وأبيه، تربى في كربلاء المقدسة جنب جده الحسين عليه السلام، ولم يتربى عند الأنكليز، أعمامه وأخواله هاشميون علويون. عداءكم مفضوح، وجرمكم بحقوقنا مشهود، وسرقتكم لأموالنا معلومة، ولاتستعجلوا قصاصنا منكم، فالأيام بيننا والقضاء الفاصل، وليس اسنة الرماح، فنحن لسنا ممن يقطع صلة رحمه، وسنكون عونا لكل العرب مهما شتموا وسبوا وهرجوا. أما داوود البصري الأصيل فلاداعي للدفاع عنه، ومقالاته ومواقفه وتأريخ نضاله معروف للقاصي والداني، فقد كشف عورات العرب مع فيصل القاسم عندما كنتم أدلاء لسطان العراق على شرفائه.
وأخيرا فإن كان الأنكليز والصهاينة استطاعوا استحماركم، فإنهم عجزوا من ذلك معنا، وستبقى اصابعنا ماسكة باليراع لتفضح مشوهات التأريخ، وأخرى على الزناد، ترد الصاع صاعين لمن يحاول افتراسنا، بصبر وحكمة، وحتى ايران التي تتهموننا بفارسيتها، والتي تركتنا في صراعنا مع صدام، واليوم تتدخل بشؤوننا، ليس حباً بنا ولكن لفتح الباب على مصراعيه لكم لاتهامنا بالفارسية. وكذلك نقول إن شأتم فهم برنامجنا فسنكون أوفى الأوفياء لكم، من كل أمة العرب التي اختلط أتراكها وأحباشها بعربها، وإن كنتم ترومون المنازلة فنحن لها وتأريخنا المضمخ بأنهار الدماء الزاكية يشهد لنا.
ولكن لاعليك فاشتم ما شئت، واتهم ما شئت فلم ترد الشجرة المثمرة إلا ثمراً، حينما تضرب بالحجر، فتأريخنا بالعفو عند المقدرة معروف، ومقدرتنا على احتواء من يشتمنا بالحكمة والموعظة الحسنة معروف، فلاضير إن شتمت ما دامت الدكتورة خولة الزبيدي تستعين ببعث علاوي علينا، فقاماتنا لاتركع وسنستمر بممارسة الحوار النافع مع كل أعدائنا إلا البعثيين منهم، فهؤلاء ليسوا من صنف البشر الأسوياء.
زهير الزبيدي